الوضع المظلم
الأربعاء ٢٦ / يونيو / ٢٠٢٤
Logo
  • ماهي حكومة التكنوقراط ولماذا هي أصبحت المنقذ الوحيد لسورية الوطن؟!

ماهي حكومة التكنوقراط ولماذا هي أصبحت المنقذ الوحيد لسورية الوطن؟!
محمود سليمان الحاج حمد

محمود سليمان حاج حمد - كاتب سوري


بترجمتها عن اليونانية ( تكنو وتعني فني وتقني ) و ( كراتيس وتعني سلطة وحكم ) وهي بالمعنى الأدق حكومة الكفاءات أو الحكومة التقنية وهي حكومة من الطبقة العلمية الفنية المتخصصة في الاقتصاد والتجارة والمالية والزراعة .. الخ .

وشرطها أن لاتكون حزبية وأن لاتهتم بالفكر الحزبي والحوار السياسي.




أول تطبيق لها كان في عام ١٩٣٢ في الولايات المتحدة الأميركية وكانت عبارة عن مهندسين ومعماريين واقتصاديين وحقوقيين وإخصائيو رقابة ادارية ومالية وبذلك يستطيعون من خلال كفاءاتهم السيطرة على الظواهر الاجتماعية بعد تحليلها ودراسة حلولها والعمل عليها للسيطرة على أسباب هذه الظواهر والتعامل معها.


لماذا هي الحل الوحيد لسورية الوطن وماتبقى منها ؟


في سورية ومنذ اندلاع الثورة والتي كانت تفتقد لخارطة عملية أو حتى نظرية تسير عليها، ضاعت المفاهيم وأصبحت غائمة لدى جمهور الثورة، فتاهت الناس بين شعارات إسقاط النظام، هل كان المقصود بها إسقاط النظام السياسي (الزمرة الحاكمة) أم إسقاط النظام العام الذي هو يشكل (الدولة السورية) ومقومات وجودها!




السبب الاول:

كان في إدارة مايسمى بالمعارضة السياسية (المجلس الوطني) والذي تم تشكيله بشكل اعتباطي ومحاصصات لأحزاب وهمية لايتعدى عدد أفرادها العشرات وبعضها لايتجاوزز عدد أصابع اليد الواحدة وتشكل من خليط من الانتهازيين ومن تجار الأزمات والحروب، تفاجأت جماهير الثورة بأشخاص غريبو الوجه والشكل واللسان أحياناً عنهم وقد جاؤا من وراء اليحار والمحيطات وهم عبارة عن نفايات تخلقت وتصنعت في دوائر المخابرات العالمية، وكلهم سواء في ذلك أكاديمييهم أو حراس النوادي الليلية أو سائقي الشاحنات والدهانين في دول الخليج!




عملوا سريعاً على التعامل مع الداخل واستجلبوا من يشابههم أو من هم أقل مستوى منهم في الخبرة أو المعرفة أو الإخلاص مع ملاحظة استعدادهم للتجنيد لكل مايريده أولئك القادمون من وراء البحار (لن نستعرض أحداً بالاسم فأي واحد منهم يصلح مثالاً لما ذكرناه) !




السبب الثاني :

استطاع النظام وبقوته الاستخباراتية المشهود لها بدس الكثير جداً من عملائه في صفوف هذه المعارضة منذ بداية تشكلها والامعان في اختراق وتشتيت هذا المكوّن المفترض كقيادة للثورة وتوجيه نشاطه السياسي وغير السياسي لصالح انعاش النظام والمحافظة عليه، موهماً إياهم بأنهم لن يستطيعوا الوصول للحكم بدونه وبدون مشاركته، والنظام الذي نجح في إدارة اللعبة مع كافة اللاعبين الدوليين، وبمساندة قوية من حزب حسن الخامنئي وفرق قاسم سليماني وانتهاء بالتدخل الروسي بكل قوته ليضع يده القوية في منطقة الشرق الأوسط امام التراخي والانسحاب الأميركي من المشهد برمته!


حكومات وهمية في المعارضة :


الخطوة التنفيذية الاولى للمعارضة كانت بتشكيل أول حكومة لإدارة المناطق المحررة، تم تشكيل هذه الحكومة من محاصصات لأحزاب وهمية تستأثر بالمعارضة (الائتلاف) وتم إسناد رئاستها الى طبيب أسنان فاشل لاعلاقة له بأدنى مفاهيم الإدارة أو الاقتصاد، وهذا انسحب على كافة وزراء حكومته ممن لاعلاقة لهم بالإدارة الفنية أو التقنية لامن قريب ولا من بعيد !




اول مطاهر نشاط هذه الحكومة تجلى بتفشي ظاهرة الفساد بشكل صارخ وغير مسبوق ولو عدنا الى الموازنة المخصصة لها والتي بلغت بأقل تقدير مايزيد على (٨٠) مليون دولار، فإننا نقول وبكل ثقة وقوة قلب أن المبلغ المنهوب بين سرقة وهدر ومحاصصة قد زاد عن ( ٥٠) مليون دولار من أصل المبلغ، ويكفي أن نعرف أن طاقمها الإداري في تركيا والخارج قد وصل حد (٥٠٠) موظف لايعرف أحداً أعمالهم ونشاطهم (يمكن التفصيل في ذلك في غير هذا المقام)!

