-
ماكرون يواجه معارضة قوية في الانتخابات البرلمانية الفرنسية
يتزايد القلق عند أحزاب التحالف الرئاسي المؤيد للرئيس ماكرون من عدم الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان، حيث تشير نوايا التصويت إلى أن أحزاب المعارضة يمكنها أن تحدث المفاجأة، وذلك قبل أيام من الجولة الأولى للانتخابات التشريعية.
ومنذ تقليص الولاية الرئاسية في فرنسا قبل عقدين من سبعة إلى خمس سنوات، كانت الانتخابات البرلمانية دائماً نسخة طبق الأصل عن موازين القوى في الانتخابات الرئاسية. الفرنسيون الذين صوّتوا للرئيس يرغبون في منحه القوة الكافية في البرلمان لتشكيل الحكومة وتطبيق برنامجه الانتخابي ولا يريدون خلال بضعة أسابيع تقوية المعارضة وعرقلة ممارسة الحكم.
اقرأ المزيد: ماكرون قلق على الانتخابات الفرنسية: تركيا ستتلاعب بالرأي العام
سيناريو الانتخابات البرلمانية 2022 يبدو مختلفاً عن انتخابات 2017 لعدة أسباب. من بينها أن الرئيس ماكرون هو أضعف سياسياً، حيث انصرف الناس عن نهجه الليبرالي وأظهروا هذا الرفض من خلال العنف في الشارع. بالإضافة إلى ذلك، حزب ماكرون الفتي "الجمهورية الى الأمام" لم يتغلغل محلياً وتبين بأنه صدفة فارغة، وتتويجاً لهذا فشل الرئيس ماكرون في وضع حد لتقدم أحزاب اليمين المتطرف ولم ينقذ كرسي رئاسته إلا بعد تدخل خصومه اليساريين.
كل هذه الإشارات السلبية حتّمت على الرئيس الفرنسي اتباع استراتيجية جديدة حيث غيّر اسم حزبه إلى "النهضة" ودخل التشريعيات بتحالف مع رئيس وزرائه السابق اليميني، إدوارد فيليب زعيم حزب "آفاق" وأيضاً السياسي المخضرم الوسطي فرانسوا بايرو، رئيس حزب "موديم"، حيث تم إنشاء "كونفدرالية معاً" أملاً في الحصول على الأغلبية البرلمانية.
تحالف المصالح هذا كشف عن هدفه بقطع الطريق على تحالف قوى اليسار الجديد بقيادة ميلنشون ومنعه من الفوز بأكبر عدد من المقاعد. وقد تجسدت مخاوف التحالف الرئاسي مع ظهور أولى نوايا التصويت التي أشارت إلى تقارب في النسب لكلا الطرفين بفارق نقطة واحدة، ما يعني أن أغلبية 289 مقعداً في البرلمان لن تذهب لصالح تحالف ماكرون بل لصالح خصومه من اليساريين واليمنيين وأقصى اليمين.
بالطبع استطلاعات الرأي ليست علماً دقيقاً لكنها تعطي مؤشرات حول موازين القوى وديناميكية الحملات الانتخابية. أولى المفاجآت ظهرت مع صدور نتائج تصويت الفرنسيين في الخارج والتي منحت تقدماً لمرشحي التحالف اليساري إلى جانب التحالف الرئاسي، بل وفي بعض الدوائر خسارة مذلة لمؤيدي ماكرون، مثل رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.
الرئيس الفرنسي، إحساساً منه بالخطر، نزل إلى الميدان لمساندة الحكومة في الحملة الانتخابية وإطفاء جدل بعض الوزراء المتعلق بالاعتداءات الجنسية والفشل الأمني، غير أن هذا التدخل يبدو متأخراً بعد أن تقدم الخصوم أشواطاً.
مثل العادة، يبدو ماكرون وحيداً وحتى إذا حصل مؤيدوه على معظم مقاعد البرلمان فستكون المعارضة قوية وشرسة، ولا شيء يضمن للرئيس في المستقبل القريب ولاء مَن أيّدوه بالأمس، فقد ينشقون عنه ويقترحون مشروعاً بديلاً، تماماً مثل ما فعل هو قبل أعوام مع الحزب الاشتراكي.
ليفانت – مونت كارلو
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!