الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • من هم مجموعة "ڤاغنر" الروسية؟ ومن هو صاحبها يفغيني بريغوجين "طباخ الرئيس بوتين"؟

من هم مجموعة
ڤاغنر" الروسية

ينفي المسؤولون الروس، وعلى رأسهم بوتين نفسه، باستمرار، علاقة الدولة الروسية بمجموعة ڤاغنر، بل وينفي بوتين علاقة الدولة الروسية بـ"يفغيني بريغوجين" المعروف باسم "طباخ الرئيس"، إلا أن التحقيق التالي يثبت بشكل قطعي علاقة بوتين المباشرة بمجموعة ڤاغنر وغيرها من المجموعات المسلحة المرتزقة التي تقوم بمهام خاصّة في مختلف دول ومناطق العالم خدمة لسياسة بوتين الخارجية، وتحقيقاً لمصالحه، وتثبت علاقة بوتين المباشرة ببريغوجين، وتوضّح دور بريغوجين كمدير لمعظم استثمارات بوتين الخاصة، وأعماله المشبوهة، وخصوصاً القذرة منها.


من هو يفغيني بريغوجين "Евгений Пригожин":


من مواليد 1 يونيو 1961 في لينينغراد "سانت بترسبورغ" في عام 1977، تخرج من المدرسة الرياضية الداخلية رقم 62. في 29 نوفمبر 1979، حكمت محكمة كويبيشيفسكي في لينينغراد على بريغوجين بالسجن لمدة عامين بتهمة السرقة، وفي عام 1981 حكمت عليه محكمة زدانوفسكي بالسجن 13 عاماً بتهمتي السرقة والاحتيال، في عام 1988 تم العفو عنه.


في فترة الاضطرابات قبيل وأثناء تفكك الاتحاد السوفييتي كان بوتين يشغل منصب مستشار رئيس مجلس مدينة لينينغراد، وبعد إعادة اسمها القديم سانت بطرسبورغ، تولى بوتين منصب رئاسة لجنة الاتصالات الخارجية في مجلس المدينة منذ يونيو 1991، وصولاً إلى منصب النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورغ منذ عام 1994. الأمر الذي سمح له- وهو في هذه المناصب في المدينة الغنية بالإضافة الى تاريخه المخابراتي منذ عام 1975- التقرب من المسؤولين ورجال الأعمال من "الروس الجدد" الذين اغتنوا نتيجة الفوضى والفساد والبلطجة.


من أولئك الروس الجدد، كان يفغيني بريغوجين من الأشخاص الأقرب إلى بوتين. في عام 1990 قام يفغيني بريغوجين بتنظيم شبكة لبيع الهوت دوغ في لينينغراد.



وفي عام 1993 أصبح مديراً لسلسلة سوبر ماركت كونتراست. في عام 1995، افتتح بدعم من بوتين بار Wine Club في جزيرة فاسيليفسكي، وفي ديسمبر 1996، ومع وصول بوتين إلى الكرملين نائباً لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية وصعوده السريع في المناصب هناك، قام بريغوجين بافتتاح شركة كونكورد للتموين واستولى على أغلب العقود الحكومية، ثم افتتح أول مطعم للنخبة اسمه: New Island في ربيع عام 1998، والذي أصبح وجهة شهيرة بين النخبة المالية والسياسية.


وأسس بريغوجين بعد ذلك شركة كونكورد للاستثمار العقاري (Concord Management and Consulting)، واستولى بمساعدة بوتين على مساحات واسعة من موسكو وسانت بطرسبورغ ومحيطهما، وبنى عليها مجمعات سكنية ومنتجعات سياحية للنخبة.


منذ استلام بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية في آذار 2000، نمت نشاطات بريغوجين في كل المجالات بشكل سريع، حيث أسست العديد من الشركات الجديدة في مجال الإعلام والصحافة والاتصالات والإنترنت والإنتاج السينمائي ومصانع الأغذية والشركات السياحية والشركات الأمنية وشركات النفط وغيرها، بما يشمل كافة مناحي النشاط الاقتصادي في روسيا وحتى خارجها.


