-
هل يريد الرئيس اللبناني إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم أم إلى الموت؟
لطالما دعا الرئيس اللبناني "ميشال عون" إلى عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، مدعياً أن الظروف باتت آمنة في مناطق سيطرة النظام الممتدة من جنوب سوريا عند محافظة درعا مروراً بالعاصمة دمشق إلى حمص ثم مناطق الساحل السوري.
وكان جدد عون دعوته اليوم الأربعاء 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 بإعادة اللاجئين بدءاً من الأسبوع المقبل، حسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، قائلاً: "إنه ابتداء من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة السوريين الى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعتبر قضية مهمة بالنسبة إلينا".
مطالبات مستمرة
وطالبَّ رئيس الجمهورية اللبنانية، في وقت سابق، تأمين المساعدات للسوريين داخل الأراضي السورية "لتشجيعهم على العودة لأن حصولهم على مساعدات وهم في لبنان سيشجعهم على البقاء"، موضحاً خلال لقائه مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونيسكا، أن "عدم التجاوب الدولي مع هذا المطلب اللبناني الذي تكرر في أكثر من مناسبة من دون أن يلقى أي ردة فعل إيجابية، يثير علامات استفهام حول نيات بعض الدول في إبقاء النازحين في لبنان".
اقرأ المزيد: ميشال عون: توطين اللاجئين السوريين في لبنان "جريمة"
كذلك أثار عون في آخر اجتماع له مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، سفن كوبمانس، مسألة اللاجئين السوريين في لبنان و"ضرورة تسهيل دول الاتحاد الأوروبي عودتهم الى بلادهم وتقديم المساعدات لهم فيها"، منوّهاً إلى أن "لبنان لم يعد يتحمل المزيد من التداعيات السلبية المترتبة على هذا النزوح".
ويعيش في لبنان قرابة مليون ونصف لاجئ سوري، 880 ألف مسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين و400 ألف عامل.
المفوضية تطالب الالتزام بالقانون الدولي
وسبق أن علقت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دلال حرب، على المطالبات اللبنانية، بأنه يجب مراعاة "ضرورة التمّسك بمبادئ القانون الدولي المتعلّقة باللاجئين، لا سيما فيما يتعلق بمبدأ عدم الإعادة القسرية والحق في العودة الطوعية بأمانٍ وكرامة، كما تشدّد على ضرورة التزام اللاجئين بالقوانين اللبنانية".
وأضافت حرب في تصريح لها إلى أن لبنان "تحمل مسؤوليّته الدولية باستضافته أعداداً كبيرة من اللاجئين على مدى عقود"، كاشفة إلى أن لبنان "تلقى نحو 9 مليارات دولار كمساعدة لدعم اللاجئين السوريين والفلسطينيّين والأكثر ضعفاً من اللبنانيين والمؤسسات العامة".
وتابعت: "يتلقى اللاجئون الأكثر ضعفاً مساعدة نقدية بالليرة اللبنانية، مع العلم أن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع".
منظمة.. الأوضاع غير آمنة
كما أظهرت الاستطلاعات التي قامت بها منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الأوضاع في سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين، بحسب ما أكدته باحثة المنظمة في لبنان، آية مجذوب، لافتة في حديث سابق لها، إلى التقرير الذي أصدرته المنظمة، في شهر أكتوبر الماضي، والذي وثق حالات اعتقال تعسفي وخطف وقتل من قبل أجهزة الأمن السوري بحق العائدين من لبنان والأردن.
وخُلص التقرير، الذي يحمل عنوان "حياة أشبه بالموت"، إلى أن اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن، بين 2017 و2021، واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهاداً على يد الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها.
ومن بين 65 من العائدين أو أفراد عائلاتهم الذين قابلتهم "هيومن رايتس ووتش" وثقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي مزعوم.
وتظهر خطة الحكومة اللبنانية على إعادة 15 ألف لاجئ شهرياً، إلى أن عدد العائلات التي سجلت أسماءها بلغ كما يقول وزير المهاجرين عصام شرف الدين، 460 عائلة من بلدة عرسال، 30 عائلة من مدينة يبرود، 49 عائلة من قرية جراجير، 47 عائلة من مدينة قارة، 212 عائلة من قرية المشرفة (فليطة)، 56 عائلة من قريتي رأس المعرة ورأس العين، 44 عائلة من قرية السحل، 22 عائلة من قرية الصخرة (بيوتها مسواة بالأرض بالتالي هذه العائلات تحتاج إلى مركز إيواء)، إضافة الى 235 سيارة سورية، وفقاً لتقرير سابق لموقع الحرة.
اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين: الشتاء القاسي يزيد معاناة اللاجئين السوريين في لبنان
جعجع يعترض
وشدّد في السابق رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، على أن "من يرد عودة النازحين السوريين إلى سوريا، فعليه أن يسعى ليجد طريقة لإخراج الأسد من سوريا".
وقال جعجع، إن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل "يعطينا في كل يوم موضوعاً يمكننا أن نقوم بأطروحات حوله، فهو صرح قائلاً بما معناه أنا ذاهب إلى سوريا لأعيد النازحين السوريين إلى سوريا، مثلما أعدنا الجيش السوري إلى سوريا".
غرق واعتقال
لا يكاد يمضي أسبوع إلا ويقتل سوري بسبب العنصرية المستفحلة في لبنان أو تركيا تجاه السوريين، ومن لا يموت قتلاً في هذين البلدين، يموت وهو يعبر حدوهما البحرية إلى الدول المتوسطية الأوروبية. كان آخرها غرق القارب المتجه من لبنان إلى قبرص بالقرب من شاطئ مدينة طرطوس الساحلية في سوريا. والمفارقة أن السوريين الذين كانوا في القارب، لو كانوا يريدون أن يموتوا في بلدهم الأم سوريا، لما ركبوا البحر هم وأبناؤهم ليلقوا حتفهم على شواطئها التي حرموا منها بسبب الحرب التي فرضتها السلطة على الشعب وجاءت بالمليشيات الطائفية لتقتل وتفتك بهم براً وجواً.
كما أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد اعتقلت عدداً من الشبان السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الناجين من حادثة غرق المركب قبالة سواحل محافظة طرطوس.
وقالت مصادر مطلعة، إن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت الشبان بحجة أنهم "مطلوبون أمنياً وللخدمة الإلزامية"، في حين لم يتسن لها التأكد من أسماء وهوية كل المعتقلين.
ويعاني لبنان من أوضاع اقتصادية حرجة جداً ولكن هذا لا يدعوها إلى رمي اللاجئين السوريين بيدّ النظام في دمشق الذي لا يوفر فرصة للانتقام من الذين تسببت الحرب بتهجريهم وتشريدهم، سواء في دول جوار سوريا أو في أصقاع الأرض.
ليفانت – خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!