الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
شامان حامد
قال الخـشب للمـسـمار: لقد كسرتني، فرد قائلاً: إذا كنت رأيت الدق الذي فوق رأسي.. كنت عذرتني، هكذا يصرخ العالم وتئنّ البشرية من ضلالات وسائل التواصل وخرافات فيس بوك وتطبيقاتها خاصة، حتى إنها شوهت واتساب، فزاد محتقروه وابتعدوا عنه وأصبح التعامل معه بحذر.. فدائماً الجدل محتدم حول انعدام الثقة في كيان مُسمم على المستوى السياسي، له أجندات وتدخلات خفية ذات مآرب أخرى في الانتخابات وغيرها، كونها صارت مرآة عاكسة لشخصياتنا وفضائح أنفسنا السرية عبر الشركات المشابهة لـ«فيسبوك»، (بير السلم) تلك الصحافة الاستقصائية الباحثة عن الفضائح كشركة «ستاندرد أويل» التابعة لجون دي روكفلر، وكذلك (الصُحف الصفراء)، كمؤسسة «هيرست» التابعة لويليام راندولف هيرست.

لقد سخر العالم، حتى مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، من اسم (ميتا) كونهُ يُشير في اللغة العبرية إلى مؤنث كلمة (ميت) أي (ميتة)، ليتصدر وسم (FacebookDead) أي (موت فيسبوك) تغريدات الإسرائيليين، بل وسخرت شركة ألمانية تدعى (إم سينس) تعمل في مجال الصحة من الشعار، قائلة في حسابها بتويتر: "نشعر بالفخر الشديد لاستلهام شركة فيسبوك شعارها من إحدى تطبيقاتنا الإلكترونية الخاصة بمرض الصداع النفسي"، لتُعقب بقولها: "ربما يستلهمون أيضاً إجراءات خصوصية البيانات لدينا".

ولعل تغيير مؤسس «فيسبوك» لمسمى التطبيق الأكثر أخباراً مضللة، بما خلفهُ من إدارات ذات خلفيات إرهابية، كتوكل كرمان اليمنية.. ليتناسب وتقنية ثلاثية الأبعاد Meta-verse أي (الكون الفوقي)، ولذا فإنه لا عجب أن القيمة السوقية لـ«فيسبوك» تبلغ أقل بقليل من تريليون دولار في تاريخ الإعلانات، رغم أن خدمتها مجانية، بل وكانت بمثابة طريق إلى ظهور صحفيين ليس لهم علاقة بالمهنة، فزاد فيها الضلال وحق تسميتها "ميت"، فقد فقدت بريقها وكشف الكثيرون زيفها بسرقاتها للخصوصيات.. ونشر بيانات عن عشرات الملايين من المستخدمين لشركة الاستشارات السياسية «كمبردج أنالاتيكا»، في سلسلة من القصص التي جاءت باسم «ملفات فيسبوك» بصحيفة «وول ستريت جورنال»، وسيموت معها تطبيقاتها، وواتساب الأبرز فيها.

وخلافاً للاعتقاد الشائع، فمارك توين لم يقل أبداً: «التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يتشابه»، ولكن زاد وزود بتضليله هو: «التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، ولكن يبدو أن التركيبات المتغيرة للشكل للحاضر غالباً ما تكون مبنية من الأجزاء المكسورة من الأساطير العتيقة»، ولذا فإنه يبدو أن زوكربيرغ اليوم هو مزيج من روكفلر وهيست، أما تطبيق «إنستغرام» فهو طامة كشفتها «ملفات فيسبوك» لإثارة المراهقين عبر صورها الجسدية، وأن 32 % من الفتيات المراهقات يشعرن بالسوء حيال أجسادهن، وأن 13 % من البريطانيين و6 % من الأميركيين أعلنوا نيتهم بالانتحار، وما لها من دور كذلك في الجريمة المنظمة وانتهاكات حقوق الإنسان في العالم النامي، واستخدامه من قبل المتاجرين بالبشر في الشرق الأوسط لإغراء النساء للعمل في ظروف عمل مسيئة، وأن الجماعات المسلحة في إثيوبيا استخدمته للتحريض على العنف ضد أقليات عرقية كتيغراي وغيرها.

وتكشف فرانسيس هوغن، المسؤولة السابقة في فريق النزاهة المدنية بالموقع، عن ارتكاب فيسبوك عدد من المخالفات، بينها تأجيج العنف العرقي في إثيوبيا وميانمار، وأشارت إلى صمت الموقع عن ممارسات ارتكبها مشاهير وشخصيات عامة بموجب ما أطلقت عليه "القائمة البيضاء"، كما لها الفضل في نشر المعلومات الخاطئة حول لقاحات فيروس كورونا ليظهر للعالم أن مصدر المعلومات المضللة كانت واحدة فقط وهي فرنسيس هوغان، الموظفة في «فيسبوك»، والتي انقلبت على الشركة وأبلغت عن فسادها حتى المالي، ليزداد السخط والكراهية لفيس بوك عبر الإنترنت، فهل سيُصبح «تيك توك» كمصير «فيسبوك» سلسلة في فضائح جديدة للمجتمع العالمي؟ هذا ما أعتقده لأن الجميع يلعب لمصالحه حتى الصين، واللوم الأكبر على حامي بيت حقوق الإنسان الذي يعطي ويأوي المجرمين كـ"أبي أحمد الأثيوبي، وتوكل كرمان" وغيرهما كثر.

شامان حامد

ليفانت - شامان حامد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!