الوضع المظلم
الخميس ١٩ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • جريمة قتل بشعة تكشف تفكك النسيج الاجتماعي تحت حكم الأسد

  • يبرز هذا الحادث المروع مدى تفكك النسيج الاجتماعي وانهيار منظومة القيم تحت وطأة الحرب والأزمات الاقتصادية المتتالية، مما يؤكد فشل النظام في توفير الحد الأدنى من الأمن والاستقرار لمواطنيه
جريمة قتل بشعة تكشف تفكك النسيج الاجتماعي تحت حكم الأسد
درعا_ حاجز لقوات النظام/ المرصد السوري

في حادثة تكشف عن عمق الأزمة الأمنية والاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام عن القبض على شخص أقدم على ارتكاب جريمة مروعة بحق حفيديه في مدينة اللاذقية، أحد أبرز معاقل النظام.

ووفقاً لبيان الوزارة، قام الجاني بذبح طفلين، يبلغان من العمر 3 و8 سنوات، قبل إشعال حريق مفتعل داخل المنزل في محاولة لإخفاء جريمته، وتسلط الحادثة المروعة الضوء على حالة الانفلات الأمني وتفكك النسيج الاجتماعي في ظل حكم بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: بعد إجراء "اتفاق تسوية" مقتل مهندس تحت التعذيب في سجون النظام السوري

ويرى محللون أن هذه الجريمة تعكس فشلاً ذريعاً للأجهزة الأمنية التابعة للنظام، والتي يبدو أنها منشغلة بقمع المعارضين أكثر من اهتمامها بحماية المواطنين العاديين، فكيف يمكن لشخص أن يرتكب جريمة بهذه البشاعة ويحاول إخفاء آثارها في قلب مدينة تعد من أهم معاقل النظام؟

ووفقاً لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في أغسطس 2023، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 30% مقارنة بالعام السابق، لتؤكد تلك الأرقام عجز النظام عن توفير الأمن والاستقرار لمواطنيه، حتى في المناطق التي يدعي السيطرة الكاملة عليها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الجريمة تأتي في سياق أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تعيشها سوريا تحت حكم الأسد، فقد أدت سنوات الحرب والعقوبات الدولية إلى انهيار الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما ساهم في تفكك النسيج الاجتماعي وانتشار العنف.

ويرى خبراء في علم الاجتماع أن مثل هذه الجرائم البشعة تعكس حالة اليأس والإحباط التي تسود المجتمع السوري، فبدلاً من توفير الحلول لمشاكل المواطنين، يبدو أن النظام منشغل بترسيخ سلطته وقمع أي صوت معارض، تاركاً المجتمع فريسة للعنف والجريمة.

وتؤكد هذه الحادثة المأساوية الحاجة الملحة لتغيير جذري في سوريا، مع فشل النظام في توفير الحد الأدنى من الأمن والاستقرار لمواطنيه، حتى في معاقله الرئيسية، وما لم يتم التصدي لجذور الأزمة السورية، فمن المرجح أن تشهد سوريا المزيد من مثل هذه الجرائم المروعة في المستقبل.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!