-
هجرهم النظام.. فقرروا تهجير أهالي عفرين: غرباء يرفضون عودتهم وتسليمهم بيوتهم!
خرج مساء الإثنين، مجموعة من الغرباء، الذين قدموا وسكنوا في عفرين، عقب ما سمي بـ "عملية غصن الزيتون" التركية، التي أدت إلى تهجير الغالبية العظمى من سكان عفرين الأصليين الكُرد.
حيث تجمهر هؤلاء الغرباء، الذين يُطلق عليهم أهالي عفرين لقب "المستوطنين"، نتيجة مجيئهم برفقة مسلحي المعارضة السورية المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، عقب احتلال المنطقة الكُردية، واستقدام عشرات الآلاف منهم، من مناطق سورية عديدة، خاصة أرياف دمشق وحمص وحماه وحلب ودير الزور وغيرها.
وجاء تجمهر الغرباء القاطنين في عفرين، نتيجة اعتراضهم على قرارات من محكمة المدينة، تجبرهم على اخلاء البيوت التي قاموا بالاستيلاء عليها، عقب أن جاءوا إلى عفرين، والذي كان مترافقاً مع تهجير سكانها الكُرد، بفعل الحرب الواسعة التي شهدتها المنطقة، واستمرت لمدة شهرين تقريباً.
اقرأ أيضاً: "مجزرة جنديرس".. كيف أصبحت المُعارضة المسلحة نسخة للنظام بـ"عفرين"؟
وعقب احتلال تركيا لـ عفرين، عاد بعض الأهالي الكُرد فوراً إلى بيوتهم، وحاولوا استعادتها، وتمكن بعضهم من ذلك، فيما أخفق آخرون، نتيجة ارتباط كثير من القاطنين الجدد الغرباء، بمسلحي المعارضة السورية، واستقوائهم بسلاح الفصائل وحليفهم التركي، الذي كان يشجع ضمناً هذه السياسات الرامية إلى التنكيل بالكُرد وتهجيرهم.
وخلال 6 سنوات من عمر احتلال المنطقة، عاد بشكل دوري بعض المهجرين الكُرد، من مختلف المناطق السورية وخارجها إلى عفرين، لمحاولة استعادة منازلهم وأملاكهم، وهو ما تم مواجهته في معظم الحالات بالعنف والترهيب من قبل الغرباء، الذين يرفضون إخلاء البيوت، بحجة أنهم مهجرون من بيوتهم التي تقع في مناطق يسيطر عليها النظام السوري.
والغريب في القضية، إن هؤلاء الغرباء عن عفرين، يؤكدون أن النظام السوري هجرهم نتيجة معارضتهم له، ويعتبرون النظام مجرماً وساعياً لتغيير ديموغرافية المناطق ذات الكثافة السكانية السنية في دمشق وحمص وغيرها، لكنهم يمارسون في الوقت نفسه ذات السياسات، ويرفضون عودة الكُرد إلى بيوتهم، ويطلقون على كل المُهجرين من عفرين، صفة التبعية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" أو "وحدات حماية الشعب"، لتبرير الاستيلاء على ممتلكاتهم، والتبرير لأنفسهم امتناعهم عن إعادة الحقوق إلى أصحابها.
وبجانب عمليات الاستيلاء على البيوت، تسعى تركيا إلى تغيير ديموغرافية عفرين، عبر بناء عشرات القرى والتجمعات السكانية، التي يعتبرها أهالي عفرين الأصليون الكرد، بانها "استيطانية"، وتهدف إلى ترسيخ التغيير الديموغرافي في المنطقة، والقضاء على خصوصيتها الكردية، التي كانت تعرف بها منذ قرون على أقل تقدير.
وخلال مظاهرة الإثنين، قال أحد الغرباء المعترضين على قرار تسليم البيوت لأصحابها الأصليين الكُرد: "نحن اليوم طلعنا بمظاهرة ووقفة احتجاجية من جميع المحافظات السورية، المتواجدين بمدينة عفرين، ضد قرارات المحكمة، ورئيس النيابة نيروز القاضية نيروز التي كانت عميلة للبي كي كي، بإخلاء المنازل من المهجرين ورميهم بالشوارع".
ولا يعتبر اتهام المتظاهر الغريب، للقاضية الكردية بأنها منتسبة لحزب مُعين، إلا في إطار محاولاته ومن معه، النيل من شخصها، وسلبها الحق في الدفاع عن نفسها، رغم أن مصدراً حقوقياً من عفرين، قد أكد لـ ليفانت نيوز، بأن "نوروز وكيلة نيابة، وليست قاضية، وليس لها صلة بإصدار القرارات، التي صدرت عن رئيس محكة بداية الجزاء بعفرين".
وبالعودة إلى مظاهرة الإثنين، أردف المتظاهر الغريب: "في معانا مقاطع فيديو نثبت بها هذا الأمر، أخلت نوروز عائلة وصارت معطية قرارات إخلاء لأكثر من 150 منزل ضمن مدينة عفرين للمهجرين".
وتابعاً مستفسراً: "نحن لوين بدنا نروح؟ إحنا كمهجرين؟ تركنا بلادنا؟ لوين بدنا نروح؟ إذا نيروز عميلة البي كي كي، عم تعطي قرارات أخلاء؟"، وأكمل: "مطالبنا لجميع الجهات الرسمية، ولكل من يضع يده ع الشمال المحرر، لنا مطلبان لا نرجع عنهم أبداً، نائب رئيس المجلس المحلي محمد شيخ رشيد، والقاضي نيروز، إما هم يظلون بعفرين ونطلع نحن، وإما نظل نحن ويطلعون هم من عفرين، لا نرضى أبداً أن تحكمنا عملاء البي كي كي، القاضية نيروز ومحمد شيخ رشيد".
وتجاهل الغريب أنه ليس لأهالي عفرين، صلة بمن هجرهم من مناطقهم، وهو النظام السوري الذي يدعون على الدوام بأنهم يسعون إلى إسقاطه، وهو ما بات أقرب إلى المستحيل، عقب خروجهم من مناطقهم في أرياف دمشق وحمص وحماه وحلب، ولجوئهم للتوطين في عفرين، على حساب أهالها الأصليين.
ليفانت-متابعة
تحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!