-
تمديد الهدنة الأممية في اليمن.. ترحيب دولي وسط خروقات مستمرة للحوثيين
مع إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن طرفي النزاع في اليمن، (الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً)، اتَّفَقَا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين من 2 أغسطس 2022 وحتى 2 أكتوبر 2022، رحّبت دول إقليمية ودولية بالهدنة الأممية. كونها السبيل الوحيد المطروح حالياً لإنقاذ الشعب اليمني من ويلات الحروب والفقر.
يواصل الحوثيون خروقاتهم للهدنة الأممية وتهديد السلام والأمن المحلي والإقليمي، ومحاولة تعديل شروط الهدنة الأممية نزولاً عن رغبة داعميها الإيرانيين لإعاقة إيجاد حل.
ورحبّت الحكومة الشرعية في اليمن بالتمديد منوهةً بأن الهدف الرئيسي هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية، مؤكدة على الوضع المأساوي الذي يعانيه ما يقارب أربعة ملايين يمني من حصار من قبل الحوثيين لمدينة تعز ورفضها أية مبادرات لفتح الطرق إلى المدينة المحاصرة.
وعقد وفد عُماني خلال الأيام الأخيرة في مدينة صنعاء، لقاءات مكثفة مع قيادات الحوثيين، بهدف إقناعها بضرورة تمديد الهدنة، بعد طرح شروط جديدة لتوقيعها. وبذل الوفد جهوداً كبيرة لإقناع قيادات الحوثيين بقبول المقترح الأممي الخاص بالتمديد لـ6 أشهر.
رحّبت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بالتمديد في اليمن، ووجّه الرئيس الأمريكي الشكر للقيادة السعودية لجهودها من أجل تمديد الهدنة الأممية في اليمن.
الهدنة الأممية
أعلن المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، يوم أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق تمديد في اليمن لمدة شهرين إضافيين، بعد محادثات ووساطات مع مليشيا الحوثي التي حاولت فرض شروط جديدة على بنود الهدنة.
وقال غروندبرغ: "يسعدني أن أعلن عن أنَّ الطرفين (المتنازعين) اتفقا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين من 2 آب/أغسطس 2022 وحتى 2 تشرين الأول/أكتوبر 2022".
وأوضح أنه: "يتضمن هذا التمديد للهدنة التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن".
وفي مطلع يونيو الفائت، وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في إبريل الماضي وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
اقرأ أيضاً: السعودية ترحّب بتمديد الهدنة في اليمن
وأضاف المبعوث الأممي أن مقترح الهدنة الموسّع "سوف يتيح المجال أمام التوصل إلى اتفاق على آلية صرف شفافة وفعّالة لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين بشكل منتظم، وفتح الطرق في تعز (جنوب غرب) ومحافظات أخرى، وتسيير المزيد من وجهات السفر من وإلى مطار صنعاء، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة" (غرب).
وعبّر غروندبرغ عن أمله أن يوفر الاتفاق الموسّع "الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الإنسانية والاقتصادية وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل".
وساطة عُمانية
ومنذ 4 أيام، يجري فريق عُماني لقاءات مكثفة مع جماعة الحوثي، بهدف إقناع قياداتها بتمديد الهدنة، وتمهيد الطريق لمناقشة الشروط الثلاثة التي تقول الجماعة إن تطبيقها سيكون مفتاحاً مهماً للمضي في مشاورات سلام تفضي إلى حل دائم للنزاع في اليمن.
وسبق أن قال مسؤول رفيع في جماعة الحوثي لـ"الشرق"، أن وفد سلطنة عمان بذل جهوداً كبيرة لإقناع قيادات الحركة في صنعاء بقبول المقترح الأممي الخاص بتمديد الهدنة لـ6 أشهر، مع وعود ببذل جهود حثيثة من قبل السلطنة ودول أخرى لم يسمها، لـ"تسيير عدد مضاعف من الرحلات عبر مطار صنعاء، ودخول منتظم لسفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة".
ومن المقرر أن يغادر الوفد العماني صنعاء إلى مسقط، عقب زيارة استمرت لأربعة أيام أجرى خلالها مشاورات مكثفة مع زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، ورئيس المكتب السياسي للجماعة مهدي المشاط.
من جانبه، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بسلطنة عمان، مشيراً إلى أنها لعبت دوراً محورياً في الوصول إلى هذا التمديد، وأظهر امتنان الولايات المتحدة للدور الذي لعبه السلطان هيثم (بن طارق) كوسيط بين الأطراف".
