-
في ذكراها الخامسة ليفانت نيوز منبرنا الضحوك
إشعال شمعة أفضل من رَجَمِ الظـّلام، تجلت في دنيانا الإعلامي (ليفانت نيوز)، وسط ذلك الكم من الإنزال الإعلامي الكثيف الذي حاول أن يواكب سرعة العالم الفضائي كما فعل مع الجائحة وتداعياتها المخيفة، فآلاف الأخبار والمواد الصحفية تنشر يوميًّا بكل اللغات وفق حدث اليوم كغزة وتكالب العالم عليها، والنشاط الأوربي الذليل في أوكرانيا، والإنسحاب الأمريكي من أفغانستان وذّله في العراق وسوريا وكل مناطق العالم، جراء سياسات حمقاء (لا تبقي ولا تذر)، ناهيك عن المئات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والفيديوهات عبر وسائل التواصل و الإعلام المسموع و”السمعي/البصري”، منذرة بالخطر القادم مع موجتها التالية فما هي؟.
فعندما يكون هناك أكثر من جانب للقصة أو الحدث الحالي، وهو أمر يحدث بسرعة مخيفة بين مناطق العالم وجنباتها ومنها ما هو خفي لا يظهر للعلن إلا مصادفة، فتلك هي صحيفتنا الغراء التي تتسابق لنقله مما يجبر القارئ على أن يقول ما يريد بوضوح وإيجاز، بل والكاتب باعتبارها المصدر الأول للقصة، ورؤيتها بالطريقة التي سوف يراها الآخرون بها، مما يجعل الموضوعات فيها أكثر فعًالية.
فالانتشار العالمي لشبكة الإنترنت، وما تحتويه مـن خـدمات إلكترونيـة إعلاميـة، دفـع الكثـير مـن المؤسـسات الصحفية إلى تغيير ثقافتها.. حتى خرجت الصحف الورقية من السباق بل والاليكترونية ليحل محلها مواقع التواصل وتوظيف كل العالم مصدر للمعلومة عبر اجتهادات فردية، لا نراها في ليفانت بمصداقيتها التي أنتجت لغة التعايش بعيداً عن اللاتعايش وقـضت عـلى الحـدود، وخلقـت فـضاءات مـشتركة بـين القارء وبينها، حتى خلقت تنافساً قوياً مـن خـلال الـصحافة الإلكترونية، التي سـتنعكس مباشرة على أداء المؤسسات الصحفية والإعلامية، والسؤال المطروح: ما صحافة الحلول؟. وهي التي تستمد مقوماتها من علم النفس الإيجابي، والتي ترجمتها الصحافية الدنماركية “كاترين غيلدنستد”، على صعيد الممارسة بإضافة سؤال “وماذا الآن” إلى الأسئلة الخمسة الكلاسيكية المعروفة في صياغة الخبر الصحفي، وهي: مَن؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ ولماذا؟ وهذا تعزيز للمسؤولية الاجتماعية المنوطة بوسائل الإعلام.
تقول “دونيس بادن”، الأستاذة بجامعة ساوثهامبتون في بريطانيا والمختصة في علم النفس الإعلامي، أن القراء يميلون فعلاً إلى العناوين الصاخبة والمثيرة التي تخيفهم في الصحف، لكنهم يدركون أن الصورة السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام لا تعبر عن حقيقة العالم، وهو ما تفعله وسائل إعلام كُبرى، تتلاعب بدور الذكاء الاصطناعي وهذا الأمر يدركه جيدًا الذين يعانون من التهميش والإقصاء، وهذا التجاهل يذكرنا بما جاء في التقرير الذي أعدّه الأستاذ الإيرلندي” شون ماكبرايد” في عام 1981م، عن الخلل العالمي في مجال الاتصال والإعلام!، أما “ألريك هايجروب، الدنماركي ومؤلف كتاب “الأخبار البناءة” عام 2017م فيقول: “إنها تحاول توثيق الصلة بجذور الصحافة وتمنح للناس رؤية دقيقة، قدر الإمكان، للعالم الذي نعيش فيه، بعينين أثنين، تجعل الناس يؤمنون بأن العالم في حالة واقع"، إذاً هي صحافة بدأ تداولها عام 1996م، رغم أن عمرها منذ عقدين من الزمن، وتوصف بالصحافة البناءة، وصحافة الأثر. التي تقوم بتحليل المعلومات المتعلقة بالمبادرات التي تقدم إجابات ملموسة وعملية لمشكلات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرهم، فوسائل الإعلام التي تقدم كل شيء بإيجابية مطلقة تبيع الوهم، وتضر جمهورها بالقدر ذاته من الضر الذي تسببه وسائل الإعلام التي ترى سلبية كل شيء، فالصحافة الحقيقية تكون بناءة لا تدافع عن أحد ضد أحد بل تنقل واقعاً، ولا تكون كــ”كلب حراسة”، كالتي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية والأمريكية، والتسويق لأهدافها كما يحدث في حرب غزة الأن وانكشف زيفها حتي عرف شعوبهم أنها مؤامرة على الخير والبشر.
