-
مفترق طرق يكشف مخاوف تركيا من تداعيات إنكارها الهوية الكردية
-
أدى تصاعد المخاوف التركية من احتمالات التقسيم إلى إعادة النظر في السياسات التقليدية تجاه القضية الكردية بعد فشلها في إنهاء الصراع
برزت أولى محاولات السلام منذ عشر سنوات لإنهاء صراع مستمر منذ أربعة عقود بين تركيا والمسلحين الأكراد، في ظل تحولات إقليمية متسارعة تثير مخاوف أنقرة من تداعيات سياساتها التاريخية في إنكار الهوية الكردية.
وتكشف المخاوف التركية من تزايد النفوذ الكردي في سوريا والعراق عن أزمة عميقة تواجهها أنقرة نتيجة عقود من سياسات الصهر القومي، التي شملت حظر اللغة الكردية وإنكار وجود القومية الكردية وارتكاب مجازر بحق المدنيين الأكراد.
وأفاد سياسيون ومحللون لوكالة رويترز بأن مبادرة السلام التي طرحها حليف الرئيس رجب طيب أردوغان تعكس إدراكاً متأخراً لفشل السياسات القمعية في حل القضية الكردية، خاصة مع تنامي الوعي القومي الكردي في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مبادرة بهجلي لمصالحة الكرد: جدل سياسي تركي حول دعوة أوجلان للبرلمان
وبينما يؤكد هجوم حزب العمال الكردستاني الأخير في أنقرة صعوبة استئناف محادثات السلام، يرى خبراء أن تركيا باتت تخشى من أن يؤدي استمرار سياسة الإنكار والقمع إلى تهديد وحدة أراضيها، خاصة مع تزايد الدعم الدولي للحقوق الكردية.
ويمثل الحل السلمي فرصة لتركيا لتصحيح أخطاء تاريخية، حيث سيخفف العبء عن قواتها الأمنية ويعزز اقتصاد جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية، كما سيمهد الطريق لمعالجة الظلم التاريخي الذي تعرض له الأكراد.
ويأمل الأكراد في أن تشمل أي تسوية اعترافاً رسمياً بهويتهم وحقوقهم الثقافية واللغوية، في تحول جذري عن سياسات "الترتيك" القسري التي مارستها الدولة التركية منذ تأسيسها.
ويربط محللون صمت المسؤولين الأتراك حيال خطط السلام بصعوبة التخلي عن عقود من الأيديولوجية القومية المتشددة، رغم إدراكهم لمخاطر استمرار الصراع في ظل التحولات الإقليمية.
ويؤكد فاهاب جوشكون، المحاضر في جامعة دجلة، أن الديناميكيات الإقليمية تجبر تركيا على إعادة النظر في سياساتها، خاصة مع تزايد تكلفة إنكار القضية الكردية في ظل عدم الاستقرار الإقليمي.
وفاجأ اقتراح زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بشأن إحضار عبد الله أوجلان للبرلمان المراقبين، نظراً لتناقضه مع الموقف التقليدي لليمين التركي المتشدد في رفض أي اعتراف بالهوية الكردية.
ورغم تحفظ نواب التحالف الحاكم على المبادرة، يرى مراقبون أن مجرد طرحها يعكس تحولاً في الوعي التركي بضرورة معالجة جذور المشكلة الكردية، بدلاً من الاستمرار في سياسات الإنكار والقمع التي أثبتت فشلها.
ليفانت-متابعة-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!