الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
واشنطن توقف نشاطاً استخبارياً ساعد أنقرة لسنوات
واشنطن توقف نشاطاً استخبارياً ساعد أنقرة لسنوات

قالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها، أن الولايات المتحدة أوقفت برنامجاً سرياً للتعاون في مجال المخابرات العسكرية مع تركيا بعد أن ساعد أنقرة لسنوات في استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وذلك بحسب أربعة مسؤولين أميركيين.


وأشار المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر، إن القرار الأميركي بتعليق البرنامج إلى أجل غير مسمى اتُخذ رداً على توغّل تركيا العسكري عبر الحدود في سوريا في أكتوبر، مما يكشف عن حجم الضرر الذي لحق بالعلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب هذا التوغل.


مضيفين أن الولايات المتحدة أوقفت في أواخر العام الماضي، رحلات جمع معلومات المخابرات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة كـ "منظمة إرهابية"، حيث كان الجيش الأميركي ينفذ المهام بطائرات مسيّرة غير مسلحة قال أحد المسؤولين إنها كانت تنطلق من قاعدة إنجرليك الجوية التركية التي بها وجود كبير للجيش الأميركي، والقاعدة مركز رئيسي أيضاً لوكالات المخابرات الأميركية التي تعمل في المنطقة.


وصرّح مسؤول آخر إن رحلات الطائرات المسيّرة الأميركية التي نفذت في إطار البرنامج القائم منذ عام 2007 غالباً ما كانت تركز على مناطق جبلية في شمال العراق قرب الحدود التركية، فيما لم تُعلق متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بشكل مباشر على برنامج بعينه، لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة تصنف حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية" منذ عام 1997.


وأجابت في معرض ردها على سؤال عن توقف المساعدة "دعمنا تركيا في قتال حزب العمال الكردستاني على مدى عقود بطرق شتى. وسياستنا تقضي بعدم الكشف عن تفاصيل تتعلق بالعمليات"، فيما نوه متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة لا تعلق على المسائل المتعلقة بالمخابرات، وهو ذات الجواب الذي تم تلقيه من مسؤولي وزارة الدفاع التركية التي رفضت التعليق.


إقرأ أيضاً: أدلة جديدة، تكشف تورط تركيا وقطر بتمويل ودعم تنظيم القاعدة في سوريا


بيد أن مسؤولاً تركياً أكد وقف البرنامج، ليعتبر وقف المساعدة الأميركية اختباراً لحدود القدرات العسكرية والمخابراتية لتركيا في وقت تنتشر فيه قواتها بالفعل على عدة جبهات في شمال سوريا، وفي حين تدرس أنقرة زيادة تدخلها في ليبيا.


وأشار أحد المسؤولين الأميركيين الأربعة متحدثاً بشرط عدم نشر اسمه "هذا يصعب الحملة على حزب العمال الكردستاني ويجعلها أكثر تكلفة على تركيا، بينما يأتي الإيقاف الأمريكي للمساعدات المقدمة لتركيا ليضيف عبئاً جديداً إلى قائمة خلافات بين تركيا والولايات المتحدة، ومنها شراء أنقرة لمنظومة دفاع جوي روسية وانقسامات أوسع نطاقا بشأن الحرب الدائرة في سوريا، على الرغم مما يبدو أنها علاقات قوية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


وصرح مسؤول تركي: "في السنوات الأخيرة لم تكن تركيا تواجه صعوبات في الحصول على المعلومات التي تحتاجها عن طريق طائرات مسيرة تنتجها بنفسها... لكن الخطوات التي اتخذت بشأن هذه القضية لا تدعم العلاقات بين البلدين".


ويلقي الديمقراطيون وبعض الجمهوريين اللوم لترامب، المتشكك منذ فترة طويلة بشأن التدخل العسكري الأميركي في سوريا، بسبب تخليه عن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة هجوم تركي، مغيراً بذلك السياسة الأمريكية، حيث استهدف هجوم تركي "وحدات حماية الشعب" التي كانت الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في قتال تنظيم "داعش".


وعقب بدء البرنامج السري للتعاون المخابراتي والعسكري الأميركي، استثمرت أنقرة مئات الملايين من الدولارات في تطوير قدراتها الدفاعية وخفضت اعتمادها على الطائرات المسيرة الأميركية والإسرائيلية التي استخدمتها بشكل متكرر منذ أواخر التسعينيات، حيث بدأت شركة بايكار الدفاعية التركية الخاصة المملوكة لسلجوق بيرقدار صهر أردوغان العمل على تطوير أول أسطول تركي من الطائرات المسيرة في العقد الأول من الألفية.


وطورت الشركة خلال 15 عاماً، طائرات مسيرة مسلحة وغير مسلحة وبدأت في بيعها للجيش التركي وأوكرانيا وقطر. وبحلول يوليو 2019 كانت 86 من تلك الطائرات قد دخلت الخدمة لدى قوات الأمن التركية واستخدم بعضها في ثلاث عمليات نفذتها تركيا في سوريا في 2016 و2018 ثم في أكتوبر الماضي.


وحول ذلك، قال المحلل العسكري أردا مولود أوغلو المقيم في تركيا إن هذا التطور عزز مرونة أنقرة وحريتها فيما يتعلق بالعمليات، مضيفاً: "اعتماد تركيا على حلفائها، خاصة الولايات المتحدة، تراجع بدرجة كبيرة إن لم يكن قد انتهى بالكامل فيما يتعلق بجمع معلومات المخابرات عالية القيمة والضربات الدقيقة".


ليفانت - احوال تركية

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!