الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ندوة الدوحة.. ريبة المكان وجدوى العنوان
ندوة سوريا إلى أين \ متداول

باشرت صباح يوم السبت 5 فبراير/ شباط، أعمال ندوة المعارضة السورية "سوريا إلى أين؟" التي دعا إليها رئيس الوزراء السوري المنشق "رياض حجاب" في العاصمة القطرية الدوحة، وبمشاركة ممثلين عن بعض كيانات المعارضة السورية، وعدد من مراكز الدراسات ومنظمات المجتمع المدني، وقلة من الشخصيات المستقلة، وبحضور رسمي لمساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية في الدولة المستضيفة.

واستهل حجاب افتتاح الندوة، بكلمة رحب فيها بالمسؤول القطري، وهو ما يعبرّ عن رعاية الدوحة للاجتماع، على عكس ما يروج له، بأن دورها يقتصر على الاستضافة فقط؛ ولا يفوتنا أن ننوه لحضور شخصيات من غير الناطقين بالعربية.

اقرأ أيضاً: البنتاغون: لا خسائر في صفوف القوات الأمريكية بعملية الإنزال الجوي شمال غرب سوريا

وتطرق حجاب للأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية التي يعاني منها السوريين، وما آلت إليه أحوالهم خلال العقد الماضي؛ مبيناً بالوقت نفسه، أن الندوة تهدف لتصحيح أخطاء المعارضة، علماً أنّ معظم المدعوين هم ممن شاركوا بهيئات المعارضة، أي أنهم ساهموا بالخراب بشكلٍ أو بآخر.

توحيد الكلمة ورصّ الصفوف

وطالبَ حجاب، بتوحيد الكلمة وتجديد الدماء وهو يتوجه بكلمته إلى الحضور، مما شكّل تساؤلات عدة عند المتابعين للشأن السوري العام، إذ أنَّ المراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني لا يتطلب عملها أن يوحدوا كلمتهم أو دراساتهم، الأمر الذي فسرّه البعض، بأنّ الندوة ستفضي إلى تشكيل كيان سياسي جديد، وبأن ثمّة فعاليات ستقام مستقبلاً في الإطار ذاته.

وفي حديثه لـ "ليفانت نيوز"، قال الكاتب والباحث السوري “حسن النيفي”: "علينا اولاً ألا نتجاوز المحددات التي رسمها القائمون على هذه الندوة لفحوى عملهم، أعني أنها ليست مؤتمراً وطنياً عاماً يراد منه الخروج بأمور محددة ينتظرها السوريون، وهي كذلك ليست لقاء بين شخصيات وطنية متجانسة تجتمع لتخرج ببرنامج عمل سيجد له ترجمة على أرض الواقع، بل هي ببساطة كغيرها من آلاف الندوات التي أقيمت منذ عام 2011 وحتى الأن، وكلها كانت تنتهي بتوصيات ولكنها غير ملزمة، وينتهي أثرها بانتهاء اللقاء الجامع لأصحابها".

اقرأ أيضاً: إسرائيل تدرس إمكانية شن عمليات موسعة على إيران وميليشياتها في سوريا ولبنان

وبيَّن النيفي، أنّه "في ضوء ذلك، لا يعتقد أنَّ ندوة الدوحة ستفضي إلى ما يشكل اختراقا للحالة السياسية السورية الراهنة، كما لا يعتبر بأنّ مخرجات تلك الندوة ستستطيع أن تحدث خلخلة في بنى وهياكل الكيانات الرسمية للمعارضة، بسبب الوصاية الدولية والإقليمية على تلك الكيانات".

ولعل القائمين على تلك الندوة كانوا فطنين إلى هذا الجانب، إذ كان أغلب المدعوين، هم من الشخصيات المهادنة لسلوك المعارضة أو المتصالحة معها، باستثناء عدد قليل لا يعتقد أنّ صوتها سيكون ذا أثر، بحسب تعبيره، فضلاً عن إنّ دعوة معظم من اشتغلوا ضمن هذه الكيانات منذ عشر سنوات يمكن أن يعطي مؤشراً واضحاً بما سوف يفضي إليه اللقاء.

ويرى الباحث السوري، أنَّ "حالة اليتم السياسي التي يعيش مرارتها السوريون وكذلك حالة استلاب القرار الوطني التي أبعدت السوريين عن قضيتهم، هي بحاجة إلى مبادرات وطنية ثورية تشعر بالمسؤولية حيال فداحة مأساة السوريين، ولا أعتقد أن الندوات التي يقيمها أشخاص أو مراكز بحوث ذات دور وظيفي محدد يمكن أن تنهض بهذه المهمة".

