الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تفوّق ألمانيا صحيّاً يثير أسئلة لدى البريطانيين

تفوّق ألمانيا صحيّاً يثير أسئلة لدى البريطانيين
تفوَّق ألمانيا صحياً يثير أسئلة لدى البريطانيين

قالت صحيفة "غارديان" البريطانية نقلاً عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الذي تعافى حديثاً من فيروس كورونا في تصريح له: "إن هذه فترة غير مسبوقة لنظامنا الصحي في بريطانيا"، وأردف: "إن هناك تحديات عديدة تواجه بريطانيا في الأزمة الحالية، في مقدمتها عدم وجود الأدوات والقدرات التشخيصية المناسبة، على عكس ألمانيا التي تتميز بصناعة المعدات الطبية". ألمانيا صحيّاً


ويتابع: "لدينا أفضل المختبرات العلمية في العالم، لكن ليس لدينا السعة، ألمانيا على سبيل المثال كان لديها حوالي مائة مختبر مجهز عند بداية الأزمة، أما نحن تعيّن علينا البدء من مستوى أكثر انخفاضاً".


وتعرّضت الحكومة البريطانية للعديد من الانتقادات الداخلية لتعاملها مع أزمة كورونا، وبشكل خاص تباطئها في إجراء اختبارات فيروس كورونا على الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض، على ألمانيا التي بدأت في الأيام الأولى للأزمة بإجراء أعداد كبيرة من الفحوصات، مما ساهم في تعريف السلطات الصحية على الحالات المبكرة، وبالتالي تتبع سلسلة العدوى بشكل أفضل.


وفي ذاك السياق، استفسرت صحيفة "ذي صن" البريطانية عن سبب قلة عدد فحوصات كورونا في بريطانيا مقارنة بألمانيا، ففي حين تحلل ألمانيا 80 ألف عينة في اليوم الواحد، يصل التعداد في بريطانيا إلى ثمانية آلاف عينة فقط تبعاً للصحيفة.


وأرجعت الصحيفة الأمر إلى عدة عوامل، في مقدمتها بطء رد الفعل الرسمي في بداية انتشار الفيروس بالإضافة إلى نقص الإمكانيات والمواد الكيميائية المطلوبة لإجراء الاختبارات.


وأودى ذلك إلى طلب بريطانيا المساعدة من ألمانيا في تحليل نتائج الفحوصات، حيث قالت "ذي صن"، إن المختبرات في بريطانيا تُظهر النتائج في خلال أربعة أيام، في حين تحصل المختبرات الألمانية على نتيجة التحليل في نفس اليوم، وكان عالم الفيروسات الألماني "كريستسان دورستن"، وهو أيضاً قائد الفريق الطبي الذي طور أول إختبار لكورونا بجامعة "شاريتيه" ببرلين، قد صرّح لوكالة "أسوشيتد برس" أن سبب انخفاض معدل الوفيات في ألمانيا مقارنة بدول أخرى بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابات هو أنّ ألمانيا تجري اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع جداً، فبحسب تصريحات دورستن، تجري ألمانيا حوالي نصف مليون اختبار فيروس كورونا في الأسبوع الواحد. ألمانيا صحيّاً


اقرأ أيضاً: حظر هبوط الطائرت الإيرانيّة في ألمانيا بسبب كورونا


وسجلت ألمانيا حتى بعد ظهر أمس الجمعة، أكثر من 83 ألف حالة إصابة بالمرض وأكثر من 1100 حالة وفاة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، بينما وصلت الإصابات في بريطانيا لأكثر من 38 ألف إصابة، وتجاوز عدد الوفيات 3500 حالة، بحسب تقارير للحكومة البريطانية صدرت مساء الجمعة.


وأشارت صحيفة "غارديان" البريطانية أن سوء تعامل الحكومة البريطانية مع الأزمة، بعد إصرارها على استراتيجية "مناعة القطيع" في البداية، وبدئها بإجراء اختبارات فيروس كورونا بعد شهر كامل من بدء الاختبارات في ألمانيا، يجيب عن سبب ارتفاع معدل الوفيات في بريطانيا بالمقارنة مع ألمانيا.


كما أثنت الصحيفة على النظام الفيدرالي الألماني الذي يسهل من عملية اتخاذ القرارات السريعة ويعطي عدد أكبر من المختبرات حرية إجراء التحاليل والاختبارات اللازمة، على عكس النظام المركزي البريطاني.


إلا أن السبب الأهم الذي ذكرته وسائل إعلام عديدة هو عدد أجهزة التنفس الصناعي والأماكن المخصصة للرعاية المركزة للحالات الحرجة، وحتى قبل أزمة كورونا تفوقت ألمانيا أوروبياً في عدد أجهزة التنفس الصناعي، وعدد الأماكن المتاحة بأقسام العناية المركزة في المستشفيات.


ففي الوقت الذي يتوفر في ألمانيا الآن حوالي ثمانية وعشرين ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة، تنوي الحكومة الألمانية إضافة أماكن جديدة في الفترة المقبلة لتصل إلى أربعين ألف سرير، بحسب موقع "تاغس شاو" التابع للقناة العمومية الألمانية الأولى، بينما في بريطانيا فيوجد أربعة آلاف مكان فقط في هذه الأقسام طبقاً لما ذكرته محطة ntv الإخبارية الألمانية.


وعلى الرغم من أداء ألمانيا المتميز في التعامل مع الجائحة، إلا أن مدير معهد روبرت كوخ الألماني لوتار فيلر طالب في مؤتمر صحفي الجمعة، إلى الحذر في قراءة الأرقام، وأوضح أن تعداد الوفيات قد يزيد وأنه بالتأكيد "أقل" من الرقم الفعلي على الرغم من أن ألمانيا، والتي لا يتجاوز فيها معدل الوفيات 1,2%، لا تزال تواجه الأزمة الصحية بشكل أفضل من الدول الأوروبية المجاورة. ألمانيا صحيّاً


وختم فيلير بالقول: "إن ذلك مرتبط بواقع عدم التمكن من إجراء الفحص لكل شخص"، مع الإشارة بأن مستوى ذروة انتشار الوباء لم تصله ألمانيا بعد.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!