-
وداعًا لجسر الكتب: مشهد ثقافي ينتهي في دمشق
تحت جسر الرئيس في دمشق، سكتت صفحات الكتب، وأزيلت بسطات كانت تنبض بالحكايات على مدار سنوات طويلة. كان كل كتاب يُمسك به يروي قصة، وكل بائع يحمل ذاكرة المدينة. هنا، كانت الحياة ثقافية نابضة، حيث كان المارة يتوقفون لالتقاط كتاب ينقلهم إلى عوالم من الخيال والمعرفة. لكن المشهد تغير، وذهب هذا التجمع المعروف لبائعي الكتب، تاركًا الأرض شاهدةً على انتهاء فصل كبير من ثقافة القراء.
في إطار حملة "إزالة التعديات على الأملاك العامة"، تمكنت السلطات من القضاء على هذا الملاذ الآمن لعشاق القراءة، ليبقى فراغٌ عميق في قلوب من اعتادوا على الاحتفاء بالكلمات في هذا المكان. وبينما تواصل المكتبات في دمشق إغلاق أبوابها تدريجيًا، أصبحت العديد منها مجرد أماكن تجارية تفقد هويتها الثقافية بسبب قلة الزوار. لذا، أصبح هذا الفضاء جزءًا من الذكريات الجميلة التي أُزيحت عن المسرح.
اقرأ المزيد: الجبهة الشامية تستجيب لنداءات وقف إطلاق النار
ووسط هذا التغيير، سادت مشاعر الحزن والأسى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون: كيف يمكن لمدينة كانت عنواناً للثقافة أن تفقد واحدة من زواياها الأخيرة؟ إن إغلاق بسطات الكتب ليس مجرد إزاحة لمكان، بل هو إعلان عن غياب أبعاد ثقافية غنية كانت تُعرف بها دمشق لعقود. إن الحزن العميق الذي يعبر عنه السوريون يعكس خسارة ثقافية وقيمية في زمن تكافح فيه الكلمة الحرة للعيش والاستمرار.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!