-
تصعيد عسكري غير مسبوق في السويداء- صلخد، فهل تغيرت قواعد اللعبة؟
تعيش مدينة صلخد في محافظة السويداء جنوب سوريا حالة من التصعيد العسكري غير المسبوقة، وذلك بعد أن قام فصيل محلي مسلح ويدعى ((قوات شيخ الكرامة)) باختطاف خمسة ضباط عسكريين، بينهم ضابط برتبة عقيد، والعاملون في نقطة عسكرية قرب منطقة تسمى "عبدمار" في 23/2/2020، رداً على اختفاء أحد عناصر الفصيل ويدعى "رعد بالي"، حيث اتهم الفصيل الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليه في مدينة السويداء بعد استدراجه من بعض المتعاونين معها من أبناء السويداء المدينة والمحسوبين على فصائل أخرى، وذلك حسبما نشر على صفحة ((قوات شيخ الكرامة)).
هذا وقد أشار شهود عيان من أبناء مدينة صلخد لحدوث تبادل في اطلاق النار أثناء محاولة الفصيل اختطاف عنصر أمن من مقر الهاتف في المدينة، وتتابعت أحداث اطلاق النار بشكل متقطع، الأمر الذي روع المدنيين والأهالي وتسبب بأضرار مادية متعددة، وتفشي حالة من القلق والخوف لديهم لغاية اليوم.
الجديد هذه المرة هي ردة الفعل من قبل الجيش والأجهزة الأمنية، حيث كان قد حدث في الماضي حالات متعددة مشابهة من الخطف المتبادل بين الفصائل والأجهزة الأمنية، ولكنها كانت دائما تحل بعد التفاوض وتدخل بعض الجهات المحلية النافذة، والافراج عن المختطفين والمعتقلين بعملية تبادل؛ والمستجد حاليا هو قيام الجيش والأجهزة الأمنية بتطويق مدينة صلخد، وإقامة الحواجز الكبيرة والمعززة بعدد كبير من العناصر على كل مداخل المدينة.
حتى اللحظة لم يذكر وجود حالة صدام مباشرة بين الفصيل والجيش، عدا عن سماع أصوات إطلاق النار بشكل متفرق في المدينة، وعدم وضوح في أفق الحل المطروحة لهذا التصعيد، ولكن لسان حال المواطنين في المدينة والمحافظة، يردد أن لهذا الحشد الذي أقدمت عليه السلطة له دلالته الواضحة والمترافق مع تخوف من التصعيد المباشر، فهل وصل التفاوض لطريق مسدود؟ وهل هو مؤشر على تغيير قواعد اللعبة؟
ان العملية التي أقدم عليها الفصيل بمقاييس الخطف تعتبر كبيرة، فاختطاف خمسة ضباط إضافة لعنصر كان قد اختطف بوقت سابق، تحتاج لرد يتناسب وحجمها من قبل الجيش والأجهزة الأمنية، وفق قواعد التوازن العامة. فهل سيتحول هذا الحشد لأداة ضغط عسكرية للحصول على تنازلات من خلال عملية التفاوض؟ وهل سيشكل الضغط والتضييق على الأهالي في المنطقة في حياتهم اليومية وتنقلهم وتزايد احتمالات الخطر الذي يتعرضون لها موقفاً ضاغطاً لينحازوا بدورهم للضغط على الفصيل داخلياً وأهلياً؟
مما لاشك فيه يبدو ان معالم مرحلة جديدة قد بدأت تترسم في العلاقة ما بين الفصائل في السويداء باختلاف مرجعياتها والأجهزة الأمنية، والأدوار المطلوبة والمنوطة بكل منها في هذه المرحلة، والذي كان عنوانه السابق الحفاظ على حالة الفلتان الأمني المنضبط والذي يخدم مصلحة الجهات الأمنية والفصائل بآن مع وجود الفروقات النسبية بين هذه الفصائل! فهل للاجتماعات الأهلية المكثفة التي جرت في الفترة الأخيرة في المحافظة، خاصة تلك التي دعت اليها ما يسمى ب((اللجنة الوطنية الدينية)) باجتماع عدد من الفصائل العسكرية والزعامات المحلية، في قرية القريا ومثلها اجتماع موازي ومشابه في قرية عرى، كان العنوان المشترك بينهما محاربة الفلتان الأمني، دور في مجريات الحدث في صلخد؟ خاصة وان فيل قوات شيخ الكرامة لم يحضر الاجتماع، وهل هذا سيؤدي لخلط الأوراق مجدداً بين عمليات خطف المدنيين بغية الابتزاز المالي، وبين الخطف بغاية الاعتقال والرد عليه، وتتخذ الأحداث مسرى مختلفاً ذو بعد سياسي؟
لليوم لم تتضح معالم المرحلة المقبلة على السويداء عامة، وبوابتها اليوم صلخد، فالجدير بالانتباه هو عدم وجود ردود فعل تذكر من قبل حركة رجال الكرامة، الفصيل الأكبر والأوسع انتشاراً والأكثر قبولاً في الوسط الشعبي، حول ما يجري في مدينة صلخد، خاصة أن مقر قائد الحركة ومركز ثقلها لا يبعد عن مدينة صلخد سوى بضعة كيلومترات، وإقامة الحواجز العسكرية القريبة منهم هو ما كان مرفوضاً بشكل قطعي سابقاً من قبل الحركة ورجالها، فهل تتغير قواعد اللعبة والتوازن القلق والهش بين كل الأطراف الفاعلة في المحافظة؟ وماذا بعد هذا التصعيد.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!