الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • نشطاء يحذرون.. الجولاني يُمهد لمجزرة جديدة ضد الدروز في إدلب

نشطاء يحذرون.. الجولاني يُمهد لمجزرة جديدة ضد الدروز في إدلب
الجولاني / ليفانت نيوز

مع كثرة المضايقات التي يتعرض لها سكان جبل السماق ذو الاغلبية الدرزية، من قبل الحزب التركستاني الإرهابي الذي يأتمر بأوامر " هيئة تحرير الشام" النصرة سابقاً، شهدت قرية "كفتين" في ريف ادلب الشمالي جريمة مروعة راح ضحيتها رجل وزوجته من الطائفة الدرزية.

ومع مرور ساعات على الجريمة إلى الآن لم يعرف مرتكب هذهِ الجريمة البشعة إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط "الحزب التركستاني" خاصةً بعد ما مارسوا تحرشات ومضايقات على سكان جبل السماق ذو الاغلبية الدرزية.

مضايقات وتحرشات بحق دروز إدلب

وكثرت المضايقات التي يتعرض لها سكان جبل السماق ذو الاغلبية الدرزية في الآونة الأخيرة، بعدما أقدم عناصر ينتمون إلى الحزب التركستاني الإرهابي يترويع وإرهاب الأهالي في قرية قلب لوزة، حيث أقدم عنصر من عناصر هذا الحزب التكفيري على دخول إحدى مساجد قرية "قلب لوزة"، وصرخ على أعلى صوته مردداً " الدروز كفار، الدروز كفار".

وبحسب شهود عيان، ما إن انتهى من ترديد تلك الكلمات الطائفية، حتى قام بسحب سلاحه وتوجيههِ بتجاه من هم بالمسجد، ولولا تدخل البعض ونزع سلاحه، لقام بارتكاب مجزرة بحق من هم في المسجد.

وسبقت هذهِ الحادثة حوادث أخرى تعرض لها سكان القرى الدرزية، ومنها ترويع الأهالي وضرب رجل داخل منزله، وتحرشات بالنساء أثناء عبورهن في الطرقات.

رسائل سياسية أكثر من كونها دينية

لطالما تغنت تلك الفصائل التكفيرية بالخطاب الديني المتشدد، وتحكيمها الشريعة الإسلامية كما تدعي لكن هذهِ المضايقات التي تتعرض لها الطائفة الدرزية في إدلب، ليست كما يظن البعض من أجل الدين أو ما شابه ذلك، بل هي رسائل سياسية نديَّة لأهل السويداء على وجه الخصوص، قد سبق لهذهِ المضايقات التي حصلت في قرية "قلب لوزة "، مجزرة مروعة في القرية نفسها حدثت في صيف 10 يونيو من العام 2015 وراح ضحيتها 40 مدنياً من الطائفة الدرزية على يد عناصر "جبهة النصرة".

بقيادة "سفينة التونسي" 

ولم تكن هذهِ المجزرة بطابع ديني، بل كانت رسالة سياسة بحتة إلى أهل السويداء إذ تزامنت "مجزرة قلب لوزة" مع الهجوم على مطار الثعلة في السويداء، وليست المجزرة محض الصدفة، حيث وقعت المجزرة في 10 حزيران 2015، أيّ بالوقت نفسه الذي تم الهجوم فيه على مطار الثعلة في السويداء إذ أن المطار في وقتها تعرض إلى هجوم من قبل الفصائل الثورية المعارضة العاملة في الجنوب السوري.

ولم يتدخل وجهاء السويداء حينها، بحكم أن المطار تابع للنظام السوري، لكن بعد وقوع مجزرة "قلب لوزة"، تغيرت الآراء وقد أوصل الجولاني رسالة إلى أهل السويداء، تقتضي بعدم سقوط المطار بيد الفصائل الثورية، فيما تأتي المضايقات التي يتعرض دروز إدلب حالياً، متزامنة مع انتفاضة السويداء الأخيرة، ضد عصابات الخطف وميليشيات النهب التابعة للنظام السوري.

مُرتكب مجزرة قلب لوزة عام 2015

بعدما أحكمت جبهة النصرة سيطرتها على إدلب، قام أمير من أمراء جبهة النصرة في ذلك الوقت بارتكاب مجزرة "قلب لوزة"، يدعى الأمير "سفينة التونسي"، والذي برز في سوريا منذ ارتباط اسمه بمجزرة "قلب لوزة" التي راح ضحيتها العشرات من أبناء الطائفة الدرزية في ريف إدلب الشمالي.

وقد وقعت المجزرة صيف عام 2015 عندما كان التونسي يتولى مهماته كأمير "جبهة النصرة" في المنطقة، حيث نشأ خلاف حاد بينه وبين المدنيين على خلفية قراره القاضي بمصادرة منازل "الشبيحة"، وهو مصطلح يطلق على المتعاونين مع النظام السوري، وتطور الأمر يوم 11 تموز (يوليو) من ذلك العام إلى اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل ما يقارب أربعين مدنياً جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.

