الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أنقرة تقول إنها أحبطت "مكيدة كبيرة" لإقامة دولة "شمال سوريا".. لتبقى مكيدة "سوريا الشمالية"

أنقرة تقول إنها أحبطت
أنقرة تقول إنها أحبطت مكيدة كبيرة لإقامة دولة شمال سوريا.. لتبقى مكيدة سوريا الشمالية

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تركيا أحبطت "مكيدة كبيرة"، تتمثل بإقامة دولة لحزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية (ي ب ك) في شمالي سوريا، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية.


وقال أوغلو "لقد أحبطنا مكيدة كبيرة، كانوا يريدون إقامة دولة لـ"ي ب ك/ بي كا كا" هنا (شمالي سوريا)، وعلى رأسهم فرنسا وإسرائيل، وأتحدث بكل صراحة، وحتى اليوم لم تخرج أي منها وتقول؛ "لا، لم يكن لنا هكذا مساع".


ونوّه أوغلو إلى أن "ألمانيا الصديقة لتركيا، كانت إلى جانب فرنسا مع الدول التي شاركت بذلك في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي"، وقال أوغلو: "كافحنا "ي ب ك" في منطقة عفرين أيضًا، وشرحنا ذلك للمجتمع الدولي، وبعثنا رسائل لمجلس الأمن، وفي هذه العملية قمنا بـ10 أضعاف ذلك، فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد؟ رغم أن في المنطقتين يوجد "ي ب ك/ بي كا كا'؟، لأنهم كانوا يريدون إقامة دول إرهابية هنا".


وشنت تركيا في يناير العام 2018، هجوماً على منطقة عفرين شمال غرب سوريا والتي تقتطنها غالبية سكانية كردية، حيث يتهم ناشطون من المنطقة تركيا بتطبيقها التهجير القسري للسكان والدفع لاستيطان آخرين غرباء عن المنطقة فيها، حيث تسببت العملية بتهجير غالبية سكان المنطقة الأصليين من الأكراد.


وتحت حجة حماية السوريين من النظام، واحقية السوريين في الحياة على أي بقع من الأرض السورية، يتهم ناشطون ومراقبون تركيا بمساعيها لضرب المكونات السورية ببعضها، عبر محاولات توطين مكون مكان آخر، كما جرى في عفرين عندما جرى تهجير سكانها وجلب سكان من ارياف دمشق وحمص وغيرها للسكن بدلاً عنهم.


السيطرة التركية على منطقة عفرين السورية والتي مرت دون ضجيج أو صخب، بعد توافق أنقرة مع موسكو، واتهامات أخرى بغض واشنطن بصرها عن الأعمال القتالية التي استمرت لقرابة الشهرين وأودت بالمئات من المدنيين وفق المؤسسات الصحية التابعة للإدارة الذاتية كالهلال الأحمر الكردي، كانت تجربة يبدو أن انقرة تمنت تكرارها في شرق الفرات.


 لكن ونتيجة الضغط الدولي والعقوبات المتتالية عليها، اضطرت لتوقيع اتفاق مع موسكو نص وفق جاويش أوغلو على "إخراج إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا"، من المنطقة الممتدة من نهر الفرات إلى الحدود العراقية على عمق 30 كلم، بما فيه مدينة القامشلي التي تُستثنى فقط من إجراء الدوريات المشتركة، التي انطلقت"، زاعماً أن تركيا والولايات المتحدة أرادوا منذ زمن إخراج الإرهابيين من منبج.


وأردف: "الروس موجودون هناك بعد انسحاب الولايات المتحدة، وسيتم إخراج إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" من مدينتي تل رفعت ومنبج السوريتين، وحققنا عبر الاتفاقيْن مع واشنطن وموسكو ما كنا نريده وبأقل الخسائر، ولو لم نطلق عملية (نبع السلام) لما تحققت هذه الأمور".


ورغم ما تعتبره أنقرة انتصاراً لها في عملية نبع السلام، يبدو أن الخاسر الوحيد هم السوريين أنفسهم، مع تحول مجموعات منهم إلى قوات راجلة تسير وفق الاهواء التركية، رافعة العلم التركي على صدرها، فتقتل سوريين آخرين يعتبرون أن لهم ذات الحقوق التي ينادي بها مَن يوسمون أنفسهم بـ "الجيش الوطني"، في حياة لا تسلط فيها لأحد على أحد.


ويبقى السؤال الأهم، مع انتشار مظاهر التتريك في المناطق الخاضعة للسلطة التركية في شمال البلاد ضمن الشريط الحدودي من جرابلس إلى عفرين ومن رأس العين إلى تل ابيض، هل تترسمٌ ملامح لـ "سوريا الشمالية" شقيقةً جديدة لـ "قبرص الشمالية"، أم تحبط الاخيرة كـالـ "مكيدة الكبيرة" التي صرحت بها أنقرة؟  


ليفانت-تحرير: أ،م،ق

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!