الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "هيا نقرأ يا أطفال!"..مبادرة موجهة للأطفال العرب في هولندا

أوتريخت





 





ليفانت- نور مارتيني


في ظل أزمة الكورونا، عمل بعض السوريين على إقامة مبادرات مجتمعية، تهدف إلى مساعدة الأسر المحتجزة في منازلها على الخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر نفسية ممكنة.


البعض اتجه لخياطة الأقنعة الواقية، فيما ذهب آخرون باتجاه مساعدة كبار السن الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم، خشية انتقال العدوى إليهم، على تدبّر أمورهم المعيشية، من خلال التسوق لهم، حتى أنهم لجؤوا لتصنيع مواد التعقيم في بعض الأحيان.


اقرأ المزيد: الثقافة السعودية تطلق أول منصة إلكترونية لتعليم الخط العربي والزخرفة


“هيا نقرأ يا أطفال”..مشروع موجّه للأطفال في إحدى القرى في هولندا، والتي تقع على مقربة من مدينة أوتريخت، وتبعد عن أمستردام نحو 60 كم. حيث يتواجد عدد من الأسر العربية، التي اضطر أطفالها للبقاء في منازلهم، بسبب إغلاق المدارس.



يقوم على المشروع المهندس السوري “جمال عبد الحنّان”، والذي كانت له تجربةُ بسيطة مع التدريس في سوريا، بعد أن عوقب بالنقل إلى قطاع التدريس في سوريا، حيث كان يعمل في مؤسسة سد الفرات، ولكنه اصطدم مع أجهزة النظام الأمنية بعدة مناسبات، فنقل كمدرس إلى ثانوية إدلب الصناعية، قبل نحو ثلاثين عاماً، وانتقل بعدها للعمل في المملكة العربية السعودية، إلى أن حطّ به المطاف في هولندا.


فكرة المشروع قائمة في الأساس، حيث اعتاد “جمال عبد الحنّان” أن يجمع الأطفال في المكتبة العامة، ليحفّزهم على التواصل مع اللغة العربية، فيقومون بأنشطة تتعلّق بقراءة القصص ونقاشها، وقد وصل عدد الأطفال المنخرطين في نشاطات ورشة القراءة إلى نحو 100 طفلاً. 





بسبب كورونا، حوّل “عبد الحنان” ورشة القراءة الفيزيائية إلى افتراضية، وخصّص موعداً أسبوعياً للتواصل مع “أطفاله” عبر الإنترنيت.


يقول المهندس الذي يتجاوز الستين من العمر: “أحاول العثور على كتب مناسبة، فالكتب المتوفرة في المكتبة مترجمة بصورة رديئة، ومع ذلك أحاول العثور على الأنسب منها، وأحياناً أستعين بالبدائل الإلكترونية، ذات اللغة المقبولة”.


اقرأ المزيد: مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يعلن عن أسماء أعضاء لجانه


ويتابع: ” أحاول الحصول على قصص تتناسب والفئات العمرية للأطفال، حالياً أنا مضطر للتركيز على الفئة الأصغر سناً، بسبب نوعية القصص المتاحة لدي، وقد اقترحت على إدارة المكتبة أن نقوم بالتوجّه للأطفال الأكبر سناً، والأعمار فوق 10 سنوات، ولكنني أعاني من صعوبة في تأمين القصص الملائمة لهذه الأعمار”.


وأوضح أن وسائل الإعلام الهولندية، أبدت اهتماماً بالمشروع، وقامت عدة صحف بتغطية فعاليات ورشات القراءة، قبل أزمة الكورونا، واهتمت الجهات بالمشروع بشكل كبير عندما انتقلت الفعاليات إلى الإنترنيت، عبر تطبيق Zoom.


تنطلق أهمية هذا النوع من الفعاليات، وبعيداً عن مفهوم الاندماج، من كونها نواة لعلاقة مجتمعية صحية للأطفال والمراهقين مع مجتمعاتهم الجديدة، التي تولي مفهوم القراءة لـ ومع الطفل أهمية خاصة، سيما في ظلّ ظروف الحرب القاسية التي عاشها الأطفال السوريون، والتي أبعدت الكثير منهم عن المدارس والكتب لفترات طوبلة.. 



من هنا..كان مشروع “هيا نقرأ يا أطفال”..خطوة جديرة بالاهتمام، لأنّها موجهة للطفل، وترمي إلى التواصل مع اللغة الأم، ومع الكتاب، سيما في ظل عدم وجود مؤسسات تعنى بهذا المجال في العديد من الدول الأوروبية، على خلاف السويد، التي تتيح هذه الإمكانية في المدارس الابتدائية، على اختلاف المراحل العمرية.


 






كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!