-
هجوم جديد للتنين الأحمر.. حرب سيبرانية ودفاع عن الملكية الفكرية
تقرير مفصل
- تاريخ من السرقة
- خسائر الغرب التريليونية
- جيش الجواسيس
- سيناريو السطو يتكرر على خوادم البريد في مايكروسوفت
- الصين تنفي وأميركا والغرب يدين الهجمات السيبرانية
- روسيا ضحية الصين أيضا
- الملكية الفكرية في سطور
كان نوآم تشومسكي، المفكر الأميركي المعروف، يرى أن الصين هذا البلد الذي ينمو بسرعة سيواجه تحديات كبرى إذا ما فكّر أن يصبح قطباً عالمياً وازناً من بينها أن يتجاوز كونه مركز تجميع صناعي للعالم ويخطو بقوة ودراية نحو تأصيل وتوطين المعارف والتكنولوجيا وإلا سيبقى مصنع تجميع للغرب. لقد أدركت الصين هذه الفجوة لديها واشترطت على الشركات الغربية لمشاركتها بعض التكنولوجيا وتوطينها مقابل ميزات وتسهيلات استثمارية يسيل لها اللعاب. هجوم
لقد عززت الصين من الإنفاق على قطاعات البحث والتطوير على المستوى الحكومي والقطاع الخاص لكنها لا ترقى لحجم الإنفاق الغربي والأميركي. لكن هناك أمثلة ناجحة؛ لدينا شركة هواوي التي زادت من دعمها لمشاريع البحث والتطوير في قطاع 5G للاتصالات فوصلت إلى 18.6 مليار دولار عام 2019 و 20 مليار دولار عام 2020 وتعتبر الشركة الأولى والرائدة على مستوى العالم في مجال اتصالات شبكات الجيل الخامس وتنفيذ بنيتها التحتية.
لكن الصرف على البحث والتطوير ليس كل شيء إذا كنت تبحث عن تموضع سريع في خارطة العالم الجديد وكسر للقطبية الواحدة التي فرضها العم سام بعد الحرب العالمية الثانية، يصبح الوقت مشكلة وعائقا. يمكننا القول نوعاً ما أن الصين متأخرة عن الغرب تكنولوجياً بسنوات في قطاعات معينة في التكنولوجيا العالية وبعض الجوانب في الصناعات الثقيلة والتحويلية وتنافس في قطاعات أخرى كانت للقرصنة دور في ذلك في مجتمع يعمل بجد وتنظيم يستطيع تسخير هذه المعارف بشكل ممتاز بسرعة قياسية.
ومع ذلك وبالإضافة للتعلم الذاتي وتطوير الكفاءات المحلية، كان لابد للصين من العمل بشكل غير شرعي لسد هذه الفجوة التكنولوجية ونقص الخبرات والمعارف في بعض المجالات. لقد انتهجت سياسة صبورة في التجسس بعيد المدى الذي يراكم باضطراد أكواماً هائلة من البيانات والمعلومات السروقة في مختلف القطاعات ومن دول مختلفة. تنبّه العم سام منذ منتصف التسعينات ولم تقم الإدارات المتعاقبة بخطوات جادة كعقوبات أو منع/ تقنين الإيفادات الجامعية للطلبة الصينيين، لكن يمكننا القول أن حرباً باردة ناعمة بين الطرفين كانت قد بدأت كنا نشاهد آثارها في السينما الأميركية وإظهار تجاوزات الصين أو كوريا الشمالية كدول شر تنتهج القرصنة التكنولوجية. هجوم
إذا، في صراع مستعر لسرقة براءات الاختراع والتكنولوجيات العالية؛ تسعى الصين باستماتة لتحصيل هذه المعارف بطرق غير شرعية، بالتجسس التقليدي والأشهر في السنوات الأخيرة التجسس السيبراني من خلال استخدام فرق من القراصنة الصينيين يعملون برعاية الحزب الشيوعي الصيني أو وزارة أمن الدولة MSS التي تجنّدهم في الصين وأنحاء العالم. منذ عدة أيام ظهرت للعلن إدانة عالمية غير مسبوقة بالمباشرة والصراحة للقوى الكبرى بحق الصين واتهام مباشر بأنها كانت مسؤولة عن هجمة وعملية قرصنة ضخمة طالت خوادم البريد الإلكتروني في شركة مايكروفوست وأكثر من 30 ألف كومبيوتر حول العالم.
