الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
السويداء.. الفصائل المحلية تتكفل بحماية المدارس
السويداء

ليفانت- سلامة خليل


مما لا شك فيه أن كل فترة زمنية ترسخ ثقافتها وقيمها المرافقة، ويتبدّى ذلك جلياً من خلال السلوك العام للأفراد، ويلحظ بشكل واضح عند فئتي المراهقين والشباب، وذلك بسبب أنهم لم يكونوا موجودين أصلا ً في الفترات السابقة. فمهما حاولت الأسر والمجتمع تغذيتهم بالقواعد والسلوكيات التي كانت منتشرة ولا زالت ومعمول بها، إلا أنهم نادراً ما يصغون إلى هذه المواعظ، كما يرونها ويعيشون بثقافة اللحظة المعاشة، والتي كرست على مدى سنوات العقد الأخير في سوريا. الفصائل المحلية


ثقافة القتل واللجوء للسلاح والتباهي بحمله واستخدامه لأتفه الأسباب، وممارسة البلطجة والتشبيح للحصول على أي شيئ، ويترافق كل ذلك مع انتشار مخيف لتعاطي المخدرات بين المراهقين والشباب، وغياب كامل للخوف من المحاسبة بسبب الفلتان الأمني، وتخلّي الأجهزة والسلطة القضائية المناط بها العمل على حماية المجتمع عن وظيفتها بالمطلق، لا بل ساهمت في تعزيز وزرع كل ماذكر من انحرافات.


اقرأ المزيد: تعزيزات واستنفار أمني..وتجدّد دعوات التظاهر في السويداء


فكان لا بدّ أن تتصدّى جهة ما لظاهرة أرقت الأهالي في الآونة الأخيرة، ألا وهي المضايقات والتعدّيات التي يشكو منها الطلاب والطالبات والكادر التدريسي في المدارس وقت الدخول أو الخروج من المدارس، من قبل شبان ومراهقين يتواجدون عند المدارس على دراجاتهم النارية أو بسياراتهم. 


ولهذا السبب، أعلن (فصيل المقداد)، وهو فصيل مسلح في مدينة السويداء عن تسيير دوريات على مدارس السويداء، للحفاظ على الطلاب والطالبات وعلى هيبة الكادر التدريسي، وذلك بعد أن تزايدت الشكاوى من الطلاب ومن الهيئات التدريسية في المدارس، دون اتخاذ أي تدابير من قبل الجهات المختصة والمنوط بها حماية المدارس من هذه التعديات، وصلت للاعتداء بالضرب المبرح على موظفة من الكادر الإداري في مدرسة (مرسل مسعود)، لمحاولتها منع عدد من المراهقين دخول المدرسة عنوة، فما كان منهم إلا أن اوسعوها ضرباً مما تطلب نقلها إلى المشفى لعلاجها. الفصائل المحلية


كذلك محاولة خطف ضابط كان يوصل ابنه إلى مدرسته الإبتدائية، فاقتحموا المدرسة وبدأوا بإطلاق النار في الهواء في ساحة المدرسة أثناء توافد الأطفال إليها! فيمكننا تصور الرعب الذي عاشه الأطفال في تلك اللحظة.


اقرأ المزيد: دعوات للتظاهر في السويداء احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية


هذا ناهيك عن البذاءة والتصرفات الوقحة التي يقومون بها عند انصراف الطالبات من مدارسهم، وذلك ليلفتوا نظرهم.


وبالفعل وبعد مرور أيام على تسيير هذه الدوريات، استطاعوا أن يضبطوا الوضع، وانقطعت حركة الزعران من أمام المدارس، بالرغم من أنهم -أي الفصيل- لم يصطدموا مع أحد منهم ، وقليلة كانت حالات الاحتكاك بهم، فتمكّنوا من استيعابهم وارجاعهم لبيوتهم، وبنفس الوقت قام الفصيل بتوزيع رقم هاتف المسؤول عن تسيير هذه الدوريات على مدراء المدارس، ليتمّ التواصل الفوري معهم في حال حدوث أي مشكلة، لأنه وكما ذكر الجهات المختصة الظاهر أنها غيّرت اختصاصها ولم يعد يعنيها أي شيء يمس أمن وسلامة وكرامة المواطن، بقدر ترويج المخدرات ورعاية الزعران والمتفرغين للخطف وتجارة الموبقات.


لا تتفاجأ! هنا سوريا في ظل الاستبداد والفساد، وطوابير البنزين والخبز كما الهجرة والقتل والترحيل طويلة بطول عمره… فهل يصمد المجتمع المحلي أمام كل هذا أم ثمة ما سيقال بالقادم من الأيام؟ الفصائل المحلية


 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!