من هذه الشركات:



-وكالة أبحاث الإنترنت: مهامها وضع منشورات وتعليقات لتوجهات موالية للحكومة ومعارضة للمعارضة على الإنترنت والشبكات الاجتماعية، فضلاً عن تشويه سمعة المعارضين.


كما تشمل تنظيم وتمويل مجموعة الهاكرز Anonymous International، اتهمتها وزارة العدل الأمريكية بالتدخل في السياسة الأمريكية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2014.


-مؤسسات إعلامية:


يملك بريغوجين العديد من الصحف والقنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية، مثل شركة Open Media والتي تتفرع عنها Patriot media القابضة، وتدير عدة صحف مثل: Media Fabrika -Federal News Agenc Narodnye Novosti- Ekonomika Segodnya -Politika Segodnya.


يترأس Patriot media القابضة نيكولاي ستوليارتشوك، رئيس حزب روسيا الشاب الموالي للكرملين، والذي تم حله في 2018.


-شركة كونكورد للتموين: تستحوذ على عقود 95% من وجبات التلاميذ في المدارس في عموم روسيا. وتم طي جميع القضايا التي أثيرت حول عشرات حالات التسمم التي أصيب بها آلاف الأطفال في روسيا.


-كونكورد للإدارة والاستشارات concord management and consulting.


-Euro Polis: شركة إدارة واستثمار حقول النفط.


العقوبات الخارجية


في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أُدرج يفغيني بريغوجين في قائمة العقوبات الأمريكية، التي أدخلت بسبب دور روسيا في الحرب في أوكرانيا. في يونيو 2017، شملت قائمة العقوبات الموسعة شركة كونكورد للتموين وكونكورد للإدارة والاستشارات، وشركة إدارة شركة كونكورد القابضة، والتي تضم العديد من المطاعم وسلسلة متاجر Chocolate Museum. في 16 فبراير 2018، وجّه المدعي الخاص الأمريكي، روبرت مولر، الاتهام إلى يفغيني بريغوجين و12 مواطناً روسياً آخر في قضية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.


في ديسمبر 2018، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضد وكالة الأنباء الفيدرالية (RIA FAN) لكونها مرتبطة بشركة كونكورد للإدارة والاستشارات. في يوليو/ تموز 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة أفراد روس وخمس شركات، من روسيا والسودان والصين وهونغ كونغ، على صلة بريغوجين. تم فرض عقوبات على التدخل في الانتخابات الأمريكية والشؤون الأوكرانية، فضلاً عن النشاط السيبراني غير القانوني.


في سبتمبر 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على سبع منظمات من روسيا وفنلندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وثمانية مواطنين روس مرتبطين برجل الأعمال يفغيني بريغوجين ويعملون نيابة عنه في جمهورية إفريقيا الوسطى.


في أكتوبر 2020، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شخصية على بريغوجين لعلاقاته الوثيقة مع شركة فاغنر العسكرية الخاصة العاملة في ليبيا. وفي فبراير 2018، أصدرت محكمة مقاطعة كولومبيا (الولايات المتحدة الأمريكية) مذكرة توقيف بحق بريغوجين.


في صيف عام 2020، وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي بريغوجين على قائمة المطلوبين، وفي فبراير 2021 وعد بمكافأة قدرها 250 ألف دولار مقابل معلومات تساعد في اعتقاله.


في عام 2018، ذكرت وسائل الإعلام أنه تم إدخال شركات يفغيني بريغوجين وتعزيز نفوذها في البلدان الأفريقية. وقيل إنهم يساعدون القادة الأفارقة على توفير الأمن، وتوفير الأسلحة وتقديم المشورة السياسية في مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية والحق في استخراج المعادن.


ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، تعمل شركات بريغوجين في عشر دول في القارة: الجزائر وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا وكينيا ومدغشقر وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وأنغولا. وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، عمل الاستراتيجيون السياسيون الذين عينتهم شركات بريغوجين، على وجه الخصوص، بنشاط في الانتخابات الرئاسية في مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2018.


