-
المرأة الايرانية تفرض دورها کعامل وطرف مهم في تغيير النظام
حاول نظام ولاية الفقيه منذ قيامه العمل على تهميش دور المرأة الايرانية وإبعادها عن ممارسة أي نشاط فعال في المجتمع. وقد تزايدت وتصاعدت وتائر محاولاته عاماً بعد عام وهذه المحاولات تجسدت أکثر فأکثر من خلال سن قوانين وأنظمة تهدف الى الحط من مستوى ومکانة المرأة والتقليل من شأنها، خصوصاً من حيث تحديد وتقليص مجالات تلقيها علومها الدراسية وکذلك مجالات ممارسة أعمالها، وظل هذا النظام مستمراً على مواصلة ممارساته القمعية ضد المرأة حتى وصلت إلى ذروة غضبها وسخطها على هذا النظام مع اندلاع انتفاضة سبتمبر٢٠٢٢، التي شهدت دوراً وحضوراً غير مسبوق فرضت من خلاله دورها کعامل وطرف مهم في عملية تغيير النظام إلى الحد الذي أرعب النظام وأصابه بالدهشة.
هذا الدور والحضور غير المسبوق للمرأة، قد دفع النظام لکي يراجع حساباته في عملية صراعه ومواجهته ضد المرأة، ويبدأ بالبحث عن طرق وأساليب خبيثة من أجل التأثير على هذا الدور والحد من قوته وفعاليته وقد کان تسميم الفتيات في المدارس واحداً من هذه الأساليب القذرة والخبيثة والتي أصبحت بمثابة ظاهرة من جراء تکرارها بصورة ملفتة للنظر، ولأن النظام حاول إبعاد الشبهات عن نفسه والعودة إلى نظرية المؤامرة بتوجيه التهمة لأطراف خارجية کما سعى إلى ذلك، رئيس النظام، لکن لا يبدو أن مسعاه المشبوه والمفضوح هذا قد حقق النجاح، ولا سيما بعد أن قامت عوائل وذوي الفتيات اللائي تعرضن للتسمم بنشاطات وتحرکات احتجاجية اتهموا خلالها النظام بالقيام بذلك.
قيام هذا النظام بتنفيذ هکذا مخطط قذر بتسميم فتيات المدارس، والذي يمکن اعتباره بمثابة جريمة غير مسبوقة، قد جاء أساساً من أجل إثارة أجواء الخوف والرعب بين الأوساط النسائية الإيرانية من أجل ثنيهن عن المشارکة في الانتفاضة الشعبية والنشاطات الاحتجاجية ضده، لکن الذي يبدو واضحاً أن الشعب الإيراني عموماً، والشريحة النسائية خصوصاً، قد فضح هذا المخطط ووقف ضده بقوة، وأن مؤتمر بروکسل الدولي الذي تم عقده يوم السبت المصادف الرابع من الشهر الجاري، والذي تم عقده قبل ٤ أيام من اليوم العالمي للمرأة، قد أدان هذه الظاهرة التي يقف النظام الإيراني خلفها، وحثّ المجتمع الدولي على مناصرة المرأة الايرانية والوقوف إلى جانبها في نضالها المشروع الذي تخوضه من أجل تحقيق هدف الشعب الإيراني بإسقاط هذا النظام.
خلال المؤتمر المذکور الذي حضرته سيدات عملن في مناصب حكومية مهمة في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى محاميات ومشرعات، ومسؤولين كبار سابقين في الأمم المتحدة، وممثلات عن الجاليات النسوية الإيرانية في أوروبا، وسجينات سياسيات سابقات وناشطات إيرانيات هربن مؤخراً من إيران، ألقت السيدة مریم رجوي كلمةً دعت فيها الأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة، كاليونسيف، والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، إلى التحقيق في الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني الحاكم في إيران ضد النساء، وأضافت وهي تشير إلى جريمة قيام النظام بتسميم الفتيات وضرورة أن يکون هناك موقف دولي ضد هذه الجريمة بقولها: "اليوم، يجب أن نتعاطف أولاً مع طالبات المدارس ومع أمهاتهن وآبائهن الحزينين بسبب حالات التسمم المتكررة التي تعرضت لها الطالبات في مدن وأجزاء مختلفة من إيران، ونحيّي ونقدّر موقفهم واحتجاجهم ضد النظام الإجرامي، إن عمليات التسمم المستمرة منذ ثلاثة أشهر، لم تترك أي مجال للشك في أنها منظمة ويتم تنفيذ هذه الجرائم بحسب الأوامر، إن حاشية خامنئي ينتقمون من فتيات إيران اللواتي لعبن دوراً مهماً في الانتفاضة الأخيرة ويريدون ترهيبهن، ومرةً أخرى، أدعو الأمم المتحدة، وخاصة الهیئات ذات الصلة، مثل اليونيسف، والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، إلى التحقيق والرد بجدية".
ليفانت - فرید ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!