-
في باريس.. غوصٌ في عوالم ماتشو بيتشو وكنوز بيرو
في معرض غير مسبوق في باريس مخصص لـ "ماتشو بيتشو" ذروة إمبراطورية الإنكا وممالك ما قبل حملة كولومبوس، ستلاحظ وفرة من الذهب والفضة، وزخارف ملكية مذهلة وأشياء جنائزية.
افتُتح اليوم السبت في مدينة العمارة والتراث في باريس، معرض "ماتشو بيتشو وكنوز بيرو" أُعد لهذا المعرض "في خضم أزمة كوفيد19" المتعلق بمدينة الإنكا الإمبراطورية السابقة التي ازدهرت على ارتفاع 2400 متر فوق مستوى سطح البحر.
تشرح لوكالة فرانس برس كارول فراريسو المنسقة والباحثة المشاركة في متحف لاركو في ليما: "كان الموقع مغلقاً أمام السياح"، بعد ذلك صُوّر الموقع المصنف على أنه أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وأحد أعاجيب العالم السبعة الجديدة 1983 بواسطة طائرات دون طيار.
أتاحت هذه التقنية تحقيق تجربة افتراضية غامرة، فتجلس على كرسي بذراعين، وتطير فوق المدينة الغامضة مثل كوندور وتسير هناك على خُطا بطل أسطوري نصف رجل ونصف نمر.
مع الكثير من الأجواء الصوتية والضوء، وتقليد أصوات الغابة، تبدأ هذه التجربة التي اختُبرت يوم الخميس من قبل وكالة فرانس برس بالانغماس في بيئة الأنديز الطبيعية وتستمر بالاكتشافات المادية والتعليمية لهذه الكنوز. إضافة إلى ذلك، تُسرد قصتهم بواسطة لافتات يغذيها الواقع المعزز (نصوص، صور، مقاطع فيديو، كائنات متحركة ثلاثية الأبعاد).
توضح السيدة فراريسو، يعيد المعرض "نجاحات حضارات البيرو القديمة (تشافين، ناسكا، موشيكا، هواري، تشيمو) بواسطة مجموعة مختارة من حوالي 200 قطعة على امتداد 3000 سنة من الحضارة" التي سبقت إمبراطورية الإنكا.
بنيت ماتشو بيتشو حوالي عام 1450 تقريباً عندما وصل إمبراطور الإنكا آنذاك إلى ذروة مجده. كانت هذه المدينة مكاناً لتقديم القرابين والأنشطة الدينية الأخرى وترمز إلى ذروة حضارة الإنكا
الطبيعة، الشامانية
سترى الزخارف الملكية، والمجوهرات، ومتعلقات بالعبادة ذات لون فيروزي، وسترات المومياوات... بالإضافة إلى هذا الكم الوافر من الروعة، يكتشف الزائر "كيف فكرت هذه المجتمعات ورأت العالم على ثلاثة مستويات: مستوى القمة السماوية العلوية؛ من الأسفل، الأجداد والموتى؛ وفي الوسط، الإنسان.
تعتمد الزراعة عند تلك الحضارات أساساً على دورات الفصول وكرم الطبيعة المقدسة للبقاء على قيد الحياة فتلك الحضارات "على اتصال دائم بهذه العوالم" التي تناشدها. ويراقب الكهنة الظواهر الطبيعية والنجوم ويفكّونها ويؤلفون "تقويما زراعيا".
هناك صلة بين الأسلاف والدين والطبيعة، ويقوم الإنكا بـ "التحول الشاماني، عن طريق امتصاص المواد المهلوسة للوصول إلى تصور الحيوان: الطائر رمز العالم العلوي، الأفعى التي تتسلل إلى العالم السفلي، والسنوريات التي تمثل القوة على الأرض " توضح فراريسو.
تضحيات بشرية
تستكمل الخبيرة سردها، بأن تلك الشعوب لجأت إلى "التضحية البشرية"من أجل ضمان حصاد جيد أو درء غضب الآلهة بعد هطول الأمطار الغزيرة". ويبدأ طقس الأضاحي بقتال بين المحاربين، تُقدّم دماء المهزومين إلى الآلهة في أعلى المعبد. تضيف فراريسو: "أحياناً توضع العذارى الصغيرة مع بيرة الذرة المخمرة المستخدمة في جميع الاحتفالات ويدفنّ أحياء".
بين الإنكا، تتم التضحيات البشرية في أثناء وفاة سيد أو ملك، والوصول إلى السلطة، وولادة ابن ... ثم تمزق قلوب المحاربين وتدفن الفتيات ويُعرض العديد من سكاكين وأواني الأضاحي.
تتابع السيدة فراريسو: "كل هذه الحضارات تشرح ما كانت عليه إمبراطورية الإنكا بوجود أسياد وجنود تكاد لا تصدق قدرتهم على توسيع وإدارة منطقة شاسعة تزيد عن 900000 كيلومتر مربع". لقد طور الإنكا بشكل ملحوظ أكبر شبكة طرق كانت موجودة قبل العصر الصناعي.
اقرأ المزيد: حرس ثوري في مصر.. مخطط قاسم سليماني في مسلسل الاختيار 3
وتختم مذكرة بالمدينة الضائعة: "كانت قوتهم العظيمة هي معرفة كيفية دمج نجاحات الحضارات السابقة"، لقد بقيت ماتشو بيتشو سراً بعد انهيار هذه الإمبراطورية ووصول الغزاة الإسبان، وظلت مخفية لمدة 500 عام، قبل أن يكتشفها المستكشف الأمريكي حيرام بينغهام للعالم، وصورها للمرة الأولى عام 1913.
ليفانت نيوز_ ترجمات _ فرانس برس