خروقات الحوثي
سعّت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وخلال فترة الهدنة، بشكل حثيث لتنفيذ خروقات على مختلف الجبهات والمناطق لفرض أجندتها على شروط الهدنة والمتمثلة باستمرار احتجاز حرية وإرادة الشعب اليمني للعيش بكرامة في بلاده.
وتسببت ألغام الحوثيين وهجماتهم، ووفقاً لتقارير دولية ويمنية، بمقتل وإصابة نحو 700 مدني خلال أشهر الهدنة الأربعة، وذلك بالتزامن مع مخاوف ارتفاع أعداد الضحايا جراء السيول التي تسببت خلال الأيام الأخيرة في جرف مئات الألغام إلى الطرق والمزارع في أكثر من منطقة.
من جانبها، قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" الدولية، في أحدث تقاريرها، أنها وثقت مقتل وإصابة 689 مدنياً يمنياً خلال أشهر الهدنة الأربعة التي بدأت في الثاني من أبريل (نيسان)، وذلك في الأغلب بسبب ألغام الحوثيين وهجماتهم.
كما أفاد المرصد اليمني للألغام بمقتل وجرح 168 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وذلك بانفجار ألغام أرضية زرعها الحوثيون في عدد من المناطق التي اجتاحتها، خلال أربعة أشهر منذ بدء الهدنة.
واتهم الجيش اليمني في محافظة تعز (جنوب غرب)، المليشيات الحوثية، بالتسبب في مقتل وإصابة 121 جندياً منذ بدء الهدنة في مختلف جبهات المحافظة. وحسب التقرير الصادر عن المركز الإعلامي لمحور تعز، وثقت وحدات الرصد في الجيش قيام الحوثيين بارتكاب 3451 خرقاً للهدنة سقط خلالها 17 قتيلاً و104 جرحى من أفراد الجيش خلال أشهر الهدنة الأربعة.
اقرأ أيضاً: الأطراف اليمنية تتفق على تحديد قوائم المعتقلين بشكل نهائي وتوحيدها
كما أشار المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، بأنه تمكن من انتزاع 934 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر يوليو الماضي زرعتها الميليشيا الحوثية في مختلف المحافظات.
وأوضح المشروع الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في بيان، بأن عدد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع بلغ 352 ألفاً و315 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية بعشوائية لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
ترحيب إقليمي ودولي
رحّبت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الأربعاء، بإعلان الأمم المتحدة التوصل لاتفاق تمديد الهدنة في اليمن، مشددة على أهمية فتح المعابر في مدينة تعز اليمنية، في إطار تمديد الهدنة شهرين إضافيين.
ولفتت الخارجية السعودية في بيانها إلى أن الهدنة "تهدف في المقام الأول إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين".
البرلمان العربي أكد في بيان له اليوم أن تمديد الهدنة يسهم في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ويدعم مبادرات الحل السياسي، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة اليمن واستقلاله ويصون مقدرات الشعب اليمني وتطلعه نحو الأمن والاستقرار والرخاء.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي، بأن تمديد الهدنة يُمثل خبراً ساراً لملايين اليمنيين، مشيراً إلى أهمية التزام الأطراف ببنود الهدنة في المرحلة المقبلة، وضرورة تعزيز عمل المبعوث الأممي في التوصل إلى اتفاق هدنة موسع ومُستدام.
كما جدّدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي دعمها للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، مثمنة الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية.
إلى ذلك، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن بإعلان تمديد الهدنة، مشيراً إلى أن الهدنة التي دخلت شهرها الخامس، "جلبت فترة غير مسبوقة من الهدوء في اليمن، ما ساهم في إنقاذ حياة الآلاف".
وأضاف في بيان، أن "الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أظهرا خلال مناقشات الأسابيع الماضية التزامهما بتمديد هدنة اليمن. لقد أظهروا وفريقهم هذا الالتزام على مدار المناقشات في الأسابيع الأخيرة، وأشكرهم على ذلك".
من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بالإعلان عن تمديد الهدنة في اليمن، واعتبر في بيان أن التكتل الأوروبي "سيواصل العمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع في اليمن".
وأكد بيان الاتحاد الأوروبي على أن "فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى يمثل أولوية" في تنفيذ بنود الهدنة، وعلى ضرورة تفاعل الأطراف اليمنية "بشكل بناء" مع اقتراح المبعوث الأممي لليمن، بشأن اتفاق "هدنة موسعة".
ويعاني اليمنيين من الصراع الذي بدأ في العام 2014، عندما اجتاحت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران العاصمة صنعاء، الأمر الذي دفع إلى تدخل تحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد تسبب النزاع في اليمن لمقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ملايين المدنيين، التي وصفتها بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات.
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!