الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل سيعود أردوغان بضوء أخضر من طهران؟
دلفين محمد

يعتبر الثلاثي الروسي التركي الإيراني من أهم اللاعبين في الساحة السورية، فهم يجرون منذ سنوات محادثات بشأن الوضع في سوريا في إطار ما يطلق عليه (مسار أستانا للسلام) الذي يهدف إلى إنهاء النزاع المسلح في سوريا، والذي اندلع منذ 11 عاماً.

ومع الحديث عن نية الجيش التركي شن عملية عسكرية في الشمال السوري، تباينت المواقف مع الجانب الروسي والإيراني، اللذين يعتبران من أكبر داعمي الرئيس السوري، في حين ما زالت تركيا تقدم المساعدة العسكرية لجماعات المعارضة التي ما زالت تقاتل النظام. وقد تفاجأ الرئيس أردوغان بردة الفعل الروسية بعد حديثه عن قرب العملية العسكرية بوصول 300 فرد من نخبة المظليين إلى مطار القامشلي ومحاولة روسيا تسريع وضع تفاهمات بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، والتي أدت إلى نشر 550 فرداً من عناصر الجيش السوري في ريف منبج الشمالي مع تعزيزات عسكرية ثقيلة في المعدات والتي تعنون لأول مرة عن دخول قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش السوري في خنادق واحدة.

المتحدّث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أعلن عن قمة ثلاثية في التاسع عشر من الشهر الجاري في العاصمة طهران، بين الرؤساء، فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أي إن الاجتماع سيكون لرؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا، وهناك احتمال كبير لعقد قمة ثنائية بين الرئيسين بوتين وأردوغان لبحث العملية العسكرية التركية في الشمال السوري. وتأتي زيارة أردوغان إلى العاصمة طهران بعد زيارة وزير خارجية إيران، السيد أميرعبد اللهيان، إلى كل من دمشق وطهران، والتي كان الهدف منها السعي للتقدم في مسار استقرار السلام والأمن من خلال تحسين العلاقات بين سوريا وتركيا، حسب تصريح أدلى به قبل مغادرته العاصمة الإيرانية متوجهاً إلى العاصمة دمشق.

وبحسب مراسل التلفزيون التركي TRT، أحمد يلماز، فإن الرئيس التركي سيطلع بالتفصيل على مضمون المبادرة الإيرانية التي قدمها عبد اللهيان من الرئيس إبراهيم رئيسي. من جانبها أكدت قوات سوريا الديمقراطية عبر المتحدث الإعلامي باسم قوات الحماية الكردية، السيد سيامند، لليفانت نيوز اللندنية، عن استكمال جميع الاستعدادات للتصدي لأي عملية عسكرية تركية جديدة، وانتشار واسع لعناصر ميلشيات جبهة أحرار الشام (جبهة النصرة) في مناطق التماس.

وأضاف، أن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها جبهة النصرة في القتال مع الجانب التركي، وأنه تم الإعلان حالة طوارئ وتعبئة قصوى في جميع المؤسسات الخدمية والأمنية في مناطق الإدارة الذاتية. فهل ستخرج قمة طهران بضوء أخضر من الجانبين الروسي والإيراني لانطلاق العملية التركية ومقايضة ما ذكر في الأيام الماضية في وسائل الإعلام المختلفة التي تحدثت عن صفقة تبادلية جديدة بين منطقتي جبل الزاوية وتل رفعت؟

ما زال هناك الكثير من الغموض عن هذه العملية العسكرية، فهل هناك نية حقيقية للجانب التركي للتوغل من جديد في عملية خامسة أم أنها مجرد تهديدات لخلط الأوراق ومحاولة لكسب نقاط مختلفة؟ كمحاولة الرئيس التركي ربط موضوع انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الشمال الأطلسي بموضوع قوات الحماية الكردية في سوريا، وأيضاً محاولة الضغط على الجانب الروسي في سوريا بعد انشغاله في الحرب مع أوكرانيا. ومن المتوقع بعد انتهاء الاجتماع الثلاثي أن تكون هناك لقاءات ثنائية بين الأطراف المجتمعة، وخاصة بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حول طلب الجانب الروسي من طهران تزويده بمسيرات إيرانية الصنع للزج بها في الحرب الروسية الأوكرانية.

وقد أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن مسؤولين روسيين قد زاروا طهران مرتين في هذا الصيف لمعاينة المسرات المقاتلة التي ستتسلمها موسكو. وقد أعلن البيت الأبيض بأن طهران تستعد لتزويد موسكو بهذه المسيرات وهي معلومات مؤكدة، وأن الجيش الإيراني سيجري دورات تدريبية لفرق من الجيش الروسي في كيفية التعامل وتشغيل المسيرات القتالية الإيرانية في الأجواء الأوكرانية، في الأيام القادمة، وخاصة بعد انتهاء قمة طهران ستتضح الصورة أكثر بشأن العملية العسكرية التركية والتغيرات في خارطة النفوذ على الأرض السورية من عدمها وكل هذا الكلام ولم نتحدث عن الموقف الأمريكي الذي يعارض بشدة أي عملية عسكرية تركية جديدة تعرض الحملة والحرب على داعش للخطر.

ليفانت نيوز – دلفين محمد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!