في عام 2018، أكد فلاديمير بوتين، في مقابلة مع مراسلين محليين وأجانب، أنّه يعرف بريغوجين شخصياً، لكنه نفى علاقته بالدولة، حيث قارن بريغوجين برائد الأعمال جورج سوروس. ولكنه في الوقت نفسه عمل بوتين على منح بريغوجين عدة أوسمة رسمية منها: وسام الاستحقاق للوطن من الدرجة الرابعة (22 مايو 2014) - للنجاحات العمالية المحققة، والمساهمة الكبيرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للاتحاد الروسي، والمزايا في استكشاف الفضاء، والمجال الإنساني، وتعزيز سيادة القانون، والعمل النشط الأنشطة التشريعية والاجتماعية، والعمل "الشريف" طويل الأجل. كما منحه بوتين وسام الاستحقاق للوطن من الدرجة الأولى والثانية، وميدالية إحياءً للذكرى الـ300 لسانت بطرسبورغ.


بريغوجين وفاغنر في سوريا:


قامت شركة "Euro Polis" في نهاية عام 2016 بالتوقيع على اتفاقات ملزمة مع الحكومة السورية للمشاركة في تحرير وحماية وتطوير حقول النفط والغاز السورية. وفي نهاية كانون الثاني/ يناير 2018، أعلنت وزارة الطاقة الروسية عن توقيع "خريطة طريق" مع سوريا لاستعادة وتحديث مرافق الطاقة الجديدة على أراضيها. تفاصيل هذه الوثيقة لم تكشف عنها الوزارة، لكن السفير السوري في روسيا، رياض حداد، أوضح أن وزراء الطاقة في روسيا وسوريا وقعوا، في كانون الثاني/ يناير، على "خارطة طريق" للعمل في قطاع الطاقة وفي صناعة النفط. ويتبين من كلماته أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق مع شركات روسية محددة مسجلة في هذه الوثائق، "Euro Polis" واحدة منهم.


أقرّ البرلمان السوري، في 16 ديسمبر 2019، مشاريع قوانين بشأن إبرام اتفاقات لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز وتطوير ثلاث كتل من حقول الغاز والنفط مع شركتي النفط الروسية، فيلادا وميركوري، اللتين حصلتا على حق تطوير الحقول بمساحة إجمالية لا تقل عن 12 ألف كيلومتر مربع. وبحسب وزير النفط والثروة المعدنية السوري علي غانم، فإنّ احتياطيات الغاز في كل قسم من الأقسام الثلاثة تبلغ 250 مليار متر مكعب على الأقل.


تأسست شركة فلادا Velada في عام 2015 برأس مال مصرّح به يبلغ 10 آلاف روبل من قبل يكاتيرنا تروفيموفا "Ekaterina Trofimova"، وهي موظفة في Concord Management and Consulting، وهي شركة مرتبطة بـبريغوجين، لدى الشركة موظف واحد مدفوع الأجر، وكانت إيراداتها في 2015-2017 صفراً، وفي عام 2018 بلغت 3.2 مليون روبل. في صيف 2018، تركت تروفيموفا كونكورد وسلمت فيلادا إلى داريا بارانوفسكايا، طالبة في السنة الخامسة في معهد سانت بطرسبرغ التكنولوجي.


تروفيموفا غادرت إلى الولايات المتحدة بعد استقالتها من كونكورد، وصرّحت هناك أنّها اشتركت في Velad بناءً على طلب من قسم المحاسبة في Concord مقابل رسوم إضافية.


شركة ميركوري "Mercury" تأسست في 2015، بموجب عقود تقديم الغذاء للعسكريين في الشرق الأقصى. كان لديها في عام 2018 أكثر من ألف موظف، وبلغت الإيرادات 3,1 مليار روبل لعام 2018.


في الوقت الحاضر، لا تستجيب الهواتف المشار إليها في إعلانات الشركة، وأبلغ موظف سابق في قسم شؤون الموظفين أن الشركة لم تعد تشارك في أي أنشطة.


