-
مسيحيو وآشوريو تل تمر يتخوفون من مجازر أردوغان فيها
مع تقدم القوات التركية وميليشياته شمال شرق سوريا، تتعالى أصوات المدنيين بالتوازي مع أصوات الأقليات في المنطقة ضد العدوان التركي، وخاصة بعد دخولها بلدة تل تمر ذات الغالبية المسيحية والآشورية، والخوف من تطهير عرفي ضد تلك الأقليات من قبل تركيا.
هذا وحذّرت مسؤولة سريانية في حزب الاتحاد السرياني السوري من عواقب هذا الهجوم العسكري على البلدة الصغيرة الواقعة بريف محافظة الحسكة السورية.
وأعلنت إليزابيث كورية، القيادية في حزب الاتحاد السرياني السوري ونائبة رئاسة المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها: "الجيش التركي والقوات المتحالفة معه تقصف القرى الشرقية من مدينة رأس العين والجنوبية من بلدة تل تمر بكثافة منذ الأسبوع الماضي".
وأضافت: "هذا التصعيد العسكري من خلال شنّ هجومٍ بربري على شعبنا في قرى وبلدات الخابور، أدى لموجة نزوحٍ كبيرة منها باتجاه الحسكة والقامشلي".
كما أشارت: "هذه المناطق أُخليت من سكانها تقريباً، كما قتل بعض رفاقنا في المجلس العسكري السرياني، وأن هناك أسرى وقعوا بيد الميليشيات المدعومة من أنقرة، وذلك مقلق ومخيف".
كما نوّهت: "هذا الهجوم يعيدنا بالذاكرة إلى المجازر الكثيرة التي حصلت لشعبنا على يد العثمانيين كما في العام 1915 حين وقعت مجازر السيفو. هذه هي ذهنية العثمانيين التي يحملها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي يريد أن يكرر مثل تلك المجازر مرة أخرى بحق شعبنا لترويعهم وتهجيرهم من أرضهم كما حصل سابقاً".
واعتبرت: "هذا الهجوم يعيدنا كذلك إلى هجوم تنظيم داعش الإرهابي في العام 2015 على قرى الخابور، حيث تم سبي أفراد من أكثر من 300 عائلة من شعبنا، ودفع بعضهم فدية مالية لاسترجاعهم وإلى الآن هناك سبايا لدى التنظيم الإرهابي ولا يزال مصيرهم مجهولاً. اليوم تشن أنقرة هذا الهجوم لتقضي على منْ تبقى من شعبنا في أرضه".
وشددت القيادية السريانية على أن "هذا الهجوم يهدف لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وتخويف المدنيين، وسيطرة الجيش التركي وميليشياته على بلدة تل تمر تعني القضاء على شعبنا ووجوده وتاريخه، وهي رسالة للعالم كله بعدم قبول المسيحيين في الشرق الأوسط. هذه رسالة واضحة من أردوغان الذي لا يتقبل الآخر المختلف ويقضي عليه".
وأضافت: "اليوم تحوّلنا لأقلية نتيجة المجازر الكثيرة التي واجهت شعبنا من قبل الديكتاتوريات بعد أن كنا المكوّن الأساسي في تركيا وسوريا والعراق. كانت نسبتنا كبيرة في هذه الدول وتكاد تصل إلى نحو 80%، لكن سياسة القتل والتهجير الممنهج جعلت منا أقلية حتى في دستور بلادنا اليوم، لسنا مواطنين، بل أشخاص من الدرجة الثانية والثالثة أيضاً".
ومن الجدير بالذكر أنه تبعد تل تمر نحو 35 كيلومتراً عن مركز مدينة رأس العين التي تمكنت أنقرة من السيطرة عليها مع مدينة تل أبيض رفقة الجماعات السورية التي تدعمها منذ شنّها الهجوم العسكري على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية" بالقرب من الحدود السورية ـ التركية في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ليفانت-العربية
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!