منذ عام 2014 لم يحدث أن قامت الصين بمثل هذا الهجوم واسع النطاق؛ آنذاك استطاعت قرصنة ما يقارب 22 مليون ملف أمني من "المكتب الأميركي لإدارة شؤون الموظفين" ما منحها فهماً لكيفية حفاظ الموظفين على أسرار الدولة.
لقد قدّرت الحكومة الأمريكية الحجم الإجمالي للملكية الفكرية التي سرقتها الصين خلال السنوات الأربع بين 2013 و2017 ب 1.2 تريليون دولار، نعم إنه رقم كبير جداً وهذا فقط خلال أربعة أعوام بينما عمليات القرصنة والتجسس الصناعي والتكنولوجي منه على وجه التحديد بدأت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.
في شهر آذار/ مارس عام 2018، قاد مكتب التمثيل التجاري في الولايات المتحدة تحقيقات استمرّت لأكثر من سبعة أشهر حول سرقة الملكية الفكرية الخاصة بشركات أميركية من قبل جهات وكيانات صينية، كانت النتيجة خسائر تجاوزت مئات المليارات من الدولارات بسبب هذه الانتهاكات حيث نسخت الصين براءات الاختراع بلا حسيب أو رقيب لتعيد بيع المنتجات بأسعار رخيصة وجودة متدنية ما سبب خسائر فادحة للشركات المطوّرة التي تدفع مئات ملايين الدولارات على البحث والتطوير.
بعد تحقيقات مطولة، توصّل المكتب إلى أن خسائر الولايات المتحدة السنوية تراوحت بين 225 مليار دولار و600 مليار دولار، وهي بيانات جاءت متماشية مع تقرير صدر 2017 عن لجنة سرقة الملكية الفكرية الأميركية. وفي الغضون، قدّرت لجنة سرقة الملكية الفكرية قيمة الأسرار التجارية التي سُرقت من الولايات المتحدة من قبل الصين ما بين 180 مليار دولار و540 مليار دولار سنوياً. في ذلك الوقت أمر الرئيس الأميركي ” دونالد ترامب”، المعروف بتشدده تجاه الصين، بفتح تحقيق في آب/ أغسطس 2017 حول مزاعم انتهاك الصين لحقوق الملكية الفكرية الأميركية، تزامن الإجراء وسط مطالبات من أكبر الشركات من البلدين ولاسيما شركات التكنولوجيا الكبرى للدولتين بتسوية الخلافات فيما بينهما.
لقد كانت أهم شروط المباحثات التجارية الماراتونية مع الصين في عهد إدارة ترامب، مسألة توقيع وقبول الصين الأوراق المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، وتوقفها عن عمليات النسخ والقرصنة وعمليات التجسس التكنولوجية، لكن بكل الأحوال لم يتم الاتفاق التجاري بين الطرفين رغم حصول تفاهمات بينية في جوانب محددة.
سنعود إلى شهر آب أغسطس 2020، إحدى القضايا الأخيرة التي جرى الحديث عنها، عندما اتّهم مدّعون أميركيون اثنين من المتسللين يعملان مع وزارة أمن الدولة في جمهورية الصين الشعبية باستهدافهم صناعات عالية التقنية في 11 دولة، وتضمنت الأهداف شركات تطوير لقاحات وعلاجات لكوفيد19."usembassy.gov"
استمرت حملة القرصنة هذه لأكثر من عقد واستهدفت التصنيع عالي التقنية والأدوية والدفاع وقطاعات أخرى في دول، مثل الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا واليابان وإسبانيا وكوريا الجنوبية والسويد والمملكة المتحدة. هجوم
The Chinese Communist Party is seeking to build its military by exploiting American research institutions, academia, and private firms for their key technologies. Learn more about #MilitaryCivilFusion: https://t.co/Kh6Zfeviyv. pic.twitter.com/7cLf2Kg3UU
— Department of State (@StateDept) July 22, 2020
تعاني الشركات الأميركية من السياسة التي تتبعها الحكومة الأميركية مع مشروعات الأعمال التكنولوجية الأمريكية منذ سنوات طويلة، إذ تجبر وزارة التجارة هذه الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا على عقد شراكات مع أطراف صينية، حتّى يتسنى العمل في الصين لما له من ميزات على مستوى انخفاض الضرائب وقلة تكلفة إنتاج المنتج. يعود ذلك إلى أنّ الغرفة التجارية الأميركية، وهي أكبر التكتلات التجارية في الولايات المتحدة، تعتقد بأنّ “الشركات الأميركية لابد أن يكون لها الحق في الدخول إلى السوق الصينية، كما هو الحال بالنسبة للشركات الصينية العاملة في الولايات المتحدة. وترى أن العائد من دخول السوق الصينية يحتاج بعض التضحيات في الموافقة على بيع بعض الرخص الإبداعية الفكرية في عالم التكنولوجيا والصناعة ضمن برامج محددة.
