-
آلية الزناد: ضرورة عاجلة لكبح النظام الإيراني

أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في كلمتها بمناسبة بداية العام الإيراني الجديد في 18 مارس 2025، على الحاجة الملحة لتسريع تفعيل آلية الزناد ضد برنامج النظام النووي الذي يقوده خامنئي. وحذرت من أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يتباطأ أكثر في مواجهة هذا التهديد، داعية إلى وضع النظام تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأشارت إلى أن الحل النهائي لتهديدات النظام يكمن في إسقاطه بأيدي الشعب الإيراني عبر المقاومة والانتفاضة، وهو موقف يتماشى مع التطورات الأخيرة والتقارير الدولية.
تحذيرات تحققت
قبل عشر سنوات، وبالتزامن مع توقيع اتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) في 2015، حذرت رجوي من مخاطره. أوضحت أن تجاوز ست قرارات لمجلس الأمن وإبرام اتفاق غير ملزم قانونيًا لن يمنع خداع النظام وسعيه لامتلاك القنبلة النووية. وطالبت بمراقبة صارمة من الأمم المتحدة على الأموال المحررة لتوجيهها نحو احتياجات الشعب الإيراني العاجلة، مثل أجور العمال والمعلمين والممرضين، بدلاً من تمويل الإرهاب والحروب في العراق وسوريا واليمن ولبنان. اليوم، وبعد عقد، تثبت هذه التحذيرات صحتها بندًا بندًا. فقد استُخدمت المليارات التي ضُخت للنظام في القمع الداخلي وإشعال الصراعات الإقليمية، مما زاد من جرأته في سياساته المعادية للإنسانية.
خامنئي في مأزق
علي خامنئي، الذي طالما اعتمد على المناورة في الثغرات الدولية لإطالة عمر نظامه، عبر عن غضبه من التحركات الأوروبية الأخيرة. في لقاء مع قادة النظام، هاجم الدول الأوروبية قائلاً: «هل وفيتم بتعهداتكم في الاتفاق النووي؟ لم تلتزموا منذ اليوم الأول، وبعد خروج أمريكا وعدتم بالتعويض ثم نكثتم، وكررتم الوعد ونكثتم مجددًا. حتى الوقاحة لها حدود!» هذه الكلمات، التي نطق بها بنبرة غاضبة، لا تعكس قوة، بل خوفه من عودة العقوبات الدولية عبر آلية الزناد.
توافق دولي ناشئ
أعلنت مجموعة السبع G7(الولايات المتحدة، بريطانيا، اليابان، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا) مع ممثل الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك أن النظام الإيراني «المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة» ويجب منعه من حيازة أسلحة نووية. سبق ذلك اجتماع مغلق لمجلس الأمن بمشاركة أعضائه الـ15 لبحث الوضع النووي الإيراني، حيث أكد ممثل بريطانيا أن تفعيل آلية الزناد تحت الدراسة الجدية. كما أشار تقرير رافائل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن إيران الدولة الوحيدة التي تنتج يورانيوم عالي التخصيب دون سلاح نووي، وبلا مبرر سلمي مقنع.
لماذا التأخير غير مقبول؟
رغم التأخر في مناقشة آلية الزناد بمجلس الأمن وبيان مجموعة السبع، فإن مجرد شبح عودة القرارات الستة السابقة أرعب النظام. هذا الخوف يبرز مدى أهمية تبني موقف حازم وتسريع تفعيل الآلية. النظام، الذي يحاول بمشروعه النووي وإشعال الحروب التستر على أزماته الداخلية، أصبح أكثر هشاشة أمام الضغوط العالمية وصعود المقاومة الشعبية.
الحل النهائي بيد الشعب
أكدت رجوي أن الحل الجذري لتهديدات النظام ليس في مفاوضات لا نهائية، بل في إسقاطه بأيدي الشعب ومقاومته المنظمة. بينما يلوح شبح العقوبات الدولية فوق النظام، فإن انتفاضة الشعب الإيراني يمكن أن تضع حدًا له. تفعيل آلية الزناد خطوة عاجلة لكبح التهديد النووي، لكن تحرير إيران الحقيقي مرهون بإرادة شعبها ونضال مقاومته.
ليفانت: حسين عابديني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!