-
نظام الأسد.. يعتقل سوريين عائدين من لبنان
يواجه اللاجئون السوريون في لبنان وضعاً مأساوياً، حيث يُضطر العديد منهم للعودة إلى وطنهم رغم المخاطر الأمنية وغياب البدائل الآمنة في لبنان. وتعتبر العودة رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يتعين عليهم التكيف مع ظروف حياة قاسية تفتقر للأمان والموارد، مما يزيد من تفاقم معاناتهم الإنسانية.
تشهد مناطق سيطرة النظام السوري اعتقالات تعسفية بحق النازحين الذين عادوا، وقد سجلت التقارير اعتقال أكثر من 40 شخصاً من العائدين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك حالة واحدة توفيت تحت التعذيب في السجون. وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بداية الشهر الحالي اعتقال 43 شخصًا من العائدين، حيث وُجهت اتهامات لعدد منهم بالفرار من "الخدمة الإلزامية".
اقرأ المزيد: بعثة أممية: السودان يغرق في موجة عنف جنسي غير مسبوقة
تشير المعلومات إلى أن معظم هؤلاء المعتقلين يعانون من التعذيب وسوء المعاملة داخل مراكز الاحتجاز، دون توجيه تهم واضحة، مما يزيد من الضغوط عليهم. في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، تم توثيق اعتقال 26 شخصاً من اللاجئين العائدين بين 23 سبتمبر و25 أكتوبر 2024.
تشير التقديرات إلى أن نحو 597,700 شخص عبروا الحدود من لبنان إلى سوريا في الفترة من 23 سبتمبر إلى 20 أكتوبر، تزامناً مع تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان. يُعتبر معبر "جديدة يابوس" هو الأكثر ازدحاماً، حيث لجأ اللاجئون لاستخدامه كوسيلة للعودة إلى سوريا.
علاوة على ذلك، يُظهر التقرير أن العديد من اللاجئين اختاروا العودة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري هرباً من الظروف المعيشية القاسية، معتمدين على معابر غير رسمية، مثل معبر الطبقة ومعبر التايهة. يواجه اللاجئون خلال رحلتهم مشكلات كبيرة، تتراوح من إغلاق المعابر إلى التعرض لعمليات ابتزاز مالي.
تستمر معاناة اللاجئين السوريين العائدين من لبنان، حيث يواجهون تحديات أمنية وصعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية. إن غياب الضمانات الحقيقية للسماح بعودة آمنة يُلامس المخاطر المستمرة، مما يوجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فعالة لتحسين أوضاع هؤلاء العائدين وضمان حقوقهم الأساسية.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!