الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
 قاعدة عسكرية روسية جديدة في عين العرب
دورية روسية

تناول تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أبعاد إعلان مركز المصالحة الروسي في سوريا، التابع لوزارة الدفاع الروسية، الانتهاء من بناء قاعدة عسكرية روسية-سورية جديدة في مدينة عين العرب (كوباني)، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة تنظيم "حزب العمال الكردستاني" المحظور.

أشار التقرير إلى أن روسيا تواصل تحركاتها المكثفة ضمن مبادرتها لتسريع إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل عام 2011. وفي هذا الإطار، زار المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أنقرة لإجراء مشاورات حول الملف السوري.

وحسب بيان وزارة الخارجية التركية على حسابها في "إكس"، التقى نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، مع لافرينتيف في أنقرة يوم السبت، بحضور ممثلين عن المؤسسات المعنية بالملف السوري في البلدين.

وفي وقت سابق، زار لافرينتيف دمشق في 26 يونيو (حزيران) الماضي وأجرى مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، تضمنت الجهود المبذولة لإعادة العلاقات مع تركيا إلى طبيعتها، وأبدى الأسد استعداده للتجاوب مع المبادرات المطروحة في إطار سيادة سوريا.

اقرأ المزيد: ريف حماة: إصابة سبعة مدنيين بينهم أطفال بقصف النظام السوري

ولفت التقرير إلى أن مباحثات لافرينتيف مع أنقرة جاءت بعد إعلان مركز المصالحة الروسي في سوريا، التابع لوزارة الدفاع الروسية، الانتهاء من بناء قاعدة عسكرية روسية-سورية جديدة في عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي، قرب الحدود السورية التركية.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مدير المركز الروسي للمصالحة في سوريا، العقيد بحري أوليغ إغناسيوك، أن "الإجراءات مستمرة للرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة"، مشيراً إلى "تفاهم سوتشي" الموقع بين أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بعد عملية "نبع السلام" التركية ضد "قسد" شمال شرقي سوريا.

وأوضح إغناسيوك أن القوات الروسية أنجزت، بالتعاون مع قوات الجيش السوري، إقامة قاعدة في المنطقة القريبة من الحدود السورية التركية على أراضي محافظة حلب، في إطار الرقابة المستمرة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة.

وسبق لروسيا إقامة قاعدتين في قريتي بير حسو وجبل الإذاعة غرب عين العرب في يونيو الماضي.

ويُعدّ إنشاء روسيا لقواعد عسكرية مع الجيش السوري في عين العرب دليلاً على عدم نجاح الدوريات التركية-الروسية المشتركة في المنطقة، التي توقفت منذ فترة طويلة، وأيضاً لمنع تركيا من القيام بعملية عسكرية للسيطرة على المدينة التي تحتل أهمية كبيرة بالنسبة لها، وفقاً لمراقبين.

واضطرت "قسد" عام 2019 لتقديم تنازلات ميدانية للقوات الروسية والسورية، لوقف العملية العسكرية التركية (نبع السلام) عند حدود معينة، خاصة أن الجانب الأمريكي، الداعم الرئيسي لـ"قسد"، أعطى تركيا ضوءاً أخضر للتوغل، لكن بعيداً عن منابع النفط والغاز.

وتضمّن تفاهم تركي-أمريكي إبعاد قوات "قسد" عن الحدود الجنوبية لتركيا لمسافة 30 كيلومتراً، بينما نص "تفاهم سوتشي" على تسيير دوريات روسية-تركية مشتركة بعمق 10 كيلومترات فقط. وانتقدت تركيا مراراً عدم التزام الجانبين الأمريكي والروسي بالتفاهمات الموقعة معها، وهدد الرئيس التركي في 2020 ثم في 2022 بعملية عسكرية للسيطرة على عين العرب.

يُفسر خبراء إنشاء القاعدة الروسية الثالثة في عين العرب كخطوة تعكس رغبة روسيا في السيطرة على طريق حلب-اللاذقية الدولي (M4)، الذي يمر في عين العرب. جرت مفاوضات خلال الأسبوعين الماضيين بين وفود عسكرية تركية وروسية في إدلب، بهدف إعادة فتح الطرق والمعابر التجارية والتنسيق لوقف التصعيد والاشتباكات بشمال سوريا.

روسيا ترغب في سيطرة القوات السورية على الطريق، بينما طرحت صيغة تعاون ثلاثي بين أنقرة وموسكو ودمشق للإشراف عليه، كخطوة أولى للتقدم في مفاوضات إعادة العلاقات التركية-السورية.

ويرى المحلل السياسي التركي، نامق دوروكان، أن إنشاء القاعدة الروسية في عين العرب، التي تشكل نقطة استراتيجية مهمة لتركيا على حدودها مقابل بلدة سروج في شانلي أورفا جنوب تركيا، ووضع جنود سوريين، خطوة لافتة قبل الاتفاق على عقد لقاء بين الرئيسين التركي والسوري الذي تسعى روسيا لتحقيقه.

سبق للمفاوضات بين تركيا وروسيا حول عين العرب عقب إنهاء حصار تنظيم "داعش" لها في 2014 أن لم تُسفر عن أي نتائج، ووقعت روسيا اتفاقاً مع "قسد" مماثلاً للتفاهم مع تركيا عام 2019، حيث كانت تسيّر دوريات مشتركة معهم أيضاً.

عشية زيارة لافرينتيف لأنقرة، نفى "مركز مكافحة التضليل الإعلامي"، التابع لمديرية الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، ما جاء في تقرير لصحيفة "إيدينليك" التركية المؤيدة بشدة للتقارب مع دمشق، حول "مسودة اتفاق بين أنقرة ودمشق لمحاربة (قسد) مقابل انسحاب القوات التركية من سوريا"، سلّمتها روسيا للجانبين التركي والروسي.

وقالت الصحيفة إن المسودة تتضمن موافقة سوريا على عودة ما بين مليون ومليوني سوري لاجئ في تركيا إلى بلادهم، وضمان عدم تعرض أي منهم لأي ملاحقة قضائية، وضمان تمثيل "المعارضة المعتدلة"، التي يوافق عليها الجانب السوري في الحكومة، والقضاء على "حزب العمال الكردستاني-وحدات حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قسد)"، ومنع أي هجمات تقوم بها هذه المنظمة ضد تركيا انطلاقاً من الأراضي السورية.

كما تتضمن المسودة اتفاقاً يشمل حظر أنشطة المعارضة السورية، وتسليم مناطق إدلب وشمال حلب للقوات السورية.

وأكد مركز مكافحة التضليل الإعلامي بالرئاسة التركية أن ما ورد في بعض وسائل الإعلام بشأن تسليم روسيا مسودات تحتوي على طلبات الطرفين، التي سيتم قبولها ضمن نطاق الأحكام الملزمة لتركيا والحكومة السورية، إلى هيئات صنع القرار في كلا البلدين، هو ادعاء لا أساس له من الصحة.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!