-
نيجيرفان بارزاني: القضية الكردية مشكلة كبرى وحلها هام لإرساء السلام في المنطقة
أكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، أن ما يحدث في المنطقة هو نتيجة لخطأ قديم وللخريطة الجيوسياسية بعد الحرب العالمية الأولى، مشيراً إلى أن حل القضية الكردية جزء هام لتحقيق السلام في المنطقة.
وخلال إلقاء كلمة له في اليوم الثاني لملتقى "الأمن والسلام في الشرق الأوسط" المنعقد في الجامعة الأمريكية في مدينة دهوك بإقليم كردستان، أكد بارزاني أن الأمن في الشرق الأوسط موضوع هام جداً للمنطقة والعالم، وإن قضايا الشرق الأوسط لم تؤزم العلاقات بين بلدان المنطقة فقط، إلا أنها ربما أصبحت تشكل تهديداً على الدول الكبرى والعالم أيضاً.
كما نوّه بارزاني أن ما يحدث في المنطقة هو نتيجة لخطأ قديم وللخريطة الجيوسياسية بعد الحرب العالمية الأولى، التي تركت مجموعة من المشكلات السياسية في المنطقة دون حل، ومنها القضية الكردية، وأن القضية الكردية مشكلة كبرى، وحلها جزء هام لإرساء السلام في المنطقة، عدا عن ظهور مشكلات لبعض المكونات الأخرى، بعد الحرب.
فيما أكد نيجيرفان بارزاني أن ما أضعف آلية الحل السلمي نهائياً في المنطقة، هو الخلافات المذهبية، كما أن فقدان ثقافة التسامح والعيش المشترك، كان من المسببات الأخرى لتلك المخاوف التي يثيرها التناول المتعصب للمذهبية، وعقلية الثأر القديمة التي تم تشجيعها بشكل متقصد، لتصبح أرضية مناسبة لتأجيج الحرب على السلطة في المنطقة.
وأكد أن الحرب ضد داعش صنعت تحالفاً دولياً قوياً، وجعلت الكثير من المشكلات في المنطقة تتراجع، وأضاف: "إلا أن القراءة الخاطئة للمؤشرات والثقة السابقة لأوانها بأن داعش قد تم إنهاؤه بشكلٍ نهائي، تسببت في لين التحالف الدولي وأججت المشكلات الأخرى، وما زالت تشكل خطراً على المنطقة والعالم. المشكلة الرئيسية هي أن الكل يريدون إنهاء الحروب بالتفوق العسكري والميداني، وليس بالتفاهم والتفاوض السياسي، لذلك لا تزال فرص الحوار ضعيفة لعلاج هذه المشكلة".
كما تطرق بارزاني إلى الأزمة العراقية الحالية والحلول التي يجب تصاغ للخروج منها، قائلاً: "حسب تقديرنا فإن الطريق الوحيد لحل المشكلات، هو الحوار وخطة العمل السياسي، هؤلاء الذين يعادون ويتحاربون بين بعضهم، يجب أن يجتمعوا معاً لإيجاد الحل. الأحقاد والمعاندة والقوة لا تنهي مشكلات أي شعب، والناس لن يتراجعوا عن مطالبهم، ولن يملوا من المطالبة بها، الحرب والنزاعات المسلحة لا تحل أي قضية، ومهما طالت مدتها سيعودون مجدداً إلى طاولة المفاوضات، ويتوصلوا لتفاهم واتفاق مشترك".
وأضاف: "إننا نرى أن ذلك الاستقرار في مصلحة شعب كردستان، ولمصلحة العراق. بغداد هي عمق استراتيجية إقليم كردستان، ويجب أن تكون مكتسباتنا وحقوقنا الدستورية محفوظة ضمن إطار سيادة العراق. شعوب ومكونات العراق تستحق أن تعيش في وضع أفضل، وعلى مراكز السياسة الراقية النظر بجدية لرسالة المواطنين وأن يكون لديهم رداً جديراً بالثقة، لأننا كنا في بغداد وحاولنا بكل قوة أن نفكر في حل حقيقي وجدي، للتوصل لحل يوازي حجم الاحتجاجات وغضب الشعب. تلك مسؤوليتنا جميعاً، ولا أحد يستطيع أن يتهرب من تلك المسؤلية إزاء العراق".
ونوّه أن الحرب والتسلح يكلف بلدان الشرق الأوسط ميزانية ومالاً كثيراً، وأضاف: "بتلك النقود وبالروح الداعية للسلام، والعيش المشترك، كان الشرق الأوسط سيصبح من الأمن الأكثر تقدماً في العالم، وإننا في إقليم كردستان حاولنا كثيراً ودفعنا ضريبة كوننا لم نكن جزءاً من أي حرب، حاولنا أن نبقى نواةً للتهدئة، لنستطيع مساعدة أولئك الذين يهربون من الحروب. من المهم جداً أن نبقى كلنا موحدين في موقفنا ضمن هذه الاستراتيجية في إقليم كوردستان، علينا أن نقول أيضاً إنه يوجد هذا الموقف الموحد في إقليم كوردستان الآن حول ذلك، وهذا محل فخر وتقدير لنا".
كما أكد أنه يجب أن يمد العالم والمجتمع الدولي يد المساعدة للعراق، لإحلال السلام والهدوء في العراق والشرق الأوسط، وإنهاء الحروب والأزمات.
وأشار أن: "الماضي أثبت أنه إذا كان الشرق الأوسط مليئاً بالمشكلات والأزمات، فسيكون مصدراً للتهديد على أمن العالم، لذا هذا ليس واجبنا وحدنا. ربما هو واجب دولي،: ومن هنا إننا في إقليم كردستان كما كنا دائماً، مستعدون لكل ما يقع على عاتقنا لإرساء السلام والاستقرار، لذا نطمئن أصدقاءنا وإخواننا في العراق، بأننا سنفعل ما باستطاعتنا من أجل الاستقرار والسلام في العراق. إقليم كوردستان مستعد ويرى مشكلات العراق وكأنها مشكلاته، ومستعد لمساعدة العراق للخروج وضعه الحالي".
ليفانت-روادو
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!