هناك محددات تبقى موجودة بخصوص بيع أنواع ومستويات التكنولوجيا من قبل الدول الغربية، لذلك تبقى الصين في سعي دؤوب لتحصيل الأسرار التقنية وآخر الاختراعات والأبحاث، الأمر الذي يؤكده مجدداً الهجوم السيبراني الصيني الذي ضرب خوادم البريد لـ Microsoft Exchange شركة مايكروسوفت، في محاولة لسرقة معلومات تقنية وصناعية كما جاء في تقرير FBI الأمر الذي جعل أميركا وحلفائها يدينون بشدة هذا الانتهاك للفضاء السيبراني بهدف الحصول على معلومات حساسة. لقد اتهمت إدارة بايدن الصين بشكل صريح بقيامها بقرصنة أنظمة البريد الإلكتروني لدى شركة مايكروسوفت. وساند حلفاء الولايات المتحدة بالإدانة الصريحة للصين وهم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي موجهين أصابع الاتهام أيضا لفرق القرصنة التي ترعاها الدولة الصينية والتي تعمل مع وزارة أمن الدولة بجمهورية الصين الشعبية (MSS).
النفي والإدانة.. "أميركا بطلة الهجمات الخبيثة"
اليوم لم تقف السلطات الصينية مكتوفة تجاه هذا الاتهام، وعلى اعتبار أن الأدلة غير موجودة حسب زعمها، فقد أدانت بشدّة، أمس الثلاثاء 7/21/2021، الاتّهامات الموجّهة إليها من الولايات المتّحدة وعدد من حلفائها بالوقوف خلف هجوم إلكتروني استهدف خوادم البريد الإلكتروني لشركة مايكروسوفت، متّهمة واشنطن بأنّها "بطلة العالم في الهجمات الإلكترونية الخبيثة".
نفى التنين الآسيوي مسؤوليته عن هذه الهجمات الإلكترونية معتبراً على لسان سفارته في نيوزيلندا أنّ الاتهامات لا أساس لها وغير مسؤولة على الإطلاق" و"من دون أدلة". بدورها، أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة، أول أمس الاثنين، في حملة منسّقة، الأنشطة الإلكترونية "الخبيثة" التي تقوم بها بكين واتّهموها بالوقوف خلف القرصنة واسعة النطاق التي استهدفت، في آذار/ مارس المنصرم، خدمات "أكسشانج" للمراسلة لمجموعة مايكروسوفت."AFP"
هذه المرة كان الرد مختلف، أكثر جدية ومباشرة، الولايات المتحدة والاتّحاد الاوروبي وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي واليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلندا دعوا، أمس الاثنين، في بيانات منفصلة لكن متزامنة الصين إلى التصرّف "بشكل مسؤول" في الفضاء السيبراني. وتعتبر هذه الخطوة أكبر إدانة للأنشطة الإلكترونية الصينية حتى الآن. غير أنها لا تترافق مع إعلان فرض عقوبات وهو أمر ليس بالسهل حيث مصالح تجارية وصناعية أميركية وأوروبية فاعلة في الصين.
كان جو بايدن واضحاً في اتّهمه السلطات في الصين بـ"حماية" منفذي هذه الهجمات، وحتى "تأمين وسائل لهم لتنفيذها"، فإنّ الحكومة الصينية "تستعين بقراصنة معلوماتية مجرمين" لشنّ هجمات سيبرانية في مختلف أنحاء العالم. بينما اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن "سلوك الصين غير مسؤول ويتسبب باضطرابات ويزعزع استقرار الفضاء السيبراني، الأمر الذي يشكل تهديداً كبيراً للاقتصاد والأمن" لدى الولايات المتحدة وشركائها.