بالإضافة إلى ذلك، في عام 2016، أثناء زيارة الوزير السوري غانم إلى موسكو، تم التوقيع على اتفاقيات بين شركة نفط الدولة السورية وشركة Euro Policy، وهي شركة مرتبطة بشركة Wagner العسكرية الخاصة، تعهدت الشركة الروسية بالقيام بأعمال قتالية بهدف تحرير حقول النفط والغاز مقابل ربع حجم الإنتاج اللاحق. هذا بالإضافة للكثير من الاتفاقات السرية المرتبطة بشركات تتبع مباشرة أو بشكل غير مباشر لبريغوجين، تلك الاتفاقات التي فرض بوتين على حكومة الأسد توقيعها مع "صديقه وشريكه ومدير أعماله" بريغوجين. تلك الاتفاقات كلها تنص على أن الشركات الروسية هي المسؤولة عن تحرير ومن ثم حماية حقول النفط والغاز، وفيما بعد استثمارها، لذلك تم اللجوء لشركة فاغنر- التي تتبع هي الأخرى لبريغوجين- لتقوم بتلك المهمة.


مجموعة ڤاغنر هي تشكيل مسلح غير رسمي، غالباً ما يشار إليها في الصحافة كشركة عسكرية خاصة روسية (بالروسية: вагнер чвк، Частная военная компания)، (بالانكليزية: Wagner PMC (private military company.



عملت المجموعة على أراضي أوكرانيا، منذ عام 2014. ثم سوريا في يونيو 2017، أدرجت ڤاغنر في قائمة العقوبات الأمريكية لأول مرة في أكتوبر 2015.


البداية مع تأسيس الفيلق السلافي:




في 18 كانون الأول 2012، قام اثنان من مجموعة (موران)، المتخصصة في حماية السفن التجارية من القراصنة، فاديم غوسيف ويفغيني سيدوروف، بتأسيس "الفيلق السلاڤي" المسجل في هونغ كونغ، وفي ربيع عام 2013 ظهرت للعلن من خلال الإعلان عن طلب توظيف متطوّعين، سجل بعقود مؤقتة 267 موظفاً، وتم تقديم راتب قدره 5000 دولار شهرياً. جذبت الإعلانات انتباه جنود وضباط سابقين، كثير منهم اكتسبوا خبرة عسكرية سابقة خلال الحرب الأهلية في طاجيكستان والحملة الشيشانية الثانية، وتم إرسالهم إلى سوريا بحجة "حماية آبار وخطوط أنابيب النفط "في سوريا. وبدلاً من ذلك، أجبر موظفو "الفيلق السلاڤي" على المشاركة في الحرب في سوريا، وتحوّلوا إلى مرتزقة تشارك بشكل مباشر في الأعمال القتالية.


وبعد معركة مع قوات "داعش" بالقرب من بلدة السخنة، في 20 أكتوبر 2013، فقد فيها الفيلق الكثير من أعضائه بين قتيل وجريح، عاد "الفيلق السلاڤي" إلى روسيا، ولأنّ أمر الفيلق افتضح، تم القبض على يفغيني سيدوروف وفاديم غوسيف، وحكم عليهما بالسجن لمدة ثلاث سنوات وفق المادة (st.359) من القانون الاتحادي الروسي، الذي ينصّ على أنّ "التوظيف والتدريب والتمويل أو الدعم المادي للمرتزقة، فضلاً عن استخدامها في النزاعات المسلحة أو الأعمال العدائية هو جريمة جنائية (المادة 359 من قانون العقوبات)".


كان قَسمُ أعضاء الفيلق السلافي كالآتي:


"سوف ندافع عن روسيا المقدسة من النازية الجديدة والشوفينية الأوروبية، وسوف نحمي العالم السلافي كما حماه أسلافنا، إلى آخر قطرة من الدم وآخر نفس".


