الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • حراك السويداء يحرّك فصائلها وصدور بيانات متباينة

حراك السويداء يحرّك فصائلها وصدور بيانات متباينة
السويداء

لم يلقَ بيان حركة رجال الكرامة الذي صدر بتاريخ 25/6/2020 قبولاً لدى غالبية المتابعين للحدث في السويداء، فقد جاء أقرب إلى الرسائل العامة لكل الأطراف، محمولاً على التبرير وبعيداً عن اتخاذ موقف واضح وصريح، اتجاه ما حدث من مظاهرات ومن تعدٍّ على المتظاهرين واعتقال 15 منهم. 


فعلى الرغم من إدراك الجميع، سواء من شباب الحراك أو حركة رجال الكرامة، ومثلها الفعاليات الدينية والاجتماعية، خطورة التصعيد والصدام مع النظام وقواه الأمنية، لكن كان من الممكن ولو ببعض الحزم العمل على منع تحويل المعتقلين إلى دمشق، على الأقل، واتباع وسائل لا ترقى إلى الصدام لعدم حدوث ذلك، وحماية شباب الحراك المعتقلين من مصير مازال حتى اللحظة مجهولاً.


هذا التراخي، كان له أثره السلبي على استمرارية الحراك والالتفاف حوله، إذ طالما اعتبر الجميع أنّ الحركة بمثابة صمام الأمان الذي يمنع تعدّي وبطش النظام، فقد حرّمت التعدّي منا وعلينا، مع منع الاعتقال الأمني من المحافظة، لكنها هذه المرة لم تقم بدورها المرجو، الذي أسست وقامت من أجله، فإن كانت وقد أشارت لذلك في بيانها، لكنها لم تلجأ لتفعيل خطابها هذا، حتى اللحظة، معتمدة أسلوب المفاوضات الخلفية.


ارتدادات بيان حركة رجال الكرامة أتت سريعة، وعن طريق فصيل شيخ الكرامة وفصائل أخرى، بعضها منضوية تحت قيادة حركة رجال الكرامة، بالدعوة للاجتماع في اليوم التالي، لصدور البيان، أي يوم الجمعة في 26/6/2020، في بلدة المزرعة، وهو ما نتج عنه بيان مختلف، يتضمن عدة بنود متعلقة بالأحداث التي جرت في المحافظة:


– إدانة تحرّك النظام اتجاه الحراك السلمي ونكثه بوعده بالإفراج عن المعتقلين.


– الدعوة لاجتماع علني كبير، لردّ هيبة وصورة حركة رجال الكرامة، والإعلان عن المطالب الواجب على النظام تنفيذها.


– ضرورة عودة الحراك الشعبي السلمي للشارع، وتحذير النظام والأجهزة الأمنية من مغبّة التعرّض له.


– الاتفاق على ضرورة إيجاد البديل لقيادة حركة رجال الكرامة بدلاً عن الشيخ (أبو حسن يحيى الحجار)، لعدم اتخاذه دوره المتوقع منه، كما ذكر في بيانهم.


هذا وقد حددوا موعداً لاجتماعهم المقبل بتاريخ 5/7/2020، بدون تحديد المكان، والذي سيحدد لاحقاً. فهل سيستغل الوقت المتبقي لعقد الاجتماع القادم لتكوين رؤية مشتركة تضمن سلامة المحافظة عامة، من حركات تصعيدية تقوم بها الأجهزة الأمنية إزاء الحراك الشعبي، في حال تجدّد استمراره، وبنفس الوقت ضمان عدم الانجرار للتصعيد والصدام مع الشبيحة والأجهزة الأمنية؟، وهو الذي قد يجد في التصعيد مخرجاً وتفريغا لأزماته الخانقة في المحافظة، خاصة الاقتصادية والمالية منها، والتي كانت سبب التظاهر في الأساس.


هذا فيما صبيحة يوم الأحد، الموافق في 28/6/2020، تناقلت شبكات محلية بالسويداء خبراً مفاده، أنّ الجيش السوري يعلن عن بدء عملية عسكرية في بلدة عريقة، في الريف الغربي للمحافظة، لتطهيرها من عصابات الخطف والقتل، وحسب شهود من أبناء المنطقة، تم تثبيت حواجز للجيش على أطراف البلدة، وعلى الطرق الرئيسة في المنطقة الغربية من محافظة السويداء. فهل هي حركة استباقية لتطويق المقرّ الأساسي لفصائل شيخ الكرامة في بلدة المزرعة، بعد الإعلان عن نيتهم التحرّك بشكل فاعل؟ وذلك مع العلم أنّ الجيش قد قام، سابقاً، بتطويق مقرّ حركة رجال الكرامة، جنوب شرق المحافظة، بحجة القضاء على عصابة في مدينة صلخد. 


يترافق كل هذا، مع تعيين “يفييموف”، ممثل بوتين في دمشق، مندوباً له في السويداء، فهل سنرى اختلافاً في تعامل النظام مع ما قد يحدث في السويداء في قادم الأيام؟، وهل ستتمكن الفصائل المحليّة في المحافظة من تدارك انقساماتها، والعمل المشترك لمواجهة ما يرتّب على المحافظة من أخطار محدقة؟.


سؤال برسم قادة حركة رجال الكرامة وبقية الفصائل الأخرى، والتي عليها هذه المرة الاستعانة بالحكمة والخبرة السياسية في قراءة المرحلة، والتي تشير بكل تفاصيلها إلى أنّها حرجة وخطرة وحساسة واحتمالات التصعيد العسكري فيها يتفاداها الجميع، لكن دون تنازلات. 


-سلامة خليل  

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!