-
المرأة الإيرانيّة وثورة أنثى
في مشهد كان شعاره: "استفتاء.. استفتاء.. هذا شعار الناس" وعنوانه: "النساء والفقر والتكنولوجيا".. عوامل أشعلت مظاهرات إيران، لتقوم بـ(ثورة أنثى) في عالمنا العربي لتُشارك حياتها المجتمعية دُنياها السياسية ضد أنظمة الاضطهاد واللارجولة، كالنظام الإيراني ذي الفردية بل الألوهية المُستبدة للخامنئي الذي قتل وشرد وأهان المرأة الإيرانية بل وشعبه الثائر ولا رجعة لثورته إلا بالإطاحة.
لتكون المرأة هي ميدان النيران وساحاتها الدمار فنزلت إلى شوارعها وهتفت ونددت واعترضت واشتبكت من رصاصات الحرس الثوري وشرطة اللاأخلاق فضحت بداية الشابة مهسا أميني إثر احتجاز الشرطة وتصدّيها وخطفها وسجنها لتموت بعد تعذيبها، وكأن للمرأة لا شيء من حياتها سوى الطاعة فقط، فهذا الهراء الإيراني عار في وجه التاريخ الخميني وثورته التي بدأها بسياسات يناقضها الآن ويثورُ عليها ثورة الثور الأعمى، ظانين كأفراد أنهم سيتحكمون في شعب بأكمله، وأنّ لهم كافة الصلاحيات في التحكّم بالجسد واختيار الملبس والمأكل غير الموجود أساساً إلا لحرثه الثوري وأذنابهم هنا وهناك.
لقد قال وزير الداخلية الإيراني، وحيدي: "إنهم يقفون وراء شعارات مثل المرأة والحياة والحرية، ارتكبوا أبشع المشاهد للدفاع عن المرأة، ويرون حرية المرأة في نزع الحجاب والوقاحة"، وهنا أسألهُ أليس من الوقاحة أن يقف نظاماً ضد امرأة ويُهينُها؟ ثُم قال: "إن العدو يسعى لمهاجمة سلطة الجمهورية الإسلامية ويتحرك لإثارة الشك في نساء البلاد العزيزات على القيم الإسلامية"، وهُنا أسألهُ مرة أخرى: الآن صرن عزيزات، وتتبجحون بالقيم الإسلامية التي هي منكم براء؟ وللنظام أقول: أليس منكم رجُلُ رشيد يوقفُ تلك المهزلة؟
تلك نتيجة طبيعية لدولة فردية النظام، تتدخل في شؤون تستند لتأويلات زائفة واستفزازية للجيران والبلدان العربية (العراق ولبنان وغزة واليمن)، متناسية بعد تشتيت قواها التوسعية البلهاء "شعبها"، ليستنجد الأخير من المحتجين الإيرانيين بالعالم الخارجي مُطالبين بالاستفتاء الفوري، بعد حملات القمع المُميتة، والتي تحركت معها الدول العربية وكُل النساء، حتى وجد المجتمع الدولي نفسهُ مُلزماً بمتابعة جرائم النظام الإيراني ومنع ارتكابه جرائم جديدة من قبل الجمهورية التي تدعي وتُعادي الإسلامية، بل أعلنت منظمات دولية حقوقية تضامنها وتحركت أوروبا وأميركا ضد القمع بعقوبات جديدة، قابلها رأس النظام المستبد الخميني بمواجهة المحتجين، لكن كان لحفيده رأي آخر داعياً للحوار مع جلاد المرأة، ومن وقف معها من المحتجين في مدينة مشهد شعاره: "لا نريد.. لا نريد الجمهورية الإسلامية".
ليفانت - شامان حامد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!