ويرى بلينكن أن القراصنة يسببون خسائر للدول صاحبة الامتيازات الفكرية بمليارات الدولارات بسبب عمليات السرقة أو الابتزاز ولا يجب على الصين أن تحمي قراصنة على أراضيها وهناك إرشادات واضحة وضعها المجتمع الدولي لما يمكن أن يشكّل تصرفاً مسؤولا وتستمر الولايات المتحدة بالعمل مع شركائها لحماية الفضاء السيبراني. "AINNEWS"
ما تزال الولايات المتحدة الأميركية تبحث عن الإجراءات الأمثل للدفاع والهجوم ضد هجمات الصين التي لا تقارن بتلك الروسية المتطورة، ففي هجومها على أنظمة مايكروسوفت كانت قد استغلت ثغرة لم تكتشفها مايكروسوفت وقامت بعمليات التجسس ما قوّض الثقة بنظام مايكروسوفت.
لقد مضى أشهر من البحث والدراسة قبل أن تعلن إدارة بايدن بثقة أن عملية اختراق خوادم بريد مايكروسوفت جرى بطلب وإشراف وزارة الأمن الصينية. ما يمكن ملاحظته أن إدارة بايدن تمشي في نهج الانعزالية الترامبي وتضع الصين خطراً أول والملفات المشتركة أولوية، وتترك للاعبين إقلميين الإشراف على حلحلة مشاكل العالم في بؤر النزاعات بينما تشرف من وتنسق من وراء الكواليس في الخطوات الكبرى.
التجنيد
تتهم الإدارة الأميركية الصين بأنها دفعت لجماعات إجرامية للقيام بعمليات اختراق لعشرات الآلاف من الأجهزة والكومبيوترات حول العالم، ضمناً عمليات الابتزاز من خلال برامج الفدية. وتتم هذه العمليات بإشراف الحزب الشيوعي الصيني من خلال تجنيد وتحفيز المواطنين الأجانب والصينيين في الخارج الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والمعلومات الحساسة وأصحاب الخبرات في مجال الأمن والاتصالات وأنظمة التشفير والاختراق.
يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية 360 ألف طالب صيني هم من خيرة طلاب الصين المبتعثين إلى الخارج، وفي السياق، يعبر السيناتور الجمهوري توم كوتون عن مخاوف الجمهورين في أميركا من استقدام الطلاب الصينيين للدراسة في الجامعات الأميركية، ولاسيما الدراسات العليا، وطالب بحظرهم أو تقنين الأمر لكي لا يشمل فروع التكنولوجيا العالية والعلوم لأنهم سيسرقون الأفكار المبتكرة.
في تقريرها، تقدم الخارجية الأميركية بعض الأمثلة. يقول راي إن هونججين تان، وهو مواطن صيني ومقيم قانونيًا في الولايات المتحدة، تقدم بطلب لبرنامج التوظيف البارز لخطة آلاف المواهب التابعة للحزب الشيوعي الصيني وتعهد بـ"استيعاب" و"استيعاب" التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
عندما ترك وظيفته في شركة بترول مقرها أوكلاهوما، في ديسمبر 2018، سرق تان أكثر من مليار دولار من الأسرار التجارية. أقر تان بأنه مذنب في السرقة ونقل الأسرار التجارية، وحكم عليه بالسجن لمدة 24 شهرًا.
في يونيو، أُدين هاو تشانغ ، وهو مواطن صيني يبلغ من العمر 41 عامًا، بالتجسس الاقتصادي بتهمة التآمر مع الموظف السابق في شركة Avago Wei Pang لسرقة الأسرار التجارية.
آخرون هم في جيش التحرير الصيني، كيانكينغ يي، هي ملازم في جيش التحرير الشعبي أرسلت وثائق إلى الصين أثناء دراستها في أقسام الفيزياء والكيمياء والهندسة الطبية الحيوية بجامعة بوسطن."الخارجية الأميركية"
لقد عرّفت عن نفسها على أنها طالبة في طلب التأشيرة وأخفت انتمائها العسكري. وهي تواجه اتهامات تشمل العمل كوكيل لحكومة أجنبية.