تأسيس ڤاغنر:


بعد افتضاح أمر مشاركة الفيلق السلاڤي بالأعمال القتالية في سوريا، قام الكرملين بالطلب من الشخص الثالث في الفيلق السلاڤي، ديميتري أوتكين، المولود عام 1970، بتشكيل مجموعة جديدة أطلق عليها اسم "ڤاغنر" (على اسم الموسيقار الألماني الذي كان يعشقه هتلر)، وتم تخصيص موقع لهم للتدريب يدعى "مولكينو" في إقليم كراسنودار، حيث تتمركز أيضاً الفرقة العاشرة المستقلة للقوات الخاصة التابعة لهيئة الأركان العامة التابعة لوزارة الدفاع.


وحضر ديميتري أوتكين، الضابط السابق في القوات الخاصة، ومن مؤسسي "فاغنر"، احتفالاً في الكرملين، في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2016، لتكريم "أبطال" روس في سوريا، وظهر عبر التلفزيون والتقطت له صور إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.



ڤاغنر نفسها لا تظهر في وكالات إنفاذ القانون أو في سجل الكيانات القانونية، ومقاتلوه ليسوا على قوائم الموظفين، ووفقاً للتقارير تقوم إدارة الأركان العامة في القوات المسلحة للاتحاد الروسي بالإشراف الخاص والمباشر على مجموعة ڤاغنر، ووفقاً لبعض الخبراء الروس والغربيين، فإنّ ڤاغنر هي في الواقع وحدة متنكرة في هيكل وزارة الدفاع الروسية.


تُقدّر ميزانية ڤاغنر في عام 2015 من 5.1 إلى 10.3 مليار روبل. شملت الأجور والمسكن والمأكل والمعدات وتعويض أسر الضحايا. مولت الحكومة الروسية و"رجال الأعمال رفيعو المستوى"، في مقدمتهم يفغيني بريغوجين، المعروف في روسيا بلقب "طباخ الرئيس"، صديق فلاديمير بوتين، والذي كان واحداً من أكبر المستفيدين من العقود الحكومية، ومن معظم العقود الخارجية والمتوقّعة، كما في أوكرانيا وسوريا وليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء ومناطق أخرى.


في 2014-2015، شاركت شركة ڤاغنر العسكرية الخاصة في اشتباكات في دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين. منذ خريف عام 2015، شاركت شركة ڤاغنر العسكرية الخاصة في الحملة السورية. في يونيو 2017، تم إدراج الشركات العسكرية الخاصة التابعة لڤاغنر في قائمة العقوبات الأمريكية.


الكثير من التحقيقات الصحفية داخل وخارج روسيا تناولت شركة ڤاغنر وارتباطاتها المشبوهة، وقد تم ملاحقة الصحف والصحفيين الذين بحثوا في أنشطة ڤاغنر، وتم اغتيال بعضهم، مثل أورخان جمال وألكسندر راستورغيف وكيريل رادشينكو.


حتى صيف 2016، كان معسكر تدريب "فاغنر" يقع في مولكينو قرب كراسنودار جنوب روسيا، في الموقع ذاته، حيث تتمركز كتيبة للقوات الخاصة والاستخبارات العسكرية الروسية.


وبرز مقاتلو "فاغنر"، خصوصاً في معركة تحرير تدمر التي استعيدت من المتطرفين الإسلاميين في آذار/ مارس 2016. كما كلفت المجموعة بإسناد القوات النظامية السورية ميدانياً.


يوضح رسلان ليفييف، مؤسس مجموعة نشطاء فريق استخبارات الصراع (CIT)، التي تراقب أعمال الجيش الروسي في سوريا، أنّ الرواتب تعتمد على مهارات وأهداف ومكان العملية. أثناء التدريب في روسيا. وفقاً لـCIT، يتراوح الراتب من 50 إلى 80 ألفاً، أما أثناء العمليات الخارجية 100-120 ألفاً، وفي حالة الأعمال العدائية 150-200 ألف، وفي حالة الحملات الخاصة أو المعارك الكبرى ما يصل إلى 300 ألف.



