الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
اقتصاد وسط عاصفة التضخم
الاقتصاد العالمي \ تعبيرية

قال شكسبير جملته المشهورة: "عندما تأتي الأحزان، لا تأتي الجواسيس بمفردها، بل في كتائب"، إذ استشاط الرأي العام البريطاني من رؤساء وزراء بلاده، أسلاف تراس الثلاثة (ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون) وهم أسوأ رؤساء وزراء في تاريخ بريطانيا الحديث، وفقاً لآخر استطلاع للرأي.

حيث تم تصنيف كل زعيم متعاقب من حزب المحافظين أسوأ من سابقه على كافة الصعد الكئيبة للاقتصاد البريطاني والحياة السياسية، ليبدأ العهد "التراسي" بإرث كبير -ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه فكيف لها أن لا تزيد من الطين بلة وتكون ضلعاً في مربع خيبات أعلى معدلات التضخم بين مجموعة الدول السبع ليصل إلى 10.1% في يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير 1982، بعدما كان 9.4% في يونيو، وفق بيانات مكتب الإحصاءات البريطاني، وبالتالي انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% في يونيو، بعد نمو بنسبة 0.4% عن الشهر الذي قبله، لينكمش الاقتصاد البريطاني خلال الربع الثاني 0.1 % مقابل نمو اقتصادي 0.8% خلال الربع الأول.

إذاً مخاوف الركود موجودة ومُعلنة، والتي نراها في رفع بنك إنجلترا معدل الفائدة بنصف نقطة مئوية، بأعلى زيادة منذ عام 1995، متوقعاً أن يصل التضخم إلى 13% في وقت لاحق من هذا العام، لما لا؟ وقد سقطت بريطانيا بين فكي تحديات الطاقة التي تستورد منها 38% من احتياجاتها، والركود الذي أعاقهُ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 54% في أبريل، ما تسبب في إلحاق الضرر بالمنازل والشركات والاقتصاد البريطاني بشكل عام، وصارت الأقل أجوراً بوتيرة قياسية، في ظل تراجع لقيمة العملة الوطنية، الجنيه الإسترليني، مقابل الدولار، والأكبر عجزاً في الميزانية والتجارة، لتتأثر السياسة حتى مع وجود الملكة إليزابيث الثانية، والتي تركت إرثاً للابن الملك تشارلز وحكومته، في وقت عصيب، يُهلك الأخضر واليابس جراء ركود اقتصادي، وواقع اقتصادي مرير وأزمات عالمية يمكنها أن تضع اقتصاد بريطانيا في أسوأ مراحل تاريخه، إذ تعمل تراس على تحدي كافة السياسات التقليدية القائمة، لكن قد تؤدي تجربة تراس - كوارتنج مع الاقتراض والإنفاق إلى كارثة.. ربما تستطيع وهو ما يبدو سخيفاً بالنسبة إلى خبراء الاقتصاد المحترفين، ولكن علينا تقبل آراء الآخرين والعمل معهم.
 

ليفانت - حماد الثقفي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!