الهجوم الأخير.. مايكروسوفت في فم التنين.. التفاصيل
في حملة تجسس واسعة استُغلت أربعة نقاط ضعف مكتشفة سابقاً في برامج Microsoft Exchange استهدف القراصنة المدعومون صينياً ما يقارب 30000 جهاز حاسوب على الأقل تابعة لمؤسسات في الولايات المتحدة ومئات الآلاف من جميع أنحاء العالم. وحددت Microsoft المجموعة التي تقف وراء الاختراق على أنها جهة فاعلة ماهرة مدعومة من الحكومة الصينية تعمل من داخل الصين تسمى Hafnium.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد وزارة أمن الدولة الصينية (MSS) أيضًا باعتبارها الطرف الذي يقف وراء سلسلة من الأنشطة السيبرانية الخبيثة التي تم تتبعها تحت الألقاب "APT40" و"APT31"، حيث عزت المملكة المتحدة مسؤولية (MSS) لاستهداف الصناعات البحرية ومقاولي الدفاع البحري في الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك لتنفيذ الهجوم على البرلمان الفنلندي في عام 2020. "Thehackernews"
أيضا، أمس الاثنين، 7/2021، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ووكالة الأمن القومي (NSA)، وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية (CISA) بإصدر و استشارة حول أكثر من 50 تكتيك وتقنية والإجراءات المستخدمة من قبل APT40 وغيرها الصينية الجهات الفاعلة السيبرانية التي ترعاها الدولة.
وعلى صعيد متصل، اتهمت وزارة العدل الأميركية (وزارة العدل) أربعة قراصنة تابعين لوزارة أمن الدولة الصينية MSS مجموعة APT40 بشأن حملة متعددة امتدت لسنوات تستهدف الحكومات والكيانات الأجنبية في البحرية والطيران، والدفاع، والتعليم، وقطاعات الرعاية الصحية في أقل من عشرات البلدان لتسهيل سرقة الأسرار التجارية والملكية الفكرية والمعلومات عالية القيمة.
بشكل منفصل، أعلن المركز الوطني للأمن السيبراني NCSC أن مجموعة تعرف باسم "APT10" تصرفت نيابة عن MSS لتنفيذ حملة إلكترونية مستدامة تركز على مزودي الخدمات على نطاق واسع بهدف السعي للوصول إلى الأسرار التجارية وبيانات الملكية الفكرية في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
إقرأ المزيد: جيف بيزوس ينطلق سائحاً إلى الفضاء
وأبدت لندن الصرامة نفسها. فأكد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن "على الحكومة الصينية أن تضع حدًّا للتخريب الإلكتروني المنهجي (الذي تمارسه) وينبغي محاسبتها إذا لم تقم بذلك".
وأعلن حلف الأطلسي أنه "أخذ علما" بالتصريحات الأميركية والبريطانية في شأن الصين مبديا "تضامنه" معهما. وكشف القضاء الأميركي توجيه اتهامات الى أربعة قراصنة صينيين، بينهم ثلاثة "موظفين في وزارة أمن الدولة" متهمين بالتسلل إلى أنظمة شركات وجامعات وحكومات بين 2011 و2018 بهدف سرقة بيانات أو تكنولوجيا أو أسرار صناعية. وترتبط المعلومات المسروقة بدول عدة بينها ألمانيا وأندونيسيا بآليات مستقلة ومعادلات كيميائية وتكنولوجيات تسلسل جيني، وفق وزارة العدل الأميركية.
