-
مصائب غَرب عند إيران فوائد
بعد التصعيد الحاد للوضع الأمني في منطقة الخليج العربي عام 2019، وما لحقها كغيرها من مناطق العالم من الآثار المدمرة لوباء كورونا أواخر نفس العام، أدركت طهران والرياض أنه يجب السير في طريق التهدئة، وإحياء أوراقها الهشة جدًا وكسر الجمود، وإنهاء ساحات المعارك بالوكالة، من خلال حمايتها سياسياً لكي يرى كل طرف فوائدها الفورية ويحفظ ماء وجههُ سياسياً، على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهي الفرصة الوحيدة أمام ايران وحكومة حسن روحاني، لإنهاء القبة العقابية الأمريكية عليها والوصول إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي، والتي تُحاول القوى العالمية إنقاذه.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه الجهود التي تقودها الأمم المُتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، لكن التعقيد هو أن رئيسي لا ينوي كبح جماح تلك الميليشيات ولا الموافقة على تغييرات في الاتفاق النووي الذي جعل ملف اليمن جزءاً لا يتجزأ منه، إذ تستخدم إيران الحوثيين كورقة ضغط في مباحثات فيينا كنوع من الدبلوماسية الناعمة، لكن طالما أن إيران غير مستعدة للتنازل على هذه الجبهات الرئيسة، فإن السعوديين ببساطة لا يرون آفاق التوصّل إلى اتفاق.
لعل التوصل إلى مباحثات مُثمرة مع المملكة التي قطعت علاقاتها مع طهران في 2016، يحتاج إلى توفر إرادة حقيقية لدى طهران التي يجب أن تصادق نفسها ولو مرة واحدة، واحترام مبدأ عدم التدخل في الدول الأخرى، كاليمن المسروقة وسوريا المنكوبة والعراق المُدمرة ولبنان المحروقة، وهو السبيل الوحيد للمضي قدماً، وذلك إذا استطاعت إيجاد إرادة حقيقية للتفاوض من أجل أن يكون مُثمراً، بدلاً من الهالة الإعلامية التي تنتهجها إيران بأن المحادثات ودية لكنها ما زالت استكشافية، وقد نفتها الرياض، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان "دائماً موضع ترحيب".
الأغرب تأكيد وزارة الخارجية الإيرانية يناير 2022 أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، في حال ابتعدت الرياض عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة. وهنا وقفة.. أي عنف وإهمال ومن يُهدد دول الجوار ويحرق ثروات شعبه؟ من دمر سوريا وجيشها العربي؟ ومن أحرق ميناء بيروت؟ ومن أهلك العراق بميليشياته وحُسينياته؟ ومن يتدخل الآن باليمن بدعم الحوثيين وتهديد أمنه الإقليمي؟ ومن يقوم بهجمات ضد أهداف في المملكة والإمارات باستخدام طائرات مُسيّرة، وصواريخ باليستية؟ وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد مد يد بلاده وشعبه، في أبريل الحالي، رغبة في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع جارتها إيران.
لقد أعلنها ولي العهد السعودي: "لا نريد أن يكون وضع إيران صعباً، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار". فهل تتعايش إيران وتحركاتها أو حتى أفعالها التي لا تنسجم مع أقوالها؟
ليفانت - خالد الجاسر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!