الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل بالإمکان حقا الثقة بالنظام الايراني؟
حسين داعي الإسلام

إثارة الفوضى والحروب والعمل على تقويض أسس السلام والأمن والاستقرار في بلدان المنطقة والعالم، من أهم الرکائز التي يعتمد عليها نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل ضمان بقائه واستمراره ولا يمکن لهذا النظام أن يکون طرفاً في استتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم إلا بعد أن يسقط في يده ويجد نفسه مضطراً لذلك اضطراراً، کما رأى العالم في الحرب الإيرانية ـ العراقية والتي رفض فيها النظام کل الوساطات ودعوات السلام الإقليمية والإسلامية والدولية ولم يقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن تيقن من أن استمراره في الحرب سيکلفه الانهيارز

إذن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل النظام الايراني صادق حقاً في دعواته هذه ويمکن الثقة به؟

لأي تصرف أو تحرك أو موقف سياسي صادر عن النظام الإيراني، من المهم والضروري جداً الالتفات للفترة التي سبقت ذلك التحرك أو الموقف السياسي المستجد، وبناء على ذلك، فإن أسراب الحمائم البيض من طهران باتجاه العالم وأغصان الزيتون التي في مناقيرها، بدأ انطلاقها بعد أشهر من اندلاع انتفاضة 16 سبتمبر 2022، والتي فشل النظام في إخمادها وما زالت مستمرة، وبسبب هذه الانتفاضة حدثت الکثير من الأمور التي باتت تقلق هذا النظام کثيراً بل وحتى تثير مخاوفه إلى أبعد حد.

في خضم هذه الانتفاضة المستمرة التي يصرّ الشعب على الاستمرار بها حتى إسقاط النظام، فإنه قد تم وبصورة غير مسبوقة افتضاح أمر النظام ومن لجوئه إلى استخدام العنف والقسوة المفرطين ضد المنتفضين إلى جانب أن العالم قد شهد بأم عينيه کيف أن هذا النظام يعادي المرأة ويکرهها ويسعى من أجل الانتقاص من شخصيتها وکرامتها الإنسانية، حتى إن طرد النظام من لجنة المرأة جاء تجسيد لتفهم المجتمع الدولي من موقف النظام الانتقاصي من المرأة.

کما إن المواقف الإيجابية الصادرة من قبل البرلمانات والمحافل الدولية المٶيدة للانتفاضة الشعبية إلى جانب ترکيز هذه البرلمانات والمحافل الدولية على برنامج العشرة بنود لزعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي والنظر إليه باعتباره خارطة طريق لإيران ما بعد هذا النظام.

استمرار الانتفاضة وإصرار الشعب الإيراني على إسقاط النظام بالإضافة إلى التداعيات الدولية للانتفاضة وأوضاع النظام الوخيمة جعلت قادة النظام عموماً، وخامنئي خصوصاً، لا يجدون من سبيل إلى الخلاص إلا بأن يقوموا بمناورة غير عادية أشبه بتلك التي قام خميني في الحرب الإيرانية ـ العراقية وذلك من أجل ضمان الحيلولة دون انهيار النظام وتوفير فرصة له لکي يلتقط أنفاسه ويعيد تنظيم صفوفه المتلخبطة، وذلك استعداداً لانطلاقة عدوانية شريرة جديدة.

ليفانت - حسين داعي الإسلام

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!