-
نادي قامشلي لسيدات كرة القدم.. الولادة من عنق الزجاجة
ليس من السهل ممارسة لعبة كرة القدم لفتاة في مجتمع مازال متشبّثاً بالعادات والتقاليد البالية، حيث كان ينظر لها بأنّها حكر على الشباب فقط، ولكن مجموعة من الفتيات بإدارة مدرب، ومجموعة أخرى من الشباب، شكلوا فريقاً نسائياً لكرة القدم في مدينة قامشلي، وسط ظروف صعبة من كافة النواحي.
على أرضيّة إحدى المدارس في القسم الشرقي من مدينة قامشلي عام 2016، كانت التمارين الأولى لنادي قامشلي، الذي نال الترخيص من قبل الاتّحاد الرياضي التابع للإدارة الذاتيّة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا.
النادي رفد لاعبات لسيدات عامودا، واللواتي حققن المركز الأول على مستوى سوريا لكرة القدم، وكان أوّل دوري سوري يقام للسيدات على الملاعب المكشوفة، وأحرزن سيدات عامودا اللقب لموسم 2019 ـ 2020، وكانت لاعبات قامشلي من أهم الأعمدة لهذا النادي، والسبب بالفوز باللقب لجانب لاعبات من أندية أهلي عامودا وجودي وفدنك والأسايش من إقليم الجزيرة.
هذا النادي ولاعباته كسرن كل الحواجز والعوائق المجتمعية التي تقف في وجه الفتاة لممارستها للعبة كرة القدم، وكان اللافت ظهور تشجيع أهالي اللاعبات لهنّ عند المباريات في الدوريات المحليّة، فجميل أن تشهد أهلك يشجعونك ولا يبالون بمجتمع ينظر للفتاة التي تمارس لعبة كرة القدم كأنّها ترتكب جرماً كبيراً، ولكن لا يجوز أن نغفل عمّا شهدته المنطقة من تغيرات كبيرة طرأت في ظلّ الثورات التي ظهرت في المنطقة، وخاصةً ثورة الفتاة الكوردية وتسيّدها للقيادة في الكثير من المجالات، فأصبحت ذات شأن في السياسة والاقتصاد والرياضة، ولا ننسى دورها الكبير في حمل السلاح لحماية شعوب المنطقة من كل الهجمات التي كانت تتعرّض لها. بدايات صعبة.
بيريفان توبر، ذات العشرين ربيعاً، لاعبة كرة القدم في نادي قامشلي بدوري إقليم الجزيرة، أشارت بالقول: "في البداية لم نستطيع اللعب نهائياً بسبب عدم تقبّل المجتمع فكرة الفتاة تلعب كرة القدم في الملاعب، ولكن رغم ذلك تم تشكيل فريق نسائي لنادي قامشلي، بجهود الكابتن دليل آلبار "رشو"، والكابتن إبراهيم أيوب، في العام 2016، وبدعم من أهالينا، وبسبب قلة الإمكانيات وهواجس المجتمع كانت التمارين في ساحات المدارس على أرضيّة مبلطة والتي لا تجوز صحيّاً للفتاة وللشاب حتى باللعب على مثل هكذا نوع من الأرضيات".
اقرأ: عودة ميمونة لبطل قومي.. نافالني يصيب عصافير عدة بحجر واحد
ونوّهت: "بعد حوالي السنة بقينا هكذا، عندما تيقنا بأنّ المجتمع بات جاهزاً لتقبّل لعب الفتاة لكرة القدم، توجهنا للملاعب والمشاركة في البطولات، وأحرزنا العديد من الألقاب مع نادي قامشلي، منها دوري عامي 2017 و2018، والكأس عامي 2018 و2019". دليل آلبار "رشو"، مدرب النادي، والرئيس المشترك لنادي قامشلي، صاحب فكرة تشكيل هذا الفريق النسائي، بيّن أنّ بهدف الارتقاء بواقع رياضة المرأة لكرة القدم شكّل هذا الفريق، وذلك من مجموعة من الفتيات. نعاني ونقاوم.
وأضاف آلبار: "كنا نخرج للتدريبات وسط خوف كبير من ردة فعل المجتمع، ولكن تحدّينا كل الظروف الصعبة التي كانت تعترضنا، مثل العادات والتقاليد البالية، بالإضافة لقلّة الدعم المقدّم من الجهات المعنيّة، لجانب ظروف النادي الصعبة مادياً، ورغم كل ذلك كانت لاعبات نادي قامشلي من أهم الأعمدة لنيل سيدات عامودا لقب الدوري السوري الأول للسيدات بكرة القدم على الملاعب المكشوفة في موسم 2019 ـ 2020، وحققنا باسم سيدات الخابور صدارة مرحلة الذهاب للدوري السوري بنسخته الثانية لموسم 2020ـ 2021، ونستعد حالياً لمرحلة الإياب.
ونوّهت بيريفان توبر أنّه يتطلب من الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة دعم هذه الفرق النسائيّة ولاعباتهن بالشكل المطلوب من كافة النواحي، والعمل على تكثيف الدوريات للحصول على رياضة أفضل لكرة القدم السيدات.
دليار آلبار "رشو"، مدرب النادي، والرئيس المشترك لنادي قامشلي اختتم حديثه: "نعاني كثيراً من الجانب المادي في ظلّ ارتفاع الدولار في البلاد ومعها كافة المواد، ومنها المستلزمات الرياضية، ووصلنا لحدّ خرجت لاعبات للمران بدون أحذية رياضية وتمرّن هذه اللاعبات حافيات لأنّه لا النادي ولا أهل تلك الفتاة كانوا يملكون ثمن شراء بوط رياضي مناسب للعبة كرة القدم، فأقلّ واحد سعره الآن فوق 40 ألف ل.س ولدي حوالي عشرين لاعبة فكم يلزم للجميع؟".
نادي قامشلي مستمرّ في رحلة بحث حزينة عن راعٍ للنادي، بشكلٍ عام، وفريق السيدات، بشكلٍ خاص، لأنّ النادي حالياً يعيش على بعض من التبرعات التي تقدّم من بعض المحبين له، وبدوره الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة هو غير ملزم ضمن بنود الترخيص بتقديم الدعم المادي لأيّ نادٍّ يرخّص ولكنّه كفرق السيدات قدّم سابقاً مستلزمات مختلفة وأجور المواصلات والملاعب لهذه الفرق، وفي الوقت الحالي يقيم الاتحاد الرياضي دورة كروية للسداسيات للرجال دعماً لسيدات نادي قامشلي، وسوف يذهب ريعه دعماً للفريق، بحيث لاعبات قامشلي يستعدن لدوري إقليم الجزيرة، والذي من المقرّر أن ينطلق بتاريخ 19/2/2021، في مدينة قامشلي.
ليفانت - جوان محمد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!