الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • المنصات الإخوانية تُرغّب السوريين بالعودة للاستيطان شمالاً.. ونسيان مناطقهم الأصلية

المنصات الإخوانية تُرغّب السوريين بالعودة للاستيطان شمالاً.. ونسيان مناطقهم الأصلية
اللاجئين السوريين (أرشيف)

تحاول منصات إعلامية سورية معارضة، محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، الترويج لمشروع توطين مليون لاجئ سوري مقيم في تركيا، ضمن مستوطنات تسعى أنقرة لإقامتها في المناطق التي تحتلها عبر مليشيات ما يسمى بـ"الجيش الوطني السوري".

وفي الصدد، أوردت تلك الوسائل الإعلامية، ومنها تلفزيون سوريا الذي يبث من تركيا، تقريراً حول الخطة، مبينةً أنه سيتم خلالها بناء 5 بلدات سكنية في مناطق اعزاز وعفرين وجرابلس وتل أبيض والباب ومحافظة إدلب.

وتحاول تلك المنصات ترغيب السوريين بالعودة، وهم الرافضون في غالبهم لخطة التوطين تلك، الساعية لهندسة الديموغرافية السورية، أمام مرأى العالم بأسره، تحت حجج وذرائع إنسانية في الظاهر، وسياسية ولا إنسانية في الباطن، عبر استعراض ما ستحتويه تلك المستوطنات، التي يجري تجميل وصفها بتسميتها "بلدة سكنية".

اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل تخبطه حول اللاجئين السوريين.. زاعماً رغبتهم بالعودة

وتروج المنصات الإخوانية، إلى أن سيتم "بناؤها بالعديد من الخدمات، حيث سيتم تزويدها بالماء والكهرباء والحدائق والمدراس والمساجد وألعاب أطفال ومراكز طبيّة ومرافق عامة أخرى، كما أن طريقة بناء الوحدات السكنية سيكون وفق النموذج التركي المعروف “بتوكي”، بإشراف منظمة “آفاد” وبعض المجالس المحليّة، وفق تلك المنصات.

كما يسعى الإعلام الإخواني إلى ترغيب السوريين بالاستيطان عبر استعراض ما تسميها بـ"الامتيازات التي سيحصل عليها اللاجئون في حال عودتهم"، زاعمةً أن الحكومة التركيّة ستقدم العديد من التسهيلات والامتيازات للسوريين الذين سيعودون إلى بلادهم وفق خطة "العودة الطوعيّة".

ووفقاً لتلك المنصات، سيحصل "كل سوري، على منزل مخدّمٍ ومفروش بشكل كامل، وتبلغ مساحته بين الـ 40 لـ 80 متراً مربّع، كما أنّ كل لاجئ سوري حاصل على بطاقة الحماية المؤقّتة ستبقى بحوزته وقيد التشغيل، وسيُسمح لمن يرغب بزيارة تركيا بالذهاب إليها 4 مرات في العام الواحد.

وحول التعليم، فإنّ "الأطفال السوريين سيُكملون تعليمهم في المدارس التي تم بناؤها داخل القرى السكينة، بمنهاج تركي وشهادة تركيّة أيضاً"، كما "سيتم منح العائدين، كرت مُساعدة إنسانية، يُمكّنهم من الحصول على مبالغ مالية وذلك للفرد الواحد دون تحديد قيمة المبلغ، كما سيحصلون على دعم مشاريع سبل العيش في فترة معينة بعد عودتهم".

وفي الوقت الذي تتشدق فيه المنصات بعرض الامتيازات، تتجاهل المخاطر التي تشكلها الخطة على مستقبل سوريا ونسيجها الوطني، حيث تسعى أنقرة لترسيخ تهجير مختلف السوريين (كأهالي دمشق وحمص وحماه وحلب وغيرها) عن مناطقهم الأصلية التي ينحدرون منها، لصالح توطينهم على شريط حدودي السوري-التركي، لتأمينه لأنقرة، عوضاً عن سكانها الأصليين الذين هجرتهم آلة الحرب التركية بمعية مليشيات "الجيش الوطني".

علماً أن الخطة التركية لتوطين اللاجئين السوريين في الشمال السوري، تصب في صالح النظام السوري كذلك، كونها ستضمن عدم عودة سكان المحافظات الخاضعة لسيطرته، إلى مدنهم وبلداتهم، وعليه، لم يبدي النظام السوري أي موقف رسمي رافض للخطة التركية، ما يعتبر رضىً عملياً من جانبه.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!