الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • من إمبابة إلى سيناء.. مصر والتجربة الناجحة بمواجهة الإرهاب

من إمبابة إلى سيناء.. مصر والتجربة الناجحة بمواجهة الإرهاب
مصر والإرهاب \ ليفانت نيوز

تتواصل جهود الدولة المصرية في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي نشطت في البلاد عقب الانتفاضة الجماهيرية على حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي تلتها فترة فوضى تكللت بتقلد تنظيم الإخوان المسلمين للرئاسة خلال عهد محمد مرسي، ما شجع المتطرفين على تشكيل بؤرهم الخاصة للتدريب والتسليح وضرب أركان الدولة، إن في مصر، أو في محيطها الإقليمي.

لكن رحلة التخريب القصيرة لحكم الإخوان، انتهت في العام 2014، مع انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبدلةً الأوضاع التي حولت المناطق النائية في مصر، كسيناء، لبؤر خصبة للإرهاب، لتضحى كتل نار تحرق المتطرفين بشكل متتالي، وتجفف منابعهم التي كانوا يتكاثرون فيها فكرياً وعقائدياً.

القضاء المصري والإرهاب

فعقب ثمان سنوات من ملاحقة الإرهاب ومحاكمة المتورطين فيه، لا يزال القضاء المصري يواصل جهوده لضرب الإرهاب بيد من حديد، ومنها في بداية يناير الماضي، عندما قضت محكمة الدائرة الرابعة إرهاب المصرية، بالسجن المؤبد على 3 أشخاص والسجن المشدد 15 سنة على اثنين آخرين بتهمة "تشكيل خلية إرهابية" تنتمي لتنظيم "داعش" في إمبابة، بجانب تبرئة 7 متهمين آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية داعش إمبابة".

اقرأ أيضاً: الهيدروجين الأخضر بديل واعد.. مصر والإمارات لشراكة استراتيجية نحو الطاقة النظيفة

كما قضت الدائرة الثانية إرهاب، المنعقدة بمأمورية محاكم طرة في مصر، بالحبس المشدد 15 عاماً لأحد المدانين، والمشدد 7 سنوات لـ 2 آخرين أدينوا جميعا بالانتماء لـ"داعش الجيزة الثانية"، وفق ما ذكرت صحيفة "الشروق" المصرية، التي قالت إن أمر الإحالة كشف أنه في غضون الفترة من عام 2015 حتى 5 نوفمبر من عام 2016، تولى المتهم الأول قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحريات الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة بأن تولى قيادة وإدارة خلية بالجماعة المسماة داعش، وجاء في أمر الإحالة أن المتهم الثاني انضم لجماعة إرهابية بأن الضم للجماعة موضوع الاتهام الوارد بالبند أولًا مع علمه بأغراضها.

جهود مصر خارج حدودها

لكن الجهود والمساعي المصرية الساعية إلى ضرب الإرهاب، توسعت مع تثبيت أركان الدولة المصرية، عقب شلّ حركة "تنظيم الإخوان المسلمين"، الذي يعتبر المفرخة المنتجة لشتى التنظيمات الإرهابية، حيث تستمد أغلب التنظيمات الجهادية المتطرفة، أيدولوجياتها الفكرية والعقائدية من الإخوان، وعليه، بدت مصر أقوى مع وقت، وقادرة على مساعدة الدول المجاورة في محارب الإرهاب.

وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منتصف يناير الماضي، عندما ألقى عنه رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، كلمة في قمة الاتحاد الإفريقي، أكد فيها على ضرورة صياغة استراتيجية إفريقية واضحة للقضاء على التطرف والإرهاب، داعياً لتجفيف منابع تمويله.

اقرأ أيضاً: ضمن سيناء.. علماء آثار مصريون يجدون أنقاض معبد للإله زيوس

كما أكد سعي بلاده لتقديم المساعدة لدول القارة، من خلال تكثيف الدورات التدريبية المقدمة لكوادرها في مجال مكافحة الإرهاب، والمشاركة في بعثات حفظ السلام الأممية، ومواصلة تلك الجهود من خلال مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ومقره القاهرة، بالإضافة إلى استعداد مصر لتقديم المزيد من الدعم، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آليات الاتحاد الإفريقي.، مشدداً على أن مصر لن تدخر جهداً نحو العمل مع أشقائها الأفارقة، بما يسهم في تخطي التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، والعودة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف وتطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل.

