-
مخيّم العريشة في الحسكة..مخصصات لا تكفي وغياب للحلول
حذّرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير صدر نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، بأن المجاعة أصبحت بالفعل على أعتاب ملايين الأسر في 20 دولة بينها سوريا، جرّاء استمرار الصراع وانتشار جائحة (كوفيد - 19)، والتي باتت تهدد الفئات السكانية الضعيفة بالفعل، فسوء التغذية الحاد والنزوح المتزايد والوضع الاقتصادي المتدهور، زادت من مخاطر المجاعة في هذا البلد الذي مزقته نيران الحرب المستمرة منذ 10 سنوات.
وعلى مدّ النظر تمتد صفوف متراصة من الخيام، رسم عليها شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تطل على بحيرة العريشة، وسط هبوب رياح جافة مغبرة تتناثر معها أكوام من النفايات وكان بالإمكان مشاهدة خزانات ضخمة حمراء اللون يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه.
كما أنّ معظم قاطني مخيم العريشة نازحون من ريف دير الزور، يتحدّر غالبيتهم من بلدتي الميادين والبوكمال تخضعان لسيطرة قوات النظام السوري، ويرفضون العودة إلى مناطقهم بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب مصادر الدخل واستمرار الحروب الدائرة.
يشار إلى أنّ مخيم العريشة تأسس سنة 2016 يعيش فيه نحو 14 ألف نازح وهم 2700 عائلة وعدد الخيام يصل إلى 3200 خيمة، بحسب زاهر غربي مدير المخيم، وفي حديثه إلى "الشرق الأوسط" أخبر بأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تشرف على شؤون المخيم، "تقدم سلالا غذائية شهرية كما يتم منح قسائم للحوامل والأمهات من منظمة إنقاذ الطفل بشكل دوري، أما الخبز فتوزعه منظمة بلموند يومياً"، مشيراً إلى وجود عائلات أعدادها كبيرة ومخصصاتها الشهرية لا تكفي سد احتياجاتها الأساسية.
ونقل بأن الأزمة الإنسانية للمخيم ازدادت بعد إغلاق معبر تل كوجر الحدودي مع العراق منتصف 2020 ولفت قائلاً: "معظم المساعدات الدولية كانت تصلنا من معبر تل كوجر، أما اليوم تأتي من العاصمة دمشق عبر منظمة الهلال العربي السوري»"، بحسب الشرق الأوسط.
اقرأ:خلال تظاهرهم ضد أبو عمشة.. المرتزقة يعترفون: قاتلنا بقره باغ
يشار إلى أنّ نحو 14 ألف نازح سوري يقطنون مخيم العريشة ويقع على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوبي مدينة الحسكة؛ يعانون ظروفا إنسانية قاسية لاعتمادهم على المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية والجهات الإنسانية المناحة.
وكان تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2020/21، قد تضمّن إشارة إلى معاناة اللاجئين على حدود تركيا، إذ أشار التقرير إلى استمرار عمليات الصد والعنف عند الحدود البرية والبحرية. وأوضح أنّه، في خطوة ساخرة وخطرة استخدمت تركيا اللاجئين والمهاجرين أداة لأغراض سياسية، بتشجيعهم على السفر من تركيا إلى الحدود البرية لليونان، حتى إنها سهـّلت نقلهم في بعض الأحيان، وبالمقابل ارتكبت السلطات اليونانية انتهاكات للحقوق الإنسانية للأشخاص المتنقلين، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة، واللجوء إلى الضرب، واستخدام الذخيرة الحية، وإعادتهم إلى تركيا.
اقرأ المزيد: تغريدة “إيدي كوهين” وضربة إسرائيل الأخيرة للمنشآت الإيرانية في دمشق
ولفت إلى أنّه في غمرة انتشار الوباء، فرضت السلطات قيودًا على المساعدات الإنسانية، مما فاقم من سوء نـُظم الرعاية الصحية المتدهورة، وعملت قوى عسكرية أخرى على تأجيج الانتهاكات، من خلال نقل الأسلحة بصورة غير ًمشروعة، وتقديم الدعم العسكري المباشر للأطراف المتقاتلة أصلا.
ليفانت- الشرق الأوسط
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!