وأخيراً لا بد من التطوير في عالمنا الإعلامي الصحافي، وذلك لجملة من الأسباب، نذكر منها استشراء النزاعات المسلحة المدمرة في العالم، وتنامي نسب التسلح المفرط وتخزين الأسلحة النووية، وتفاقم أثار الاحتباس الحراري على البيئة، ومشكلات الأمن المائي للدول كسد النهضة الغير مدروس، وتفشي الأوبئة الغامضة، وتوالي الأزمات الاقتصادية والتضخم ورفع الفائدة التي ترافقها في الغالب حروب تجارية كما بين قطبي العالم الصيني الأمريكي وغيرهما وهو ما زاد مت التكتلات الاقتصادية والقمم التي تنم على تسلح لا يُحمد عقباه بين الدول، تبعث على الكآبة والإحباط لتتلاعب بمشاعر الجمهور، وتتركه متأرجحًا بين الخوف والذعر.
نحن فخورون بما وصلت إليه الصحيفة من انتشار وسمعة كبيرة، بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بالتخطيط السليم المدروس والجهود الكبيرة المُميزة في إبداعاتها، وقد حظينا اليوم بثقة قطاع عريض من القراء والمتابعين، سائلاً الله التوفيق والنجاح للجميع وإكمال مسيرة التميز والتفرد، في تحدٍ لما حولها وفي عالمها المهني، فمسيرة التميز متواصلة ومستمرة لا تقف عند حدود، في الأبعاد التقنية في مجال الصحافة، خاصة الإلكترونية، الشبكية التي مرت بعدة مراحل أطلق عليها "فان كروسبي -Vin Crosbie"، الموجات الثلاث، التي رأى فيها تاريخ هذه الصحافة، بأنها أيقونة "شد وجذب" بين ثلاثية لها في أحقية التحكم على الشبكات بين ملاك المؤسسات الإعلامية والشبكات، وبين المستفيدين، حيث استوعبت بعض المؤسسات الإعلامية هـذه النقلة وهي وحدها التي استمرت في العمل.
فمع كل عام يمضي من عمرنا مع "ليفانت" ومع كل إنجاز نُحققه، تزداد آمالنا وتتسع تطلعاتنا بالوصول إلى نموذج ريادي، يتيح للقارئ والمتابع أفضلية المعرفة والمتابعة المباشرة للحدث.. وتُعد "ليفانت نيوز" ذاكرة الوطن العربي ونبضه المقهور لتكون مرجعاً موثوقاً للمسيرة الإعلامية والصحفية بنظامية وقانونية ميثاق الشرف لصاحبة الجلالة، وليكون احتفالنا بعامها ركنًا وزاوية بالأرقام والإحصائيات والبيانات التحليلية والتقارير الإخبارية وطن من كُتاب مشهورين وكبار مسؤولين ورؤساء ومديري تحرير ومحررين وفنيين وقُرّاء هُم تاج لصاحبة الجلالة وبلاطها الإعلامي.
ليفانت : إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!