نصائح وتوصيات قبل الهبوط في مطار الدوحة

الجدير بالذكر، هو استقبال نائب الرئيس التركي السيد "فؤاد أقطاي"، قادة ثالوث كيانات المعارضة الرسمية: سالم المسلط رئيس الائتلاف المعارض، وأنس العبدة رئيس هيئة التفاوض، وعبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة المؤقتة، في اليوم الذي سبق وصولهم إلى الدوحة، مما يوحي بتقديم توصيات لهم.

وكان رياض حجاب قد أعلن عن ندوته هذه، بعد أن التقى وزير الخارجية التركي "جاويش أوغلو" في بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي في العاصمة القطرية أيضاً.

وانكبَّ المحللون والمعلقون آنذاك، على استنباط ما يمكن أن يخرج عن هذه الندوة، بعد لقاء السيدين حجاب- أوغلو، وإذا ما كانت الأمور ستتجه نحو تشكيلٍ سياسي جديد، علّه ينفض الغبار عن الملف السوري المركون على رفوف المنظومة الدولية، ويحرك المياه الراكدة، ويعيد للقضية السورية زخمها الإقليمي والدولي، بعد أن تشابك الملف السوري مع ملفاتٍ عديدة في المنطقة؛ الأمر الذي دعا المبعوث الأممي إلى سوريا "غير بيدرسون" إلى التحايل على القرار الدولي 2254 وانتهاج سياسة «خطوة بخطوة»، في تماهٍ واضح مع الاستراتيجية الروسية التي نتجت عن قمة بوتين-بايدن في جنيف السويسرية منتصف العام الماضي.

اقرأ أيضاً: إجرام تركي في سوريا وتغاضٍ دولي

وفي تصريح سابق حول لقاء الدوحة، قال المعارض السياسي “كمال اللبواني” إنَّ "قطر تجدد دماء الائتلاف واللجنة الدستورية، بالدعوة لاجتماع جديد وتوزيع الأموال والمناصب على كل من يقبلون مهزلة التسليم والتصالح مع القاتل الأسد، والقفز فوق كل جرائمه، وتجاهل موضوع العدالة والعقاب، ويعود السبب؛ إلى أنها أي قطر تريد البقاء في الوسط وعدم استعداء إيران وتركيا وروسيا".

وأرجع ذلك، إلى "تجنب الدوحة انخراطها في المحور العربي الغربي المعادي لإيران، بعد أن فشل محور السعودية الإمارات في اقناع الأسد بالتخلي عن الإيرانيين والعودة إلى الحضن العربي".

ونشرَّ المحامي وعضو اللجنة الدستورية “أدوار حشوة” عبر صفحته في منصة فيس بوك، موجزاً لوقائع اليوم الأول من الندوة، "مستهجناً كلمة رئيس مركز حرمون للدراسات المعاصرة في الدوحة، الذي قدمّ رياض حجاب كرئيس للائتلاف السوري المعارض وبحضور السيد سالم مسلط الرئيس الحالي للائتلاف".

وأضاف حشوة، أن مدير الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حدد مهمة الندوة بمعالجة الانهيار الإنساني والسياسي في مؤسسات المعارضة ووضع الحلول لها. وهو ما اعتبره المحامي السوري، اتهاما مباشراً للائتلاف بالفشل وبحضور قادته وأبرز أعضائه.

تجاهل لذكر القرارات الدولية!

ولم يخفِ عضو اللجنة الدستورية الجانب الإيجابي من كلمة رئيس الوزراء المنشق، عندما نددّ رياض حجاب بعنف النظام ووحشيته، وتأكيده على أن الأسد ونظامه لا مكان لهما في عملية الانتقال السياسي، وكذلك ذكره للعدالة الانتقالية وملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، والانتقال نحو الدولة الديمقراطية الموحدة، التي تتمتع بسيادة القانون وحقوق المواطنة دون تمييزٍ بين أفرادها.

اقرأ أيضاً: هولندا تستعدّ لمحاكمة 5 نساء تمت إعادتهن من سوريا

ولفتَ حشوة، أن كلمة حجاب تجاهلت قرار مجلس الأمن 2254، مما يشير إلى أنّ هذا القرار أصبح شيئاً من الماضي بالنسبة لرئيس الوزراء المنشق، وثمة قرار غيره يحضر في الكواليس.

ليفانت-خاص

إعداد: درويش خليفة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!