الوضع المظلم
الجمعة ١٣ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
نتانياهو وجهان لمنافق واحد
إبراهيم جلال فضلون (1)

بين الولايات المتحدة والمفاوضين.. تنكشف أسارير نتانياهو بوجهين لمنافق واحد في محادثات هدنة غزة، رغم الضجيج الدولي، والوفود المتأهبة بالمصالح الخاصة أو الصادقة في مساعيها، ما بين هنا وهناك وما بين منصّات القاهرة والدوحة، والمقترحات الأميركية اللعوبة لسد الفجوات بين حماس وإسرائيل، غير أن الحل الجذري بيد اثنان أحدهما منافق محتل -نتنياهو- والآخر صاحب أرض أصيل -السنوار-.



فما بين بنيامين ويحيى، يواصل الأول التأكيد على أنه إذا بقيت إسرائيل ثابتة على موقفها فإن حماس ستستسلم في نهاية المطاف، وتعنت احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، والبقاء وسط غزة لتفتيش النازحين الفلسطينيين بدقة لدى عودتهم إلى شمالي القطاع، وهو ما ترفضه حماس التي تصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بشكل كامل... إنهما متنافران في العلن، يرغب كل واحد منهما في القضاء على الآخر، إلا أنَّ درجات استفادة أحدهما من الآخر، متقاربة المصالح، متشابكة الرؤية، مُثير لدرجة عجيبة!، بل ولدى نتنياهو موقف رافضٌ لـ«اتفاقية أوسلو» سياسيًا وآيديولوجيٌاّ، لأنها منحت الفلسطينيين شيئاً من حقوقهم، وسمحت بقيام السلطة الفلسطينية على أرض فلسطين لا خارجها، وهو ما لا يحتمله المحتل، فحين انقلبت حركة «حماس» على السلطة الفلسطينية 2007، فرح به نتنياهو؛ وأدخل مليارات الدولارات عبر البنوك الإسرائيلية إلى حركة «حماس» حتى تبقى وتتطور وتعزّز الانقسام.. فهل خططت حماس لذلك المكسب تحقيقاً لطوفان الأقصى؟.. 


إنها لعبة الصقور والحمائم، وكأنها فرضية أو نظرية هناك من يصدّقها، وهناك من يستسخف بها!. فأي خبير أو مُحللٍ دولي يُدخل الآيديولوجيا والغيبيات في تحليله الفكري والسياسي فهو يحكم على مستقبله بالانتحار، لأن الصورة فى الشرق الأوسط لا يمكن التنبؤ بمجريات أمورها خاصة أن من هناك أغبياء يتحركون وفق أهوائهم بعيداً عن حتى مصالحهم، ومنهم من يتخطى حب الذات، بالاغتيالات التي هي جزء أصيل من عملية الحرب فى المنطقة؛ كما (غُدر) بالأرشيدوق "هنية" وسط طهران وأثناء الاحتفال بتولي الرئيس «بزشكيان» سلطاته بعد مقتل أو اغتيال الرئيس السابق عليه إبراهيم رئيسي.. تزامناً باغتيال فؤاد شكر القائد العسكري لحزب الله بين حنايا حزبه في بيروت. 


إنَّ انتخاب السنوار يقوّض أركانَ الفكرة القائلة إن هناك فروقاً واختلافات بين قيادات «حماس»، وأنّه صاحب استراتيجية الإبقاء على حرب غزة مستمرة «لتشويه سُمعة إسرائيل دولياً، والإضرار بعلاقتها مع حليفتها (ماما أميركا). وخلق شعار «سلوغن»، أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!، فكيف يهدأ الصوت والدمار ويحكمهما عقليتان إحداهما شعاره إبادة ومحو أرض خلقها الله حرة أبدية وعربية إسلامية، ونتنياهو يريد تسخير الدعم الغربي، الأميركي خاصة، التاريخي الأسود لإسرائيل، بينما السنوار، يريد تسخير الدعم العربي الإسلامي التاريخي لفلسطين، جاذباً الدعم الشعبي العالمي جراء ما يحدث في غزة من إبادة، فقد مات الضمير العالمي، بينما الأمم المتحدة تخشى علينا من حمى القرود!!

ليفانت : إبراهيم جلال فضلون


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!