-
منظمة حقوقية تنشر صوراً لجرف تركيا للمقابر والمزارات في عفرين
نشرت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريراً وأدلة بصرية جديدة، تثبت تدمير القوات التركية المزار المعروف باسم "علي داده" في عفرين شمال سوريا، وبجرف ثلثي مقبرة القرية وإنشاء قاعدة عسكرية استغنت عنها لاحقاً
وبعد سيطرة الجيش التركي مع الفصائل السورية الموالية له، اتبعت تلك القوات سياسة تدمير كافة المزارات والمقابر الخاصة بالسكان الأصليين في المنطقة، وبناء قواعد عسكرية فوقها.
وبحسب المنظمة، في تاريخ 27 شباط 2018، عمدت القوات العسكرية التركية إلى تجريف قسم كبير من المقبرة الفوقانية في قرية سنارة التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من 400 عام، كما قام بالإضافة إلى ذلك بتدمير مزارها الأثري المسمّى “علي داده” بالكامل، وذلك بعد السيطرة على البلدة، وعقب معارك استمرت نحو أسبوع ضد وحدات حماية الشعب YPG التابعة للإدارة الذاتية، في خضم عملية “غصن الزيتون”.
وأضاف التقرير الخاص بالمنظمة: "بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ أهمية هذه المقبرة تأتي من كونها تحتضن أضرحة موتى قريتي سنارة وأنقلة المجاورتين التابعتين لناحية شيخ الحديد/شيه، كما أنها كانت تتضمن ضريح يعود إلى عام 1636 ميلادي، وتقع هاتين القريتين غربي مدينة عفرين، وتبعدان 4-5 كيلو مترات عن الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا"، مشيراً إلى أنّ عدد سكان قرية “سنارة” كان قد بلغ في مطلع العام 2018، نحو ثلاثة آلاف نسمة، فيما بلغ عدد سكان قرية “أنقلة” حينها ألفي نسمة تقريباً.
إلا أن هذه الممارسات ليست الوحيدة التي تقوم بها القوات التركية في عفرين مع حلفائها من المسلحين السوريين، فحسب سوريون من أجل الحقيقة والعدالة: "الجيش التركي قام بجرف مقبرة في عفرين تضم أضرحة مقاتلين من وحدات حماية الشعب ومدنيين من عفرين، وذلك بتاريخ 12 آب 2018، حيث تضم هذه المقبرة رفات من فقدوا حياتهم خلال عملية غصن الزيتون، والمسمّاة بمقبرة الشهداء، أو مقبرة الشهيدة آفيستا الواقعة على طريق قرية ماراتيه، مع العلم بأنّ هذه المقبرة التي أنشأت أثناء عملية غصن الزيتون، تضم نحو مئتي قبر، وقد كان تمّ جرفها بالكامل".
بحسب المحللين تقوم القوات التركية متعمدة بهدم المزارات والمقابر، وذلك للقضاء على الأماكن التي تحتفظ بكريات للمواطنين الأصليين في المنطقة.
يتابع تقرير المنظمة: "وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ أجزاءً من أضرحة قتلى وحدات حماية الشعب في إحدى المقابر التابعة لها، في قرية كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس في ريف مدينة عفرين، والمسماة مقبرة الشهيد سيدو كانت قد تعرّضت هي الأخرى لدمار جزئي، إثر قصف مدفعي طالها بتاريخ 5 شباط/فبراير 2018، حيث كان مصدره الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلّحة المرافقة له في عملية غصن الزيتون، بينما أضاف بأنّ قرية سنارة التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، تضمّ مقبرة أخرى صغيرة ومحدودة وهي المقبرة التحتانية التي تقع غربي القرية على طريق ناحية شيخ الحديد/شيه، مشيراً إلى أنها لم تتعرض لأي عملية تجريف".
يتطرق تقريرالمنظمة إلى عرض أدلة وصور على هدم هذه المقابر والمزارات في منطقة عفرين، كجزء من سياسات تركيا القمعية اتجاه أبناء المنطقة.
كما يعرض التقرير شهادات حية من أبناء المنطقة، يقول محمود: "الجيش التركي جرّف كل قبور أفراد عائلتي الراحلين في المقبرة، ولم يُنشأ أي قاعدة عسكرية ثابتة مكانها"، كما أفاد لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنه ومع حلول عيد الفطر بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2018، سمح الجيش التركي لأهالي القرية بزيارة قبور موتاهم في المقبرة، مشيراً إلى أنّهم تأكدوا حينها من صحّة عملية الجرف وتابع قائلاً: "أودت عملية الجرف بالمزار وثلثي المقبرة تقريباً، وبعدها بفترة قصيرة أصبحت زيارة المقبرة مسموحة للعامة بعد خروج الجيش التركي منها، فتأكدت من خلال أقاربي في القرية، أنّ عدد القبور التي تعرضت للجرف يبلغ نحو 500 قبر، وبينهم قبر جدي الذي توفي سنة 1915 وقبري أبي وعمي، وبعض القبور الأخرى التي تحتضن أفراد العائلة المتوفين، والتي كانت جميعها تقع أمام مزار “علي داده” التاريخي شمالي المقبرة، ورغم ذلك فإنّ الأهالي لازالوا لم يجرؤوا حينها أيضاً على تصوير المقبرة، نظراً للانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش التركي وفصائل المعارضة السّورية المرافقة له في عفرين وريفها، الأمر الذي خلق ذعراً في نفوس السكان، الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر".
كما أظهر مقطع فيديو حصري حصلت عليه سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، زيارة الأهالي لقبور موتاهم بالمقبرة الفوقانية في قرية “سنارة”، خلال شهر آب/اغسطس 2018 حيث يظهر أثناء التصوير جزءً من القسم الذي تعرّض للجرف في المقبرة. فيما أظهر مقطع فيديو آخر حصري جانباً من بقايا عظام بشرية لموتى تمّ جرف قبورهم في المقبرة ذاتها.
وبذلك تستمر القوات التركية والفصائل العسكرية المتحالفة معها في مدينة عفرين شمال شرق سوريا، بارتكاب العديد من الانتهاكات الممنهجة، والتي تسعى إلى تغيير هوية المنطقة والقضاء على إرثها الثقافي والحضاري، إلى جانب تدمير ذكرياتهم في تلك المقابر والمزارات.
ليفانت-سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!