حادثة الهجوم على حقل كونيكو في دير الزور:




قبل أسبوع من حادثة الاشتباك مع الجيش الأمريكي، في ليلة 7 إلى 8 فبراير/ شباط 2018، قامت مجموعة فاغنر ومجموعة تدعى "صائدو داعش" التابعة للجيش السوري، والتي دربها ضباط من فاغنر، بالتمركز على بعد 5 كيلومترات على الطرف الأيمن من نهر الفرات قبالة حقل النفط كونيكو في دير الزور، وكان هذا في المقام الأول اختباراً للردود الأمريكية والكردية.


وفق شهادات بعض المرتزقة الذين بقوا على قيد الحياة بعد الحادثة، أن الأمر صدر من موسكو لاقتحام حقل كونيكو والسيطرة عليه، وتم إقناعهم بأن الامر سيكون سريعاً وسهلاً، ووضعت الخطة على الشكل التالي:

تقوم فاغنر بضرب خط الدفاع المكون من المقاتلين الأكراد بالمدفعية والدبابات، ثم السيطرة الكاملة على محطة الغاز كونيكو.


وكان الرهان على أنّ القوات الأمريكية قليلة العدد هناك، وأنّ أي دعم جوي لقوات قسد سيستغرق وقتاً تكون فاغنر قد سيطرت على المحطة، ولن تغامر وقتها القوات الأمريكية بمواجهة مباشرة مع الروس، أو بتدمير المحطة.



نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، وقتها، تحقيقاً أشارت فيه أن القوات الأميركية والقوات الموالية للحكومة التي تدعمها روسيا قريبة جداً من الاصطدام، وهي تبعد بضعة أميال فقط على مختلف جوانب نهر الفرات. وطوال ذلك الأسبوع كان التواصل المباشر قائماً بين الروس والأمريكان عبر الخط الساخن الذي أنشئ لتجنب الاصطدام العرضي، وكان الروس يؤكدون أن لا علاقة لهم بالمجموعة القريبة من الحقل، وأن ليس بينهم مواطنون روس، ولا شيء يخطط له ضد قوات قسد أو ضد الأمريكان.


ولكن ما حدث هو أن مرتزقة فاغنر بدؤوا بالفعل بقصف قوات قسد في الساعة 11 مساء يوم 7 فبراير. واعتقدوا أن القوات البرية والمدفعية كافية للقضاء السريع على القوات البرية الكردية، وحتى القوات الخاصة الأمريكية. وبسوء تقدير اعتقدوا استخدام الأميركيين للطائرات B-52، تحتاج إلى 6-8 ساعات للتحضير للمغادرة والوصول إلى المكان. ولكن وكما يبدو كانت القوات الأمريكية مستعدة على نحو لم يحسبه أو يتوقعه الروس، فمع بدء هجوم فاغنر على حقل كونيكو، اتصل ممثل التحالف بممثل وزارة الدفاع الروسية على الخط الساخن، الذي أكد له مجدداً أنه لا توجد قوات عسكرية روسية في المنطقة، لذلك وخلال دقائق قاد لفتنانت جنرال جيفري هاريجان، قائد عمليات سلاح الجو الأميركي في سوريا، عملية الهجوم على قوات فاغنر المتقدمة باتجاه الحقل، وقد استخدمت لمدة ثلاث ساعات قاذفة القنابل B-52، وطائرات بدون طيار هي MQ-9، والدعم الناري من طائرات AC-130 ومروحيات AH-64 Apache ومقاتلات F-15E.


وذكر البنتاغون في تصريحات رسمية بعد الهجوم أنه لم تحدد هوية المهاجمين. وعقب الاشتباك مباشرة، قال وزير الدفاع، جيمس ماتيس، إنه لا يستطيع أن يفسر لماذا قررت القوات الموالية للحكومة عبور النهر وإطلاق النار على القاعدة الأمريكية وحلفائها. فيما نفت وزارة الدفاع الروسية أن يكون الجيش الروسي متورطاً في الهجوم.


