الوضع المظلم
الإثنين ٠٨ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
  • السويداء التي ردت لكل السوريين الروح وارسلت رسالة الى النظام والعالم

السويداء التي ردت لكل السوريين الروح وارسلت رسالة الى النظام والعالم
ريما

 


لليوم التالي على التوالي مظاهرات عارمة تمتد في السويداء تنادي بتغيير النظام ورحيل بشار الأسد،  وكما أنها تندد بالأوضاع المعيشية التي وصلت اليها الحال في سوريا ، يشعر السوريون  اليوم بالإذلال ويتحسسون بشكل يومي فساد النظام الحاكم وقمعه للسوريين في كل شيء حتى في لقمة الخبز التي بات كثير من السوريين يشترونه بالدين لانهم لا يملكون ثمنه،  المظاهرات الأخيرة بالسويداء تعبر عن خدش بالكرامة التي يتمتع بها السوريون وأبناء السويداء ، فهم لا يقبلون بالضيم ولم يعد لديهم قدرة على احتمال ضريبة بقاء هذا النظام بكل ما يرتبط به من قمع وقتل وفساد وتغلغله في حياتهم اليومية،  أبناء السويداء صرخوا عاليا الموت ولا المذلة وهم من يحبون الحياة،  لقد ضاقوا ذرعا بكل هذا الظلم،  ضاقوا ذرعاً بالفساد وتردي الأوضاع المعيشية والقمع الذي عاشوه ويعيشونه، كما أنهم ضاقوا ذرعاً بالتغلغل الإيراني في بلدهم وهتفوا عاليا البلد أصبحت لإيران،  فالإيرانيون يستحوذون على الأراضي بالسويداء وترتبط مجموعاتهم والأجهزة الأمنية التابعة للنظام بعصابات الخطف والسلب التي تعيث فسادا بالسويداء ، وبتجارة المخدرات وبالقمع كدأب النظام السوري منذ استولى على الحكم ومنذ استولى بشار الأسد على حكم سوريا من بعد حافظ الأسد ابيه.


 


يتميز حراك السويداء بانه حراك سلمي مدني وطني فالمتظاهرون خلال اليومين الماضين ومع كل هتاف نادوا فيه لإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد هتفوا لسوريا كلها ولدرعا ولإدلب ولكل السوريين.


 


هي ليست المرة الأولي التي يتظاهر بها أبناء السويداء ضد النظام فهم تظاهروا منذ العام الأول للثورة وخرجت في كل عام من الأعوام التسعة التي تلتها مظاهرات أيضا، كما انهم رفضوا ارسال أبنائهم للخدمة في جيش النظام حتى لا يتورطوا بدماء السوريين والمقتلة العبثية في سوريا،  لكن ما يميز  مظاهرات اليومين الماضين العدد الكبير المشارك بها وجرأة الشعارات والتوقيت، لماذا التوقيت لأنه وحين ظن النظام وربما العالم ان الامر استتب للنظام السوري وانه استطاع قمع الشعب السوري خرجت السويداء لتلقن الجميع درساً في التاريخ والتحليل وفهم الحدث حيث يبدو ان هناك خلط دائم بين مفهوم الثورة التي نعنيها وهي الحراك السلمي المدني وثورة العام الأول و المسارات والعسكرة التي طرأت على الحالة السورية بفعل التدخلات والاجندات الدخيلة والفرق شاسع بين الاثنتين وهي ما لا تعنينا ولا ترتبط لا بثورة العام الأول عام 2011 ولا بحراك السويداء اليوم.


 


حراك السويداء اليوم ونتيجة أثر تراكمي لكل ما حصل في الأعوام الماضية من قمع ولسلوك النظام الأرعن وهو بنفس الوقت لا يشبه ابدا كل ما حصل من أفعال دخيلة تمخضت عنها الحرب ودخول أطراف مستفيدة من الفوضى على الخارطة في سوريا، حراكهم هو ثورة جديدة لكنها توأم للثورة السلمية في عام 2011 وليس ما بعده وهو ما شعر به السوريون وجعلهم يتنفسون من جديد بعد ان كدنا نموت اختناقاً..


 


خطاب السويداء اليوم خطاب وطني مدني سلمي، وهو امر لا يمكن لأحد ان يشكك فيه او يختلسه لصالح اجندات دخيلة وهو ما يميز هذه الانتفاضة اليوم، لا بد ان النظام مضطرب اثر هذه المظاهرات فهؤلاء المتظاهرين سلميين بالكامل، وهم من أبناء الأقليات حيث لا يمكن له ان يتهمهم بالتسلح او بالإرهاب كما ادعى ودلس وكذب في يام مظاهرات عام 2011، كما ان المحافظة تحت سيطرة النظام بالكامل. يجب ان يدرك النظام ان لا مكان اليوم للعبة خلط الأوراق، زمن التدليس والقذارة انتهى وكل العابهم واكاذيبهم باتت مكشوفة، وحدهم المتشددين من أنصار النظام او الطائفيون على الطرف المقابل هم من يهاجمون هذا الحراك ويخونونه، وحدهم عملاء هذا النظام من يحاول تقزيمه وربطه بأجندات خارجية..


 


حراك السويداء هو رسالة واضحة لكل من فكر أويفكر بتعويم هذا النظام مفادها كلمات بسيطة " لقد انتهت صلاحية هذا النظام وقد حان وقت الرحيل" وعلى النظام ممثلا برئيسه ان يفكر ملياً بضرورة الانسحاب من المشهد الان، عليه ان يدرك ان الحال لا يمكن ان تعود كما كانت له بالسابق ولربما رحيله الان اقل ضرراً على الشعب وعلى النظام نفسه من ان ينتظر اكثر من ذلك مع ثقتي بانه غير معني بالشعب...!


 


سوريا تحتاج ان تتنفس وهذا يعني الدخول بمرحلة انتقالية يقودها الشرفاء تعد لدستور وانتخابات وإعادة الاعمار واحياء الاقتصاد السوري، يحق للسوريين ان يحصلوا على هذا وهو ليس صعباً ان توفرت الإرادة..  


 


السوريين يحتاجون بلدا ديموقراطياً حراً يعيش به السوريون بكرامة ويتمكنون من خلاله من تحقيق احلامهم وان يشعروا به بالأمان والاستقرار، حينها ستحل مشكلة اللاجئين أيضاً سيعود الجميع لبناء وطنهم وستستقر المنطقة وتكون سوريا القادمة دولة سلام تحترم الاتفاقات الدولية وحقوق الانسان وتحقق الامن في المنطقة..


 


ليس من مصلحة أحد استمرار الحال بهذه الطريقة في سوريا فالشعب متعب يقرصه الجوع والتعب ويريد الخلاص من هذه المرحلة البشعة الممثلة بالنظام ومن يشبهه على الطرف الاخر، كما يمكن ان يقود المرحلة فريق من التكنوقراط المستقلين ليعدوا للقادم المهم ان تنتهي المرحلة الحالية لإنقاذ ما تبقى من سوريا والسوريين..


ريما فليحان

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!