الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • جدل حول زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سوريا

جدل حول زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سوريا
جدل حول زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سوريا

يسعى النظام السوري بكل الوسائل الممكنة لكسر عزلته الدولية والإقليمية والعربية، وقد بدا ذلك واضحاً في اللقاء الذي جمع بين رئيس النظام بشار الأسد ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسي في آذار الماضي، وهو أول لقاء عالي المستوى منذ عام 1990.

وقد ضم الوفد الذي زار سوريا بجانب رئيس الوكالة أعضاء إداريين، في أول زيارة لهم لسوريا منذ 13 سنة، حيث كانت العلاقات قد توقفت عام 2011 بعد اندلاع الثورة السورية والعنف الذي اتبعه.

تناول اللقاء سبل تجديد التواصل بين النظام والوكالة، وخاصة بعد تراجع التعاون في عام 2013، بالإضافة إلى زيادة الدعم المقدم لحكومة النظام في مجال علاج السرطان، كما تم التطرق إلى البرامج والمشاريع السلمية المشتركة.

أعلن غروسي في زيارته عن تزويد مستشفى البيروني في دمشق بالمعدات الأساسية لتحسين اكتشاف وعلاج السرطان في سوريا. وقد تمت هذه الزيارة بناءً على طلب من النظام السوري.

اقرأ المزيد: ارحل يا رجل الخراب!

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة سابقة لبعثة imPACT عام 2022، وإقرار تقديم دعم للنظام السوري بقيمة 1.75 مليون يورو بعد زلزال شباط 2023، وتشمل هذه الدعم معدات طبية وأجهزة للتصوير بالأشعة السينية وأخرى للاختبار غير المتلف.

ويعتبر اللافت في هذا السياق أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول بالوكالة تسعينيات القرن الماضي، والأولى لمسؤولي الوكالة بعد قطيعة العلاقات مع النظام، التي بدأت بعد اندلاع الثورة.

 

ومن الجدير بالذكر أن آخر زيارة رسمية لدمشق كانت عام 2011 ضمن التحقيق الذي بدأته الوكالة بعد قصف موقع الكبر في ريف دير الزور عام 2007، بتهمة تخصيب اليورانيوم.

وفي آذار 2018، اعترف الجيش الإسرائيلي بقيامه بغارة جوية على منشأة في شرق سوريا في 2007، يُشتبه بأنها كانت تحوي مفاعلاً نووياً، وقد أدى هذا الاعتراف إلى رفع السرية عن الوثائق الإسرائيلية المتعلقة بالغارة.

وبالرغم من نفي النظام السوري للاتهامات، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2011 أنه "من المحتمل جداً" وجود مفاعل نووي في الموقع، مما دفعها لرفع ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن الدولي.

وبعد الزيارة الأخيرة، بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسار التحقيق بشأن منشأة الكبر النووية في دير الزور، وذلك بعد نحو 12 عاماً من توقفه.

 

يسعى النظام السوري عبر الاتصال بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنظيم زيارات ولقاءات لكسر عزلته الدولية وتوسيع قنوات التواصل مع الدول الغربية من خلال المنظمات الدولية.

على الرغم من ذلك، يستبعد الباحث السوري عبد الرحمن السراج أن يحقق النظام مكاسب كبيرة من هذه الجهود، خاصةً مع تراجع دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد قصف إسرائيل لموقع الكبر عام 2007. ويلاحظ السراج أن هذا التراجع تزايد مع التوترات الدولية بين روسيا وأوكرانيا وتهديد مفاعلات نووية في الأراضي الأوكرانية.

من الممكن أن تكون إيران تحاول استغلال هذه القنوات المفتوحة من خلال النظام السوري في جهودها للتفاوض بشأن برنامجها النووي وتقليل التوترات الدولية، خاصةً بعد التوترات بين الوكالة الدولية وطهران بشأن نشاط إيران في تخصيب اليورانيوم.

في النهاية، يبقى السؤال عن مدى فعالية هذه الجهود في تحسين العلاقات الدولية للنظام السوري وكسر عزلته الدولية والإقليمية.

المصدر: تلفزيون سوريا 

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!