الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران ومنهجية الجريمة في اعتقال وشنق الناشطين الكرد

إيران ومنهجية الجريمة في اعتقال وشنق الناشطين الكرد
إيران ومنهجية الجريمة في اعتقال وشنق الناشطين الكرد

ليفانت نيوز/إيران/كرماشان


اعتقلت قوات الحرس الثوري الإيراني، المعلّمة الكُردية زارا محمدي، بتهمة تدريس اللغة الكردية، وبذلك يضاف اسم زارا إلى العديد من المعتقلين والمعتقلات الكرد في زنازين الحرس الثوري الإيراني.


رغم خروج العديد من المظاهرات والمسيرات المنددة لانتهاكات الحرس الثوري بحق أكراد إيران، إلى أن نظام الحكم في إيران لا يتوانى عن إعدام الناشطين الكرد وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم.


جرت العادة أن تكون التهمة جاهزة بحق هؤلاء، حيث الانتساب لحزب أو مجموعة إرهابية، أو التواصل مع الجهات الخارجية لزعزعة أمن البلاد، والضحية دائماً تكون مصيرها الشنق حتى الموت، رغم تنديد العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان.


آخر تنديد لمنظمة العفو الدولية كانت بعد أن قررت السلطات الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بالسياسي رامين حسين، بتهمة حمل السلاح ضد الحكومة وعضويته في حركة "كوملة" الكردية؛ حيث كانت قد طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية في بيان لها بوقف حكم إعدامه، والإفراج عنه.


وأكدت المنظمة أن آثار التعذيب كانت واضحة على جسمه، وحُكم عليه بالإعدام في محاكمة لم تستغرق ساعة، كما أنه خلال فترة التحقيقات لم يُسمح له بالتواصل مع محاميه وعائلته، ولم يتوصلوا إلى أدلة ضده، علماً أن وزارة الاستخبارات الإيرانية تدخلت لخلق ضغط عليه ولأخذ اعترافات تلفزيونية منه مقابل وعد بإلغاء حكم الإعدام.


لم تكتفي السلطات الإيرانية بنشر قرار الحكم بحق بناهي، بل اعتقلت شاباً كردياً آخر "أوميد أسدي" في مدينة كامياران التابعة لمحافظة سنة، لمجرد أنه أعرب عن تأييده للمعتقل السياسي المحكوم عليه بالإعدام رامين بناهي.


اصبح "بناهي" أحد رموز الثورة الكردية ضد نظام الملالي في إيران، فرغم المخاوف الكبيرة على حياته، وجه رامين المحكوم عليه بالإعدام، رسالة من سجن سنندج، قال فيها: "كنا دائماً نحب أن نكون مخلصين مع أولئك الأفراد الذين نعرفهم والجيران والمواطنين في المجتمع والناس ممن كنا نتعايش معهم في الأماكن، ونشعر بالقرب منهم، عندما نكون بجانب بعضنا البعض في الأفراح والأحزان".


ويضيف رامين في رسالته: "لماذا يجب أن يعيش العمال بهذه الحالة؟ لماذا يجب أن يعمل الأطفال ويتحملون آلاماً؟ لماذا يجب على نساءنا وأمهاتنا تحمل كل هذه المعاناة والتمييز؟ فلماذا لا نكون جميعاً أحراراً ونجرب الحرية جنباً إلى جنب؟ أعدادهم ليست قليلة أولئك الذين يطرحون هذه الأسئلة بصوت عالٍ ومدانين بجرائم مختلفة".


يكمل رامين، ناهياً رسالته: "المحارب والمعادي للثورة، والمنتمين إلى الجماعات الإرهابية وشبكات التجسس الاستخباري، والعضوية في المجموعات المعاندة. أنا أيضاً أحد أولئك الذين يبحثون عن إجابات لهذه الأسئلة ويبحثون عن الإجابة على أي أسئلة طرحتُها، اليوم أكثر من أي يوم آخر أستمتع بالمحبّة والحب للمواطنين، وأشعر بالفخر لكوني بجانبهم، في حين أنا بانتظار عقوبة الإعدام، هي لحظات مؤلمة، إلا أن قيمة وفخر الوقوف إلى جانب المواطنين الذين أحبّهم وطبيعة الحياة التي عشت فيها والعمال الذين عملت معهم، تقلّل من معاناتي هذه".


كما أقدمت نشتمان حسين بناهي، على الانتحار في منزلها بعد عزم السلطات الأمنية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق شقيقها السجين السياسي رامين حسين بناهي، ذلك بشنق نفسها في منزلها بمدينة سنندج الكردية في إيران.


رغم الإدانات الدولية لأحكام الإعدام الصادرة من قبل السلطات الإيرانية بحق السياسيين والمعارضين الإيرانيين، إلا أن تلك السلطات صرحت ولمرات عديدة أن حكومتهم والجهات التنفيذية التابعة لهم؛ ماضية في تنفيذ أحكام الإعدام بمن تسميهم الخارجون عن القانون والساعين لقلب نظام الحكم في إيران، دون أن يكون هناك أي رادع لتلك الجرائم التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وسط القوانين الإيرانية الجائرة.


ليس السجين السياسي رامين بناهي او المعلمة زارا محمدي، أول أو آخر من يخرج بحقه قرار الإعدام على المشانق الإيرانية، حيث أصبحت حالات الإعدام بحق الكرد في إيران من الأمور الاعتيادية التي تنفذها السلطات الأمنية والعسكرية في البلاد، فسبق وأن صرحت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي للإعدامات لعام 2017، أن إيران نفذت حكم الإعدام على ما لا يقل عن 507 أشخاص، ويمثل 51% من إجمالي الإعدامات في العالم، لتزداد تلك الحالات هذا العام من جديد.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!