-
ماذا لو تعايشت إيران؟ (الجزء-12)
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وحالها الميؤوس إنسانياً، ليُقرر مُقرِّر حقوق الإنسان فيها، جاويد رحمان، ضمن تقريره السنوي للجمعية العامَّة للأُمم المتحدة، في يوم 26 أكتوبر الماضي، أنّ (التعذيب والإعدام أداتان لمواجهة الاحتجاجات)، التي خرجت لأجل حياتها، فازدهار الوساطة والمُضاربة، والاقتصاد الحكومي، ونهج الهيمنة الحكومية وأمورٌ من هذا القبيل، بسبب استشراء الفساد من قِبل قلَّة أساسها نظام فاسد، بين تأثير ضعف الرقابة الحكومية على الأرباح المتواصلة لأعمال الفساد في المُضاربة والسمسرة وغيره،ا وحالة الغموض الخاصّة بالقُروض الممنوحة للشركات والأفراد، مطالبةً البنك المركزي بنشر التفاصيل حولها.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وعدم إنسانيتها حيال تنفيذ أحكام الإعدام، ولا سيّما ضدّ الأطفال، ناهيك عن التمييز الجنسي والعرقي والمذهبي واللغوي، وأثره على معنويات ونفسية المجتمع، فهل يمكن للضعف الهيكلي أن يكون مبرِّراً مقبولاً لضعف أداء النظام والأجهزة الرقابية بارتفاع ربحيّة الأنشطة الوهمية عن الأنشطة السليمة وقطاع الإنتاج؟ ألا يخشون ما يدور في أذهان الناس ويُثير غضبهم؟ واضطراب أسواق الصرف الأجنبي مما أدَّى إلى تضخُّم وانخفاض قيمة العُملة الوطنية وارتفاع سعر الصرف ليصل الدولار إلى 26 ألفاً و800 تومان، أوائل نوفمبر الحالي؛ ليعُم الغلاء في ظل كورونا الفتاكة وتجاوزها حاجز الـ400، وتسجيل 415 حالةَ وفاة، في إحصائيةِ آخر أربعاء في أكتوبر الماضي.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وفرض قيود في 25 محافظة و46 مقاطعة بسبب «كورونا».. حتى يئنّ الإيرانيون مُعلنين بإعلانات نشروها هنا وهناك وفي المواقع لبيع الأعضاء، في الوقت الذي أعلن فيه أحدُ أعضاء مجلس طهران عن ارتفاع حالاتِ الوفاة بنسبةِ 100%، مقارنةً بفترةِ ما قَبل كورونا.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وتأرجح السيِّد روحاني بأكاذيبه التي نراها في كلماته، ومنها: “إذا أردتُّم توجيهَ اللعنات والسباب إلى مسبِّبي هذا الاضطراب الاقتصادي، فأرسلوها إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن”. وكأنّ كلماته لا تعني إلا شماعة فاشل يُرسلها إلى مُخاطبيه ومَن كان لهم دورٌ في فشل سياسة الحكومة الخارجية، وتحديداً فشل الاتفاق النووي وإقرار لوائح FATF. ما اتّضح للناس، هو أن تيسير أمورهم لن يتمّ بالدعاء، وإنما بالسبّ والشتم، فللدعاء آثارٌ نفسية وتكميلية؛ وآثارها التكميلية مرتبطةٌ بالمقدِّمات والآليات الطوعية، لكن الاعتقاد بأنّ الدعاء سيُنقذُ الناس اعتقاد خاطئ يجعلنا متواكلين.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وقمعها الحريات الإعلامية، لقولها حقائق ثبوتية، ضد نظام وآليات إعلامية صنعت «أخباراً زائفة»، وكانت وراء سياسات القمع والرقابة والاعتقالات والاغتيالات وعمليات الإعدام الواسعة، وسجن عددٍ من الكُتّاب والشعراء والصحافيين خلال الأشهر الأخيرة، ومنهم رضا خندان (مهابادي) وبكتاش آبتين من أعضاء هيئة أُمناء اتحاد الكُتّاب الإيرانيين، وكذلك كيوان باجن، العضو السابق بهيئة أُمناء الاتحاد، في 26 سبتمبر المنصرم، حيث كانوا يدافعون عن حرِّية الفكر والتعبير دون استثناء، وفق بيان هيئة أُمناء اتحاد الكُتّاب الإيرانيين «في المنفى» وجمعيةِ القلم الإيراني «في المنفى» ومجموعةٍ من الكُتّاب والشُّعراء والنُشطاء المدنيين والسياسيين بإيران في 20 أكتوبر الماضي.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وخرجت من تحت عباءة المرشد وتعلمت من كتابٌ باللغة الإنجليزية صادر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» يحملُ عنوان «تحت عباءة المرشد: كيف يعمل مكتب خامنئي»، لعالم الاجتماع والمحلل السياسي الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، الدكتور مجيد محمدي، الذي قدم نظرةً ماحصةً حول دوائر إيران الداخلية وديناميكيتها وكيف وأين يُصنعُ القرار السياسي الإيراني وموقع قلب سُلطته المستبدة، ما يدور حول المرشد من غموض، كاشفاً خباياه وعملياته الواسعة وطبيعتها واحتكاره الكامل لعملية صُنعِ القرار وإدارته للشؤون الإيرانية اليومية، بل ومستعرضاً هيكله التنظيمي وكبار مُوظفيه ومهامه وإستراتيجياته وأساليبه عبر فصوله الثمانية.. فلتتعايش إيران!.
ليفانت – خالد الجاسر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!