الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
مماحكة كردية
فاضل محمد

أصدر المجلس الوطني الكردي، الذي يُعرف اختصاراً بـ"آ نا كا سي"، بياناً فيما يخص تهديدات، لن نقول، حلفائه بل زملائه (منيح هيك) في الائتلاف الوطني السوري، ومن ورائهم سلطان الزمان في سالف العصر والأوان من بني آل عثمان رجب طيب أردوغان، (نعيد ونكرر تعلمون أنه من غير اللائق بحق أبي بلال أن نقول على طول أردوغان).

المهم، البيان موجه إلى الرأي العام والعمال والفلاحين والكادحين وصغار الكسبة وحتى جامعي الخردة وأصحاب الدخل المحدود، وتناقلته وسائل إعلام عديدة زوراً وبهتاناً بأنه مناشدة ومطالبة للراعيينِ الآدميينِ، أمريكا وروسيا، بالتدخل الفوري لوقف التهديدات التركية، في حين أنه لم يكن في الواقع سوى دعوة خجولة مذيلة بآخر البيان قبل أن ينهيه بعبارتي "قامشلو ١٤ تموز ٢٠٢٢م
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا ."

 تفضلوا إلى التفاصيل..

فضح البيان من الأسطر الأولى ودون دراية أو قصد عن نية المجلس بنشر غسيله وتلابيب أمانيه بالقول "بالتزامن مع استمرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة والحالة المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد بشكل عام (تعميم) وما تعانيه المناطق الكردية أيضاً (تخصيص)، حيث ما تزال (بلش الفيلم) إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ماضية في ممارساتها الترهيبية بحق المواطنين، وتستهدف كل من يخالف أيديولوجيته، سواءً على مستوى الأفراد أو المنظمات والقوى السياسية والوطنية، وفي مقدمتها (نحن المظلومين) المجلس الوطني الكردي.

وعاتب البيان "سلطة الأمر الواقع" ( بي واي دي) التي فشلت من خلال تفردها واحتكارها لكل المقدرات والسلطة في إيجاد الحلول الممكنة؛ لمعالجة أبسط المشاكل الحياتية، مثل ارتفاع الأسعار، وعجزها عن توفير فرص عمل حقيقية لكل الناس بسبب رفضها نسبة "فيفتي فيفتي" التي طالبنا بها للعودة للجدل البيزنطي؛ الأمر الذي دفع بأبناء الشعب الكردي (فقط) في الوطن إلى التفكير بالهجرة؛ نتيجة ما يعيشه من أزمات وويلات ومصاعب حياتية يومية، من غلاء مهور العرائس وتوفير الماء والخبز والكهرباء والغاز والمحروقات في مناطقنا الغنية بالنفط، الذي حرمنا من عائداته وطلعنا من المولد بلا حمص.

و"تسببت سياساتها غير المسؤولة بقطع مادة المازوت وارتفاع أسعارها، وبيع البذار بأسعار باهظة، وعدم توفير السماد والدعم للمزارعين… إلخ" (يا أمة الله بيان وإلخ، أقلها اكتبوا وغيرها). المهم، كل ذلك أدى إلى زيادة التصحر وانجراف التربة والرعي الجائر وتدهور قطاع الزراعة الذي يعتبر مصدر العيش لآلاف العوائل، وبالتالي أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي واستقراره لأبناء المنطقة الذين تأثروا كثيراً بالبيان الزراعي.

وناشد المجلس الوطني الكردي، كما كل الذين يناشدون (رفع عتب) ويأملون ويتمنون وما من مجيب طبعاً، "المجتمع الدولي ولا سيما الراعيينِ الآدميينِ، كما ذكرنا آنفا للأسف، الولايات المتحدة الأمريكية ودولة روسيا الاتحادية لتنفيذ القرارات الدولية والاتفاقيات المتعلقة بسوريا، ودعا في الوقت نفسه هذه الجهات إلى العمل لوقف التهديدات التركية وتدخلها العسكري في المنطقة "بعد أن أوهمتنا بالظفر بالغنيمة وتولي إدارة المناطق الكردية التي أيدنا سابقاً احتلالها، بدءاً من عفرين في 2018 ومن ثم كري سبي تل أبيض وسري كانيه رأس العين في 2019".

هذا واعتبر مراقبون، ورجاء لا تسألوني من هم لأنه عادة يُكتب في الأخبار هكذا، وحلفوا مئة يمين وعظيم أنه، وبحسب خبرتهم، فإن البيان لا يمت بأي صلة وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأسلوب صياغة البيانات، خاصة وأننا مقبلون على "حرب الشعب الثورية"، عدا عن أنه يعتبر تحاملاً من قبل كثير من الوسائل الإعلامية التي نشرت الخبر على أنه مناشدة من المجلس، الذي لم يُعهد له سابقة في هذا الخصوص.

ولم يستغرب كاتب المقال -الذي هو أنا محسوبكم فاضل محمد- كما أنتم أيضاً، وجود مكتب للمجلس الوطني الكردي "آ نا كا سي" في مدينة القامشلي بعد قراءته البيان الوطني الرصين، بسبب ما تمتاز به مناطق شمال وشرق سوريا بوجود هامش للحرية والديمقراطية وأخوة الشعوب، في حين لا يملك زملاء "آ نا كا سي" الائتلاف الوطني بامتياز مع جودة إيزو حتى كشكاً أو براكية في المناطق التي تم تحريرها من أهلها وسكانها الأصليين.

 

ليفانت – فاضل محمد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!