الدنو من تطهير سيناء

وبالعودة إلى الداخل المصري، فقد كان لافتاً ما شدد عليه محافظ شمال سيناء في الحادي عشر من أبريل الجاري، من أن إعلان سيناء خالية من الإرهاب أضحى وشيكاً، بعد التقدم الكبير في المعارك التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، حيث ذكر محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، خلال تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية أوردته وسائل الإعلام المصرية، إن التنمية تسبق الأمن دائماً، حيث تشهد سيناء حالياً عملية إحلال وتجديد لجميع المرافق التي تعرضت للتدمير نتيجة العمليات الإرهابية، وبما يحقق طموحات الأهالي وفي جميع المجالات من الصحة والتعليم والكهرباء وشبكات المياه الآمنة والصحية.

اقرأ أيضاً: مصر.. مقتل قائد عسكري من تنظيم "داعش" في سيناء

منوهاً إلى الحرص على إحداث نقلة نوعية تنموية شاملة وبكافة القطاعات الخدمية بشمال سيناء؛ ما يؤدي إلى تحقيق الأمن، فيما اضحت سيناء تشهد حالة من الاستقرار عقب قرابة ثماني سنوات من مواجهة الإرهاب، مردفاً أن الدولة بكلّ أجهزتها ومؤسساتها تعمل على تنمية وتعمير سيناء، عبر تنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبيرة في مختلف المجالات في شمال سيناء.

إشادة دولية بجهود مصر

الإنجازات المصرية في مواجهة الإرهاب، استدعت إشادات من أطراف محلية ودولية، فأشاد مجلس الأمن الدولي في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، نهاية فبراير الماضي، بدور مصر في دحر التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن مصر شهدت انخفاضاً واضحاً في نشاط الإرهاب منذ عام 2019، وذكر التقرير على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه "منذ عام 2019، لم ينسب أي هجوم إرهابي إلى تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة في مصر، كما أنهما لم يعلنا مسؤوليتهما عن أي هجوم".

اقرأ أيضاً: حكم مصري جديد.. الإخوان إرهابيون لـ5 سنوات

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير صادر عن مجلس الأمن أنه "يرجع الفضل في ذلك إلى عمليات مكافحة الإرهاب، وإلى انشقاق قادة تنظيم أنصـار بيت المقدس، ما عزز الانطباع بأن الجماعة آخذة في الانحسـار، وزادت مصر من جهة أخرى الاستثمارات العامة في مجالات التنمية والبنى التحتية والنقل والإسكان في سيناء".

ثناء محلي على دور الجيش

وهو ما ذهب إليه في الثالث والعشرين من أبريل الجاري، المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ، الذي أثنى على قوات حرس الحدود المصرية، مشيراً إلى أنها قطعت خطوط الإمداد أمام المتطرفين وهو ما ساهم في نجاح مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن "قضية ضبط الحدود من أهم القضايا التي تهم مصر في ظل ما تعانيه المنطقة من عدم الاستقرار"، ومتابعاً بالقول: "قطع خطوط الإمداد أمام العناصر الإرهابية كان له دوراً هاماً في نجاح جهود مكافحة الإرهاب، وأن أبطال حرس الحدود قاموا بدور كبير للغاية في ضبط الحدود الإستراتيجية للدولة المصرية التي تمتد لأكثر من 5900 كيلو".

اقرأ أيضاً: تقلص عجز الموازنة المصرية إلى 4.9%

وأضاف، أن "رجال حرس الحدود نجحوا في إجهاض محاولات تهدد استقرار المجتمع والإضرار بالأمن القومي، سواء الهجرة غير الشرعية، وتهريب المواد المخدرة والأسلحة والذخائر وغيرها"، مؤكداً أن "التطرق لإجمالي جهود قوات حرس الحدود من عام 2019 حتى عام 2022، يكشف حجم المخاطر التي تواجهها الدولة المصرية".

مخاطرٌ لا بد وأن توجد في كل زمان ومكان، لكن لا خشية على مصر، ما دامت القاهرة حصناً منيعاً على تنظيم الإخوان المسلمين، ومن لف لفهم من المتطرفين المتجمعين عادةً في البؤر الآسنة الجاذبة للطفيليات والأمراض.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!