الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
وسط قصف إسرائيلي متواصل.. الموت والجوع يحاصران غزة
قطاع غزة

تشهد مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مشاهد مروعة من الدمار والقتل والجرحى، وتتراكم الجثث في مجمع ناصر الطبي الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقد وصف الطبيب الفلسطيني نسيم حسن، 48 عاماً، الوضع في المجمع الطبي بأنه "جحيم على الأرض". وقال إنه لا يستطيع المشي بين المرضى والمصابين الذين يملؤون الأروقة والغرف والأرضيات، وأضاف أنه يبكي كلما تذكر ما يحدث في مدينته.

وأشار إلى أن المستشفى الذي يتسع لـ350 سريراً استقبل أكثر من 1000 مريض في الأيام الأخيرة. وأوضح أن بعض الجروح تتفاقم وتتعفن بسبب عدم توفر الضمادات والشاش النظيف، ونقلت وكالة أسوشييتد برس عنه قوله: "عندما أفكر في الأمر للحظة، أبدأ في البكاء".

اقرأ أيضاً: إسرائيل تقتل أكثر من 10 آلاف طفل في غزة.. نداء إنساني عاجل من المرصد الأورومتوسطي

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن الوضع الصحي في غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وقالت إن الجروح تصبح ملتهبة ومتقيحة بشكل خطير، وتهدد حياة المرضى، وطالبت بإيصال المساعدات الطبية إلى المستشفيات بشكل عاجل.

وأكد خالد أبو شعبان، 38 عاماً، وهو عامل إغاثة في خان يونس، أن الناس يعانون من مأساة إنسانية كبيرة. وقال إن القصف الإسرائيلي أجبر آلاف النازحين على الفرار من منازلهم في شمال القطاع بحثاً عن ملاذ آمن، وأضاف أن النازحين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والماء والمأوى.

وقال نورس أبو لبدة، عامل في منظمة إنسانية طبية في خان يونس: "لقد بدأت حرب الجوع.. وهذه أسوأ الحروب على الإطلاق"، وأوضح أن الناس يعيشون في ظروف مزرية، ولا يجدون ما يسدون به رمقهم.

وفي وسط غزة، لا تختلف الصورة كثيراً. فقد قال مازن جنيد، أب لستة أطفال، إنه هرب من شمال غزة إلى ملجأ في مدينة دير البلح، وأشار إلى أن الملجأ يضم 8000 شخص، وأن الخضراوات والفواكه غير متوفرة. وأضاف أن الحشود الكبيرة تجعل من الصعب الحركة والتنفس.

وشكت اعتماد حسن، التي تعيش مع 21 من أفراد أسرتها في خيمة صغيرة في دير البلح، من الجوع والعطش، وقالت: "هناك جوع، لا يوجد شيء.. لا طحين ولا ماء"، وانتقدت الظروف المعيشية السيئة التي تعيشها. وقالت: "نحن لسنا حيوانات، لماذا يضعوننا في الخيام مثل الكلاب؟ على الأقل اضمنوا لنا مكانًا للمأوى".

وأفاد العديد من النازحين أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بشكل جنوني، حيث وصل سعر كيس الدقيق إلى 450 شيكل (121 دولاراً)، وأضافوا أن السكر والقهوة والبيض أصبحوا سلعاً نادرة في زمن الحرب.

وتزداد المأساة مع تقدم القوات الإسرائيلية نحو مدينة خان يونس، التي تعتبر معقلاً لحركة حماس. وتعتقد إسرائيل أن قادة الحركة يختبئون في أنفاق تحت الأرض، ووصلت الدبابات الإسرائيلية إلى مسافة 2 كلم من مجمع ناصر الطبي، وبات مئات آلاف النازحين في الجنوب عالقين بين النار والمطرقة، وسط نقص في المساعدات الإغاثية والطبية.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!