وجاء مقتل الجهادي التونسي على خلفية حادثة اغتيال وزير التعليم العالي في حكومة الانقاذ، الدكتور فايز الخليف، حيث قادت التحقيقات إلى الاشتباه بخلية متمركزة في بلدة كفردريان في ريف إدلب الشمالي.

وإثر ذلك "توجهت قوة المداهمة الخاصة في جهاز الأمن العام إلى الموقع لإلقاء القبض على المتهمين، إلا أن أفراد العصابة اشتبكوا مع القوة الأمنية المداهمة واستخدم السلاح الخفيف والمتوسط ليستمر الاشتباك قرابة الساعة، وينتهي بقتل ثلاثة أفراد منهم، كان من بينهم متزعم العصابة" وفق ما ورد في بيان صادر عن هيئة تحرير الشام في ذلك الوقت.

والاسم الحقيقي لصاحب مجزرة "قلب لوزة" هو عبد السلام شريف، وهو من مواليد مدينة بنزرت في تونس، وكان إبان "الثورة التونسية" يقود جماعة أنصار السنة السلفية، وقد استغل حالة الفوضى التي أعقبت سقوط نظام بن علي وصعود نجم "الإخوان المسلمين" في البلاد لتحقيق مكاسب لجماعته، كان من أبرزها في حينه، تأسيس "كشك العدالة" الذي كان بمثابة البذرة الأولى لمشروع خلق نظام قضائي موازٍ للقضاء التونسي الرسمي.

رسالة نشطاء إدلب إلى أهلهم الدروز

يتابع نشطاء إدلب عن كثب ما يجري في المنطقة من انتهاكات ضد مكونات الشعب السوري، ووفق مصادر ليفانت، يؤكد النشطاء على أنهم لن يسمحوا بأي انتهاك دون أن يخرج إلى الرأي العام، وفضح كل من يهين أو يرهب الإنسان السوري، حيث يقول أحدهم لليفانت: "لطالما كان أحد اهم أهداف ثورتنا المباركة إلغاء التطرف من المشهد السوري، وهو مطلب وطني بالدرجة الأولى.. فالوطن بحاجة إلى الخطاب المعتدل الوسطي الجامع.. الذي لا يقصي أحداً، ولا يهمش مكوناً، بل يستقطب القوى الوطنية الثورية كافة، ويحافظ على النسيج الاجتماعي للشعب السوري، ويعصم البلاد من الحرب الأهلية، ليفوّت على النظام خططه الشيطانية، وهو مطلب دولي أيضاً، فوجود التطرف يربك حسابات الثورة سياسياً، ويقلل الدعم ويلغي المناصرة والتأييد، ويكثر من الأعداء، ويقدم النظام على أنه يكافح الإرهاب".

هذا وكان قد قال موقع السويداء 24 إن عدة مضايقات وتهديدات يتعرض لها أبناء قرى جبل السماق، في ريف إدلب، من جماعة متطرفة، حيث لقي رجل وزوجته حتفهما، ليلة الجمعة، في ظروف غامضة.

وأوضحت أن المواطن تركي بياس، البالغ من العمر 65 عاماً، تعرض مع زوجته البالغة من العمر 61 عاماً، لإطلاق نار في الرأس، أمام منزلهما في قرية كفتين، ويبدو أن الجريمة حدثت بدافع القتل فقط، في ظل تزايد التعديات على أهالي جبل السماق، من الميليشيات الإرهابية والطائفية، المنتشرة في تلك المنطقة.

وأضاف الموقع، أنه منذ عدّة أيام، انتشرت مناشدات من أهالي قرية قلب لوزة، والقرى المجاورة، في جبل السماق، تشير إلى تعرضهم لمضايقات وانتهاكات، من ميليشيا الحزب التركستاني الإسلامي، وهي جماعة طائفية متشددة، من إقليم الإيغور شرقي الصين، دخلت إلى سوريا عبر تركيا منذ عدة سنوات، للمشاركة في العمليات القتالية، وتنتشر حالياً في ريف إدلب.

ويقطن جبل السماق في إدلب، بضعة آلاف من أبناء طائفة المسلمين الموحدين الدروز، غالبيتهم مسالمون، لم ينخرطوا في الحرب، وقد تم تهجير قسم منهم إلى ريف دمشق والسويداء، خلال السنوات الماضية، ورفض قسم منهم المغادرة، ولا زالوا يتعرضون لسلسلة من الانتهاكات، وصلت إلى حد تنفيذ مجزرة راح ضحيتها العشرات عام 2015، عبر مسلحين من هيئة تحرير الشام\جبهة النصرة سابقاً.

قسم تحقيقات ليفانت – مصادر خاصة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!