الوضع المظلم
السبت ٢٧ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • اتّهامات ثم اعتذار..حلقة مفقودة في الاتهامات لـ”مصطفى طلاس” بتهريب الآثار

اتّهامات ثم اعتذار..حلقة مفقودة في الاتهامات لـ”مصطفى طلاس” بتهريب الآثار
تهريب الآثار

 ليفانت- خاص 



أثار تقرير صادر عن مؤسسة جيردا هنكل الألمانية، وجمعية حماية الآثار السورية في فرنسا، ونشره موقع شركة أكاديميا الربحية مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية، عن واقع الآثار في سوريا موجة من ردود الأفعال، سيما بعد أن التقط منه موقع الجزيرة نت جزئية تشير إلى تورّط وزير الدفاع السوري الأسبق (مصطفى طلاس)، والذي توفي عام 2017، بتهريب 405 صناديق من القطع واللقى الأثرية السورية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى تعرض 29 موقع أثري من المتاحف ودور العبادة للأضرار ناتجة عن الحرب وعمليات القصف العسكري في سوريا.



ونشرت مواقع إخبارية التقرير الصادر عن أحوال المتاحف الأثرية في سوريا، بين عامي 2011 و2020- والذي أعدّه الأكاديمي السوري “شيخموس علي”، ووثق فيه الأضرار الفادحة التي تعرض لها التراث المادي السوري والمؤسسات والمتاحف التي يفترض أن تحافظ على هذا التراث.


وحاولنا في ليفانت نيوز الوقوف على التفاصيل حول الموضوع خصوصاً بما يتعلق بالعدد الهائل من الصناديق واللقى الأثرية التي نشرها التقرير عن قيام وزير الدفاع الأسبق طلاس بشحنها إلى دولة الإمارات عند مغادرته سوريا وحصوله على موافقة رسمية صادرة من وزارة الثقافة السورية تتضمن السماح بشحنها حسب ماذكر التقرير.


تواصلت ليفانت نيوز مع عائلة طلاس في باريس التي نفت ما نُشر نفياً قاطعاً، وتعهدت بمقاضاة الأطراف التي أعدت ونشرت التقرير، باعتباره تشهيراً لايعتمد على أدلة وإنما على مرويات وقصص غير موثقة.


لاحقاً، تواصلت ليفانت نيوز مع الباحث “شيخموس علي”، والذي صرّح: “جميع المعلومات التي لديّ أوردتها في التقرير المفصّل، الذي يقع في 130 صفحة، ولديّ الكثير من الوثائق، ولكنني حريص كلّ الحرص على حمايتها، وحماية مصادري على الأرض، ولذلك لا يمكنني عرضها إلا أمام القضاء المختص، في حال حدوث محاكمات”، وأضاف “شيخموس” بأن هناك العديد من الجهات التي حاولت استغلال الموضوع سياسياً لكنه رفض أن يأخذ التقرير هذا المنحى وأكد أن “الشق السياسي لا يعنيني، ما وثّقته قمت به وفق ما يمليه علي عملي، ولست معنياً بالبعد السياسي الذي يسعى الآخرون لاستثماره؛ جميع من تواصلوا معي من الإعلاميين، كانوا يتواصلون بهدف معرفة المزيد عن قضية تورّط “مصطفى طلاس” في الموضوع، رغم أن هذا المحور لا يشمل إلا جزءاً يسيراً من تقرير موسع”، وتابع “لا مشكلة شخصية لديّ مع آل طلاس، مشكلتي هي مع النظام ككل”، كما لفت إلى أن “الجهات المعنية حالياً هي اليونسكو، المديرية العامة للآثار والمتاحف، الإنتربول أي بيد المؤسسات الدولية المعنية باسترداد القطع الأثرية”. منهياً حديثه بأنه رفض سابقاً الإدلاء بتصريحات حول الموضوع لأيّ من الوسائل الإعلامية، ومن بينها الجزيرة والمحطات الفرنسية التي تواصلت معه، لنفس الهدف الذي تواصلنا في ليفانت نيوز منعاً من استخدام ذلك لأغراض سياسية.