روسيا ضحية السارق الصيني
في تموز 2020، أعلنت شركة "روستيخ" الروسية التي توفر الأنظمة الدفاعية للدولة الروسية موقفاً علنياً نادراً يشير إلى تصدع العلاقة بين روسيا والصين، فكان تصريحها يتّهم الصين بنسخ المعدات العسكرية والأسلحة الروسية بطريقة غير قانونية
"يطرح نَسْخ معداتنا بلا إذن في الخارج مشكلة هائلة. سُجّلت 500 حالة مماثلة في آخر 17 سنة، حيث أقدمت الصين وحدها على نسخ محركات الطائرات، وطائرات "سوخوي"، وطائرات الشحن، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ الدفاع الجوي المحمولة، ونظائر الأنظمة المتوسطة المدى أرض– جو "بانتسير". يفغيني ليفادني، رئيس قسم مشاريع الملكية الفكرية في الشركة
كان يشير ليفاديني إلى سرقة الملكية الفكرية من الجانب الصيني، بعدما باعت روسيا ستة أنظمة مضادة للطائرات "إس-400" و24 طائرة مقاتلة "سو-35" مقابل 5 مليارات دولار للصين في عام 2015. يُعتقد إن الصين استفادت من التكنولوجيا الروسية حين أصدرت، في 2017، خامس جيل لها من مقاتلات "تشنغدو جي-20" التي تتفوق على مقاتلات "سو-57" من الناحية التقنية.
كذلك، يُشتبه في أن الصين استوحت من الطائرات المقاتلة "سو-27" وأنظمة الصواريخ الروسية "إس-300" التي اشترتها في التسعينيات لتصنيع طائراتها المقاتلة "جيه-11" وصواريخ أرض-جو "إتش كيو-9". لكن لا يبدو أن عقوبات ما تلوح بالأفق على الصين على غرار عقوبات لحقت بروسيا على خلفية ملف هجوم "سولار ويندز" الذي استهدف وكالات فيدرالية وشركات أميركية
في إيجاز عن الملكية الفكرية
صدر قانون في مدينة البندقية الإيطالية ينظم حماية الاختراعات في العام 1474، ونصّ على منح حق استئثاري للمخترع، أما نظام حق المؤلف فيرجع إلى اختراع الحروف المطبعية والمنفصلة والاَلة الطابعة على يد يوهانس غوتنبرغ عام 1440. من هذين الحدثين يمكن القول إن بذور حقوق الملكية الفكرية قد بدأ الالتفات لها بجدّية. بطبيعة الحال وكل شي محكوم بالتطور وصلنا إلى نهاية القرن التاسع عشر، وبدأت عدة بلدان ترى بضرورة وضع قوانين تنظم الملكية الفكرية.
لقد وُقّعت معاهدتان تعتبران الأساس الدولي لنظام الملكية الفكرية هما: اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية 1883 واتفاقية برن 1886 لحماية المصنفات الأدبية والفنية. ويرمي نظام الملكية الفكرية كما ورد في موقع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، إلى إرساء توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام، وإتاحة بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار.
والملكية الفكرية تشير إلى إبداعات العقل ونتاج فكر الإنسان من اختراعات، ونماذج صناعية ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات ورموز وأسماء وصور مستخدمة في التجارة. والملكية الفكرية محمية قانونًا بحقوق، منها مثلًا البراءات وحق المؤلف والعلامات التجارية التي تمكّن الأشخاص من كسب الاعتراف أو فائدة مالية من ابتكارهم أو اختراعهم.
اقرأ المزيد: Nokia تفوز بأول عقد لشبكة 5G في الصين
جدير بالذكر أن إدارة بايدن أصدرت، في بداية مارس/ آذار الجاري، بعد شهر ونصف من بدء عملها، وثيقة "التوجيه الإستراتيجي المؤقت لإستراتيجية الأمن القومي"، التي تتضمن توجهات الإدارة الجديدة لوكالات الأمن القومي حتى تتمكن من العمل على مواجهة التحديات العالمية. جاء ذكر الصين 15 مرة في الوثيقة التي لم تتعد 20 صفحة من الحجم الصغير، ولم تأت على ذكر روسيا إلا 5 مرات. وأشارت الوثيقة إلى ضرورة تأهب الولايات المتحدة لمخاطر الصين، بالقول "يجب علينا أيضا أن نتأهب لحقيقة أن توزيع السلطة في جميع أنحاء العالم يتغير، مما يخلق تهديدات جديدة".
وذكرت الوثيقة أن الصين على وجه الخصوص أصبحت وبسرعة أكثر حزماً وتصميماً، وهي المنافس الوحيد القادر على الجمع بين القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، وتحدي النظام الدولي المنفتح والمستقر.
المصادر
_ Usembassy.gov
_ Afp
_ AINNEWS
_ Thehackernews
ليفانت نيوز _ خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!