وفي الرسالة الرسمية للوزارة، قيل إن "أعمال الاستطلاع والبحث التي تقوم بها الميليشيات السورية التي لم تنسق مع قيادة المجموعة التنفيذية الروسية أصبحت سبب الحادث". وبعد أسبوعين من المعركة، اعترفت وزارة الخارجية الروسية بأن عشرات الجرحى وخمسة قتلى من المواطنين الروس أصيبوا في الاشتباك، وأكدت في بيانها "أنهم جميعاً ليس لهم علاقة بالهياكل العسكرية الرسمية". فيما قدرت مصادر مستقلة أن عدد الضحايا الروس في ذلك الهجوم بلغ 218 قتيلاً، وحوالي 100 جريح.


في حين أفاد أحد الناجين من تلك المجزرة، أن عدد قوات فاغنر المهاجمة كان 600 شخص مسلح بأسلحة خفيفة، بالإضافة إلى بعض قطع المدفعية والدبابات. وتتكوّن معظم المجموعة من مقاتلين ناطقين بالروسية، وأقلية فقط من عناصر "صيادي داعش"، ولم يكن لديهم أي دعم من الجو. تعتبر حادثة 7-8 شباط أول مواجهة بين قوات شبه عسكرية روسية وعسكريين أمريكيين منذ الحرب الباردة.


وقال مصدر عسكري إن القيادة الروسية في سوريا لم تأذن بعملية هجومية على حقول النفط، واعتبر العملية نفسها "مبادرة خطيرة". إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في نهاية الأسبوع نقلاً عن أجهزة الاستخبارات الاميركية، أنه قبل الهجوم بقليل، كان بريغوجين على اتصال وثيق بالمسؤولين الروس والسوريين، وعلى أعلى المستويات.


أهمية العملية تتركّز حول كونها شكّلت تحدياً مباشراً للأميركيين والمسمار الأخير في نعش بقايا الثقة من واشنطن للحكومة الروسية، وفشل العملية وعدد الضحايا الكبير شكل مأزقاً لبوتين شخصياً قبل شهر تقريباً من الانتخابات الرئاسية في روسيا، وكذلك فضيحة للروس بإشراك المرتزقة في عمليات قتالية خارج الحدود، الأمر الذي أنكرته روسيا دائماً طوال الوقت، درجاً على النهج الروسي وفق مبدأ (أفضل دفاع هو التضليل). لذلك تم حفظ الجثث في الثلاجات، في سوريا وروسيا، حتى انتهاء "انتخابات بوتين"، كما أكدت مصادر متعددة أنه لقي عدد كبير من الجرحى مصرعهم متأثرين بجروح خطيرة في مستشفيات موسكو وسوريا.


فقدت فاغنر 218 قتيلاً على الأقل في تلك العملية، لم تجد منهم سوى 150 جثة. كما أكدت المصادر أن الشخص الأول المسؤول عن التخطيط للعملية هو سيرجي كيم، من مواليد 1978/07/23، مواطن من الاتحاد الروسي، سان بطرسبرج، الرقم التسلسلي M-0971، وشغل منصب نائب رئيس الأركان، رئيس الفرع التنفيذي لفاغنر.


يقول رالف بيترز، وهو ضابط وكاتب متقاعد من الجيش الأمريكي، في مقال نشرته صحيفة نيويورك بوست: "لقد قام المرتزقة الروس بالهجوم على القاعدة الأمامية في سوريا، حيث كانوا يعلمون أن هناك مستشارين أمريكان، كان اختباراً، وقد اجتازه جيشنا، وأهم شيء في هذا الهجوم على قواتنا هو أن هذا لا يمكن أن يحدث بدون موافقة فلاديمير بوتين الشخصية".


وأضاف: "كان بوتين شفافاً مثل الفودكا، حيث كان مستعداً لتعريض مجموعة من شعبه للخطر على أمل أن يقتلوا ما يكفي من المستشارين الأميركيين لكي يضطرونا إلى الفرار من سوريا، لكنه لم ينجح، ولكن بوتين لن يستسلم، حيث سدد سعراً أعلى بكثير في سوريا مما توقعه في البداية، ويريد أن يستفيد من الاستثمار".


خاص - ليفانت ليفانت

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!