الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إدانات سعودية لمجزرة التضامن وبشار الأسد يحاول التغطية على جرائمه

  • بشار الأسد يصدر مرسوم عفواً عاماً عن مرتكبي "الجرائم الإرهابية
إدانات سعودية لمجزرة التضامن وبشار الأسد يحاول التغطية على جرائمه
إدانات سعودية لمجزرة التضامن وبشار الأسد يحاول التغطية على جرائمه

اصطف الجميع معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي غير عارفين أن ما ينتظرهم حفرة كبيرة أعدها رجل أمن سوري ورفيقه متخايليين ببزتهم العسكرية، فيما بعد، يظهر في المشهد رجل الأمن وهو يرمي الواحد تلو الآخر بدمٍ بارد مع طلقة قاتلة من فوهة بندقيته. ثم يحرقون جثثهم أمام عدسة الكاميرا.

كان ذلك فيديو حقيقي نشرته الغارديان عن عملية قتل جماعي قام بفعلها صف الضابط أمجد يوسف ورفيقه نجيب الحلبي في حي التضامن الدمشقي عام 2013.

بحسب ما أورد تحقيق الصحيفة البريطانية الذي أعده الباحثان أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور، العاملان في "مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية" في جامعة أمستردام فإن المنفذ الرئيسي للمجزرة كان يشغل بعد عام 2011 منصب صف ضابط "مُحقِّق"، في فرع المنطقة أو الفرع 227، وهو فرع تابع للأمن العسكري "شعبة المخابرات العسكرية".

هو غيض من فيض، تلك الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين، لكنّ الفيديو الذي نشرته الغارديان كان صادماً لوضوح وجوه القتلة والأريحية في ممارسة فعل القتل كأنه حدثُ اعتيادي، كأن يأكل ويشرب، أو يثرثر مع أصدقائه، ما يحيلنا إلى كتاب "تفاهة الشر" لحنّة آرنت حين رأت أنّ القدرة على استلاب الوعي الإنساني وقتل الحرية الفردية في الاختيار تحوّل الإنسان إلى آلة للقتل، مؤكّدة أن تحليلها لا يبرر المجازر بل يبحث بالأسباب الكامنة وراء الفعل بدم بارد.

منبت أمجد "العلوي" حرّك البعض لتحميل الطائفة بِرُمَّتها مسؤولية جرائم الأسد، باعتبار أنّ جهاز الأمن السوري معظمه ينتمي للطائفة، وبدأت الاتهامات والتهديدات المتبادلة بين المتشنجين من كلا الطرفين تُلقى جزافاً على الصفحات الزرقاء والكلوب هاوس. كان ذلك على المستوى السوري. لكنّ نسي البعض تزاوج السلطة وتشابكها مع الأوليغارشية" السنية" استناداً إلى المصالح حتّى باتت ركناً جوهريا لبقاء النظام.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: لم يطرأ أي تغيير حيال المسائل المتعلقة ببرنامج سوريا الكيميائي 

حاول الشارع السوري من خلال الصفحات الزرقاء الضغط عربياً ودولياً لإعادة الزخم للملف السوري، وإحياء ملفات التعذيب، في زحمة الأخبار عن الحرب الأوكرانية والدراما المرافقة لشهر رمضان

إدانات سعودية

أما على المستوى العربي، أدانت شخصيات سعودية مؤثرة على السوشال ميديا تلك المجزرة، وهو ليس جديداً على السعودية مواقفها الثابتة من النظام السوري. ووقوفها إلى جانب الشعب. لكن لم يخرج موقف رسمى حتى اللحظة يدين المجزرة.

وهنا نستعرض بعض التغريدات التي أدانت المجزرة:

عبد العزيز التويجري  المدير العام السابق للإيسسكو اعتبر في تغريدة على التويتر أنّ مجزرة التضامن هي غيض من فيض جرائم نظام الأسد الدموي ضد الشعب السوري.. لا تعينوا ظالماً على ظلمه".

شعر "حسان الشريف"مغرّد سعودي آخر وهو مهتم بالاستثمار في أسواق المال، شعر بإيذاء نفسي وكتب : " وحشية المجرمين واستهزائهم على الضحايا وطريقة اقتيادهم لحفرة الموت جميعها أفعال حيوانية لا تمتّ للإنسانية بصلة".

فيما سأل عيسى آل فايع  محلل استراتيجي وحاصل على ماستر من جامعة كنجز بلندن، شيئاً من العدل.

وبلغت عدد التغريدات في الساعة 371 لتقرير مجزرة التضامن، ونسبة المشاهدة 1.9 مليون في الساعة، فيما وصل عدد المغردين 5120 مغرّداً.

بشار الأسد يغطي جرائمه بمراسيم العفو

بعد أيام على انتشار فيديو مجزرة التضامن، يحاول رأس النظام السوري بشار الأسد التغطية على المذبحة، وأصدر مرسوماً جديداً السبت 30 أبريل، يقضي بمنح عفو عام عن "الجرائم الإرهابية" المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30 أبريل الجاري.

ونشرت صفحة رئاسة النظام على فيسبوك، نص المرسوم التشريعي رقم /7/ لعام 2022، الذي يقضي بمنح عفو عام عن "الجرائم الإرهابية" المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30\4\2022 عدا التي أفضت إلى موت إنسان.

 

الرئيس الأسد يُصدر المرسوم التشريعي رقم /7/ لعام 2022 الذي يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين...

Posted by ‎رئاسة الجمهورية العربية السورية‎ on Saturday, April 30, 2022

حسب نص المرسوم، لا يؤثر هذا العفو على دعوى الحق الشخصي وللمضرور في جميع  الأحوال أن يقيم دعواه أمام المحكمة المدنية المختصة.

يصف النظام السوري معارضيه بالإرهابين، في وقت وثقت فيه منظمات حقوقية على مدى العقد الماضي انتهاكات واسعة لقوات الأسد راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين.

اقرأ أيضاً: ""الغارديان" تنشر فيديو لعمليات إعدام جماعية على يد قوات النظام في سوريا

ويأتي هذا المرسوم، وسط مطالبات بمحاسبة النظام السوري على ما وصفته صحيفة "الغارديان" البريطانية بـ"جريمة حرب".

من "صور قيصر"، إلى التوثيقات المتعلقة بقصف الغازات السامة على مناطق متفرقة في سوريا، وقصف البراميل المتفجرة. وتعتبر مجزرة التضامن آخرها، ينتظر المجتمع السوري تحركاً فاعلاً  لمحاسبة النظام والتوقف عن محاولة تعويمه وإعادة تقديمه كممثل شرعي على الساحة الدولية.

ليفانت نيوز_ خاص

إعداد وتحرير: حنين جابر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!