-
أميركا تقُودُ أم تُقاد؟!!
في نعش مُضطرب، جاءت مقالة ر. بايدن (الابن): "لماذا على أمريكا أن تقود من جديد؟"، وكأنها مرآة للسياسة الأوبامية، حمل فيها أحلام مُجتمع مُقاد من الماسونية العالمية، لأنه بالواقع عُمر قصير بالنسبة للحضارة العربية وما كان حولها من حضارات، كونها كانت مستوطنات بدأت منذ قرن ونصف أي عام 1750 في أمريكا الشمالية على حساب الملايين من السكان الأصليين من الهنود الحُمر الذين عاشوا هناك لآلاف السنين في قبائل أبادوها على مدى الزمن، لتجد العنصرية (أُس رئيس) في المُكون الأمريكي الذي يطفح به للآن أثره على سياسات التمييز العنصري التي تنتهجها أجهزة إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.. فالتكلفة العالية وغير المتناسبة التي تكبدتها الأقليات العرقية كشفت عن عدم المساواة في مناحٍ كثيرة كلفت الاقتصاد الأمريكي 16 تريليون دولار على مدى السنوات العشرين الماضية وعلى وجه الخصوص جراء تفشي وباء كوفيد-19، فهل يُعيد التاريخ نفسهُ، في هيئة العنصرية التي تأكُل في نعش أمريكي مُضطرب؟!.
لقد ورث بايدن إرثاً ثقيلاً بقضايا ذات هموم مشتركة، قد لا يتحملها، مما سيجعله مُرتبكاً ومُتردداً في قراراته التي ستُؤثر بالطبع على الداخل والخارج الأمريكي، كما نراه متناقضاً وإدارته في مقاله السالف، وهو نفسه من يتعامل مع العالم بالعصا في مقاله العُنصري الذي حمل فكرة التنبؤات وسعيها لفتح مسارات جديدة، ما على العالم سوى التعاطي معها، بل ربما الرضوخ لها، إذ لا توجد – حسب تعبيره – قوة أخرى لديها هذه القدرة في خلط بين قوتين، الأولى "ناعمة" والثانية "خشنة"، لإظهار أميركا بأنها وحدها القادرة على تحقيق حُلم كابتن أميركا، بالتعاون مع الحلفاء ممن أهملهم ترامب، وتضاءلت فيها مصداقية ونفوذ الولايات المتحدة في العالم وقبلهُ الداخل بانقلاب السياسيين على بعضهم البعض، مما جعل كل منهم يعمل منفرداً لمصالحه وبالتالي خرجت دول العالم من تحت العباءة الأمريكية، والأدهى حديث بايدن عن ابتعاد ترامب عن القيم الديمقراطية التي تمنح الأمريكان القوة وتوحدهم كشعب.. فمن هو الشعب الأصليين ممن أبادوهم أم المستوطنين ممن لهم عصبيات وأفكار شيطانية؟!!، اعترف بها بايدن: "تواجه الديمقراطيات – التي شلّتها الحزبية المفرطة، وطوّقها الفساد، وأثقلت كاهلها اللامساواة الشديدة – واقعاً أكثر صعوبة في قدرتها على تقديم الخدمات لشعوبها"، ليظهر عُرى النظام الدولي الذي بنته الماسونية الصهيونية بعناية شديدة من أجل تحقيق مكاسب شخصية وسياسية على حساب البشرية.
سيكون على الرئيس الأمريكي القادم لملمة الجراح واستجماع القوى من جديد مهمة هائلة. فهل سيفلح بايدن، وماذا لو جاء بعده ترامب ليمحو أثاره كما محى أثار أوباما؟.. ولعلني مخطئاً في نظرتي لأحلام بايدن بالعودة الأمريكية للعمل الجماعي الدولي، وتعزيز تحالف الديمقراطيات التي هي نتاج قوله: "سوف أعيد صياغة نظامنا التعليمي بحيث لا يتم تحديد فرصة الطفل في الحياة من خلال محل إقامته أو العرق الذي ينتمي إليه، وسأصلح نظام العدالة الجنائية للقضاء على الفوارق غير العادلة وكذلك القضاء على وباء السَجن الجماعي، واستعادة قانون حقوق التصويت لضمان أن يكون صوت الجميع مسموعاً، وإعادة الشفافية والمساءلة إلى حكومتنا، وبصفتي رئيساً للبلاد، سأتخذ خطوات حاسمة لتجديد قيمنا الأساسية مرة أخرى. وسأقوم على الفور بإلغاء السياسات القاسية وغير المعقولة التي فرضتها إدارة ترامب، مثل تلك التي تفصل الوالدين عن أطفالهم على حدودنا؛ ووضع حد لسياسات ترامب الهدامة".
ثم يقول: "يذكرنا المواطنون مرة أخرى بتوقهم جميعاً إلى الحكم الرشيد وببُغض العالم للفساد المُستشري في بعض البلدان. حيث يغذي الفساد، كجائحة خبيثة، القمع ويقوض كرامة الإنسان ويمد القادة الاستبداديين بأدوات قوية لبث الفرقة بين الديمقراطيات وإضعافها في جميع أنحاء العالم"، فهل سيري الشعوب العربية بسوريا والعراق واليمن ولبنان والأقليات المُسلمة (الإيغور وبورما والهند والطاغوت الصيني)، وكذلك الأقليات المسيحية في وطن بكى عليه السلام بجائزة نوبل للأثيوبي "أبي أحمد"، وفي فلسطين وغيرهم كثير.. ممن تاهت حقوقهم المُنتهكة هنا وهناك، أم سيتغافل عنها ناصحاً كمن سبقه من التنفيذيين الماسونيين بالعالم؟!!.
ليست الولايات المتحدة القوة الوحيدة الآن فهناك الصين وروسيا ودولاً أخرى لا يراها قد تأكل ما تبقى من أقوى جيش في العالم (إيمان العربي المسلم والأقليات المضطهدة)، بل وهناك الإرهاب من تنظيم قاعدة وداعش، بمقدمة إيرانية إخوانية توغلت في المجتمعات الغربية الضعيفة بل وفي أميركا، فهل سيحسم الأمر بطريقه ويفي بوعده في مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ليقع كل ذلك على عاتقه لقيادة الطريق من جديد، كونه يرى أنه لا توجد أي أمة أخرى أُسست على هذه الفكرة.. فأيم كانوا بقيادة العالم مثل المملكة العربية السعودية في أعصف أزمة عالمية جراء كورونا. إن بايدن وإدارته يدركان أن هناك شرخاً حدث في جدار النسيج المُجتمعي الأميركي والدولي، لأنهم اليوم في انشقاق داخلي بين فريقين؛ كلاهما ضد الآخر حاملين أحقاداً لا حصر لها.. فقد يقُود ولا يُقاد.. لما لا وأمامهُ أربعة أعوام قد نراها خيراً أو نراها نقمة جديدة تأكل في البشرية بلا حساب، لكن الله أقوى..
إبراهيم جلال فضلون
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!