وأثناء العمل على هذا التحقيق وصلنا لاحقاً تحديثاً للتقرير نشره موقع جمعية حماية الآثار السورية، وقدّم فيه اعتذاراً رسمياً من عائلة مصطفى طلاس، وورد فيه: “تعقيباً على نشر تقرير عن واقع المتاحف الأثرية السورية التي تعرض عدد منها للتدمير والنهب، وبعد الحصول على بعض المعلومات والوثائق مؤخراً, فيما يلي تحديث لبعض المعلومات فيما يتعلق بمتحف بيت بوخا الأثري بحلب: حصلنا على صور لبعض القطع التي سرقت من هذا البيت. من بين القطع يوجد 3 تماثيل تدمريه وقد تم إرسال لائحة مفصلة باللقى المفقوده من بيت بوخا إلى الأنتربول” وأضاف: “فيما يتعلق بالتابوت الكلاسيكي المكتشف في الرستن والذي كان في بيت وزير الدفاع الأسبق العماد أول مصطفى طلاس، تؤكد المعلومات أنه لازال موجود في سوريا، ومن جهة أخرى الوثائق المتعلقة بشحن 405 صندوق (مليء بالتحف واللقى الأثرية) من سوريا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق العماد أول طلاس لم يتم التثبت من صحتها”


وأردف معتذراً: “حرصاً منا وبسبب الغيرة على الأثار السورية قمنا بنشر ماتوصلنا إليه، ولكن بعد التقصي والتحقق وجدنا أن هذه الوثائق لاتثبت بشكل قاطع شحن لقى أثريه ضمن صناديق.، بناءً عليه وحرصاً مني على المصداقية، أتقدم باعتذار شخصي من عائلة وزير الدفاع الأسبق العماد أول مصطفى طلاس على المعلومات الواردة في التقرير الذي نشرته.



لذلك تم تحديث التقرير وإضافة بعض اللقى المسروقة من بيت بوخا، كما تم تلافي الخطأ الحاصل في التقرير بشحن الصناديق المذكورة”.


اقرأ المزيد:  شحنة المخدّرات الأكبر عالمياً..صنع في سوريا والموزعون الحصريون كثر!


وذيّل التوضيح: “الهدف من إعداد هذا التقرير هو بحث توثيقي وليس تقرير إعلامي لذا أرجو من أي وسيلة إعلامية نقلت الخبر أن تعمل على نشر هذا التصحيح كحق مشروع لأصحاب العلاقة في التوضيح منعاً من أي سوء فهم حاصل أو سيحصل”.


وحصلت ليفانت نيوز على معلومات تؤكد أن التابوت الأثري موجود في متحف دمشق.


اقرأ المزيد:  النفوذ الأمريكي شرق سوريا..مطار جديد واعتراض للدوريات الروسية


ورصدت ليفانت نيوز العديد من المواد والمقالات الصحفية المنشورة استناداً إلى التقرير، وطالبت عائلة طلاس في باريس المؤسسات الإعلامية والصحفيين الذين نشروا معلومات غير موثقة عن الصناديق واللقى الأثرية المذكورة أعلاه بنشر التوضيح المحدث أيضاً ومنهم ستيب نيوز والجزيرة والكاتب الصحفي “صبحي الحديدي” الذي شنّ هجوماً حاداً على النظام السوري محملاً إياه المسؤولية في عملية تخريب الأثار، مضيفين”:لم نلحظ أي خبر متابعة لتصحيح المعلومات المنشورة سابقاً والتي أُعيد نشرها من خلال نشر تقرير جديد مع المعلومات المحدثة والإعتذار الأخير”.


وحرصاً منا في ليفانت نيوز على الحيادية والمتابعة نشرنا هذا التقرير المفصل.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!