-
هل تتحوّل أفغانستان إلى ملاذ دولي للإرهاب برعاية قطرية؟
تحذيرات وترقب
دفعت المتغيرات الإقليمية والدولية إلى مزيد من القلق بشأن مستقبل الإرهاب الدولي، خاصة أنه بالتزامن مع صعود الحركة ذات الأيديولوجيا المتطرّفة، تشهد عدة دول عربية سقوطاً مدوياً لآخر معاقل تنظيم الإخوان الإرهابي في الحكم، كان أبرزها ما حدث في تونس والمغرب، وكذلك الصحوة الأوروبية غير المسبوقة في مواجهة نشاط الجماعة والتصدّي له في إطار الاستراتجية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرّف، والتي أقرّها الاتحاد الأوروبي كآلية ردع، منذ نهاية العام الماضي، على وقع زيادة وتيرة الإرهاب في عدة عواصم، كان أبرزها نيس الفرنسية وفيينا.
ووفق تقارير أمنية واستخبارتية، نُشر جزء كبير منها، تناولت بحثاً معمقاً عن أسباب الصعود السريع والمنظم لحركة طالبان للحكم، هناك عدة عوامل قوية دفعت إلى ذلك وسترسم خريطة المستقبل فيما يتعلّق بالخريطة الإرهابية حول العالم وحجم الدور الذي سيلعبه كل تنظيم مقابل قوته على الأرض.
تغيير خريطة الإرهاب العالمي
ولعلّ أبرز هذه الأسباب هو تحويل بوصلة الدعم وتغيير مسارها، فبعد أن فشلت جماعة الإخوان في الاستمرار بالسلطة وتحقيق أهداف المنظومة القائمة على دعم الإرهاب، اضطرت الثانية لتغيير وجهتها نحو طالبان، التي تلقّت دعماً كبيراً خلال الأشهر الماضية.
ووفقاً للتقارير ذاتها، يأتي اسم قطر في مقدمة الدول التي قدمت -وما تزال- لحركة طالبان، بغرض تحقيق بعض الأهداف في إطار توظيف الإسلام السياسي وتيارات التطرّف لخدمة مصالح محددة، وذلك فضلاً عن تصدّر الدوحة باستضافة ودعم كافة المفاوضات التي جرت بين الحركة والإدارة الأمريكية.
نقل المرتزقة
وتعزّز التطورات الإقليمية احتمالات نقل المقاتلين والمرتزقة من دول النزاع إلى أفغانستان، خاصة مع استمرار الضغط الدولي على تركيا بسحب كافة المرتزقة الموالين لها من الأراضي الليبية تمهيداً لإقرار خارطة الطريق السياسية، وهو ما سيدفع تركيا وقطر للبحث عن ملاذ آمن لهؤلاء، بينما تؤكد تقارير أنّ تركيا بدأت بالفعل في نقل مرتزقة تابعين لها من مناطق مختلفة في العالم إلى أفغانستان بمساعدة ورعاية قطرية.
وفي مقاله المنشور بعنوان "قطر واللعبة الخطيرة في أفغانستان"، يشير الكاتب "عبد الجليل الزبيدي"، إلى مسألة الرعاية القطرية لحركة طالبان بأنّها تاريخية وممتدة وتخدم مصالح مشتركة، ويوضح أنّ "وضع الرهان على جماعات مسلّحة كـ"طالبان"، لعبةٌ أجادها القادة القطريون، وهي أشبه بالرهانات في لعبة الروليت، على الرّغم من خطورة اللعبة التي تُدار أميركياً، إلى حدّ كبير من أسفل الطاولة، وفق ما تحدّثت عنه وثائق ويكليكس، والصحافتان، الغربية والعربية، أيضاً، ووفق اعترافات قادة وكوادر من الجماعات الإرهابية بعد اعتقالهم، في كل من العراق وسوريا وليبيا ومصر.
ويشير إلى أنّ "الرعاية القطرية لهذه الجماعة المسلّحة، وذات التوجُّهات العنفية والأفكار المتشدّدة، تأتي في إطار استقطاب قادة قطر للجماعات المشابهة، واستهلتها بتنظيم القاعدة عام 1996".
ويضيف: "أبدت القيادة القطرية مهارة في الاستحواذ على بقايا أنقاض الحركات التي تتعرَّض للهزيمة عادة، أو لضغوطات ومطاردة، بهدف إعادة صياغتها وتوجيهها وتحويلها إلى ذراع من أذرعها من أجل التأثير في منافسيها، أو لإيجاد موطئ قَدَم في الأحداث الإقليمية والدولية".
ضرورة التحرّك لمجابهة الخطر
من جانبه، يرى الباحث المختصّ بالحركات المسلّحة، أحمد سلطان، أنّ التحذيرات المتعلّقة بخطورة الدور القطري في دعم الإرهاب لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار، خاصة أن الدوحة ترعى حركة طالبان بشكل علني، وتقدّم لها الدعم منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أنّ احتمالات تحوّل أفغانستان إلى مأوى للحركات المتطرّفة من شتّى بلدان العالم، باتت واقعاً وغاية في الخطورة.
وفي تصريح لـ"ليفانت"، يشير سلطان إلى الدور الذي لعبته الدوحة في استضافة كافة الاجتماعات الخاصة بالمفاوضات بين الحركة والمجتمع الدولي، وفي المقدمة كانت الولايات المتحدة، كما حرصت الدوحة على تدشين مكتب تمثيل للحركة المتطرّفة على أراضيها وتبني سياسة تهدف إلى عودتها للحكم منذ سقوطها في عام 2001.
ويوضّح سلطان أنّ التقارب القطري انعكس بشكل كبير على الحركة منذ سيطرتها على الولايات الأفغانية، في آب (أغسطس) الماضي، مشيراً إلى استمرار الرحلات القطرية منفردة إلى مطار كابل على الرغم من توقف كافة الرحلات الدولية بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فضلاً عن الترحيب الكبير من جانب الدوحة بوصول طالبان للحكم والتنسيق الفوري وتقديم المساعدة في إدارة مطار كابول.
ويؤكد سلطان أنّ قطر تلعب بالتأكيد دوراً محورياً في دعم طالبان لصالح أجندة مشتركة، وبخصوص تحول أفغانستان إلى ملاذ جديد للإرهاب، يستبعد الأمر، مشيراً إلى أنّ طالبان حركة إثنية قومية، وإن كانت دينية متشددة، ولا تؤمن بالجهاد العابر للحدود، مستشهداً في حديثه بالمراسلات التي تم تسريبها بين أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، والملا عمر، زعيم الحركة، والتي يرفض فيها الثاني هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.
ليفانت - رشا عمار
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!