الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
إيران والمسالة الكردية والغرب.
غسان المفلح

عدد اكراد إيران يفوق عدد اكراد العراق وسورية مجتمعين. حيث تتراوح اعداد كرد إيران بين ثمانية وعشرة مليون. منذ ان اغتالت إيران القائد الكردي عبد الرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بمدينة فينا عاصمة النمسا في 13 تموز 1989 مع اثنين من رفاقه على أيدي المخابرات الايرانية بأوامر من علي خامنئي. وليس من هاشمي رفسنجاني كما يشاع احيانا. لان المخابرات والحرس الثوري تتحرك بأوامر من المرشد وليس بأوامر من أي رئيس ايراني مهما كانت قوته. منذ حادثة الاغتيال التي لم ينتج عنها ردة فعل تذكر من القادة الاوروبيين. قضية كرد إيران غابت عن اللوحة تماما تقريبا، من قبل السياسة الدولية.




بعد جريمة اغتيال قاسملو ورفيقيه تم اغتيال المناضل صادق شرفكندي في برلين في 17أيلول 1992 على أيدي عناصر المخابرات الإيرانية، الذين استطاعوا الهروب والاختفاء دون أن يتعرضوا للملاحقة من قبل الأجهزة المختصة في ألمانيا، لم يتم اتخاذ أي إجراءات ذات مغزى باستثناء الصخب الإعلامي والتنديد الخجول ضد عناصر الجريمة وتم إقفال الملف الجنائي بعد ذلك من دون معرفة الجناة.




الثنائية الكردية ايضا وجدت في إيران المقصود الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم تم تأسيس فرع لحزب البي كي كي باسم حزب الحياة الحرة بيجاك. لكن دون الدخول في حيثيات تأسيس الفرع العمالي الكردستاني. وعلاقة البي كي كي القوية مع السلطات الايرانية. وايضا علاقة الاتحاد الوطني الكردستاني في كردستان العراق بزعامة آل الطالباني القوية مع السلطات الايرانية. ودون الخوض في نضال الاكراد الايرانيين ضد سلطة الملالي. ومشاركاتهم المهمة في الانتفاضات المتعددة التي حدثت في إيران ضد هذه السلطة المارقة من قبل الشعب الايراني.




والنضال الكردي في إيران لم يتوقف، لكن هذه التعمية الدولية عموما والغربية خصوصا، على هذا الجزء من العالم، يجعل المرء يشكك حتى في مغزى العقوبات الامريكية على إيران. ما يزيد من هذا الشك هو الموقف الذي خذل الشعب الايراني في انتفاضاته المتكررة ضد سلطة قامت بمذابح في العديد من دول المنطقة ولاتزال، في لبنان والعراق وسورية واليمن. علما ان أكراد إيران عاشوا الحرية والاستقلال، وشكلت مناطقهم مركز ثقل الحركة الكردية بأكملها وكانت هي من نشر الهوية السياسية والوطنية لجميع الأكراد، وذلك بعد تأسيس الجمهورية الكردية الوحيدة في التاريخ عام 1946 وبعد الثورة الإيرانية عام 1979. كما يتحدث الباحث الايراني اسو حسن زادة. ويفند بشكل موضوعي اسباب غياب اللوحة الكردية الايرانية عن الاهتمام الدولي. حيث يرى ان الأحداث التي تلت استفتاء استقلال كردستان العراق 25 ايلول 2017، الذي شهد مرة أخرى انتصار الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وخيبة أمل الأكراد إزاء الولايات المتحدة، أو ربما الانحطاط الذي شعر به جميع الأكراد.




إيران مشروع فاشي هكذا بني منذ لحظته الخمينية الاولى. حيث قتل الخميني من الايرانيين والمعارضة الايرانية للشاه، ما لم تقتله اسرة بهلوي طوال توليها الديكتاتورية في إيران.




القادة الغربيين، خاصة الامريكان والفرنسيين والبريطانيين منهم، يعرفون ما يجري في إيران أكثر من الايرانيين أنفسهم. رغم ذلك لا يأبهوا لما يحدث للشعب الايراني. الملفت هو الاهتمام الغربي بقضايا الكرد فقط في سورية وقبلها العراق. هذا بالطبع مرحب به، لكن الكتلتين الكرديتين الاكبر هما في تركيا وإيران. يضيف الباحث اوسو بالقول: وعلى عكس تركيا، لم تشهد إيران مساحة شبه ديموقراطية وفرت فرصا للمشاركة السياسية، ولا تأثيرات خارجية مثل تلك التي مارسها الاتحاد الأوروبي قبل بضع سنوات في مجال احترام حقوق الإنسان والأقليات". بحثه المنشور في معهد واشنطن.




غياب كرد إيران ونضالاتهم عن اللوحة الغربية، دليل واضح على ازدواجية معايير القادة الغربيين تبعا لمصالحهم. طبعا هذا لا يعفي مسؤولية بعض القوى الكردية في تغييب الوضع الكردي الايراني ومنها ايضا تحالفها مع الملالي. هذه تحتاج لحديث خاص بها.




إذا كان الغرب لم يدعم ايضا انتفاضات الشعب الايراني. فكيف سيدعم حق أي اقلية من الاقليات الايرانية؟

إيران في العراق تحاول عرقلة اية نزعة استقلالية للعراقيين عربا وكردا، امريكا أكثر من يعرف ذلك لأنها هي التي تتفاوض وهي التي تعاقب! اما موقف قادة اوروبا الغربية، فهو أكثر عارا في الحقيقة. وأكثر وقاحة في دعمه لمشروع الملالي.




إيران ايضا متدخلة في الساحتين الكرديتين في العراق وسورية، وبمعرفة هذه الدول ولصالح مشروعها نفسه.

المطلوب دعم نضال الشعب الايراني بكل قطاعاته ومكوناته من اجل التخلص من هذه الخمينية ونظامها، واقامة نظام ديمقراطي هو بداية حل لكثير من النزاعات في المنطقة، لكن يبدو انه لا مصلحة لا لدول الغرب ولا لدول الشرق في ذلك مع الاسف!




غسان المفلح





كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!