الفساد الذي قامت الثورة ضده كان هو عنواناً عريضاً لاطلالة المعارضة باولى تجلياتها!


ماذا لو تمت إدارة المناطق المحررة بشكل صحيح وحقيقي ومن داخل تلك المناطق ومن أول مدينة تحرر في ٢٠١٣ (الرقة) ولماذا لم تنزل تلك المعارضة الى هناك لتدير معركة الشعب بالتحرر والاستقلال؟

هل حرام أن يتعرض أي فرد منهم لخطر ما بينما تسقط الملايين من الشعب تحت حمم الطائرات والصواريخ؟.




مرة أخرى لماذا التكنوقراط؟

التكنوقراط يعني أن يكون الوزير أو الإداري لديه خبرة في تخصص ما وخدمة فعلية في مؤسسات الدولة لاتقل عن (٢٠) عاماً!




هذه الحكومة تبدأ أولاً بتأمين الخدمات الأساسية للمواطن وحاجاته من غذائية إلى سكنية إلى صحية غلى اقتصادية، وتؤسس لاقتصاد الحاجة من تأمين المستلزمات الزراعية والحيوانية ورعاية بقائها وتطويرها لضمان عيش المواطن والعمل على تسويق منتجاته بالتعاون مع الدول الصديقة، اضف إلى ذلك إيجاد الوسائل المبتكرة في أساليب إيصال الدعم والإغاثة المباشرة وغير المباشرة، بينما نرى أن الحكومة المؤقتة قد جهدت في ايجاد الوسائل لسرقة هذه المساعدات، هنا لست في وارد البحث في قضايا الاختلاسات في الحكومة المؤقتة أو وحدة الدعم والتنسيق أو الاتلاف ذاته المؤسس الحقيقي والرئيسي لهذا النهج من الدمار، والذي أتى على الثورة وجمهورها فجعلها تتلقى الضربات القاتلة من كل الجهات دون استثناء!


ضياع الحقوق والاعتداء على أبسطها وهو حق العيش الكريم للمواطن ورميه بين مخالب الفقر والحوع والعوز واستعباد الشعب بأبشع أنواع الاسترقاق والاستعباد في العصر الحديث، وليست صورة الاستعباد أو الاسترقاق هي تلك التي يطوق فيها العبد بالسلاسل ويباع في الاسواق، بل هناك من هو أبشع من ذلك بكثير في العصر الحديث!


الفساد هو الوحش الأكثر شراسة وافتراساً للمواطن السوري والذي اطلق النظام له العنان ليفعل فعله في الشعب السوري ومؤسساته، نجده هو ذاته الذي أطلقته عصابة المعارضة (الائتلاف) وملحقاته بشكل أكثر سفوراً ووقاحة والبقاء على ماتبقى من قدرة الشعب السوري من مؤونة تعينه على استمرار حربه ضد عصابة النظام!




لو نجحت الثورة وبعيداً عن المحاصصات الفئوية الكاذبة في تشكيل حكومة تكنوقراط بعيداً عن الأحزاب الخلّبية والسياسية المتخيلة، لكان الوصغ السوري في غير هذا الموقف من الضعف والهزال والذي جعل سورية كلها بطرفيها المعارض والموالي نهبة لنهم الدول في اقتسامها وتوازع مناطق نفوذها!


ومايمكن قوله باختصار في نهاية هذا العرض هو أن السوري كان يريد كرامته بعيشه ولقمته والتي خرج ضد النظام لأجلهما، وقع بين براثن معارضة ظهرت سريعاً وبوضوح أنها أكثر سوءاً من عصابة النظام، فلا العربي قد آمن بالبعث العربي وقد خرج كافراً بهذه الشعارات الكاذبة فاصطدم باحزاب المعارضة، ولا الاخوان هم إخوان ومسلمون لأنهم خالفوا هذين المبدأين ذاتهما، فالاخ المؤمن لايسرق لقمة أو رأي أخيه وهم فعلوا ذلك، ولا العلماني كان صادقاً في علمانيته، بل حمل كل تلك الشعارات ليبيعها على الرصيف لأول مشترٍ يسومها ولو بثمن بخس ليكمل هذا المشتري موكبه المخادع!




ولا الكردي الذي تم اختطاف مجموعة غير قليلة من الأكراد تحت وهم صنع الدولة الكردية الديمقراطية بشعارات برّاقة وكاذبة وحيث استفاق الشعب الكردي على حجم الخديعة الكبرى والتي اثبتت تلك العصابة أنها تبيع عند أول بازار تجده في طريقها، وتلك الأجندات التي استنفرت عقول ووجدان السوري المسلم بعودة بناء دولة الإسلام والخلافة والتي ظهرت حقيقتها أنها كانت عبارة عن اسفنجة تمتص كل متطرف يؤمن بهذه الفكرة ليتم اصطياده في مكان وزمان معينين!




لعل ما جعلني أكتب كل ذلك هو تجربتين لدولتين عربيتين هما السودان ولبنان واللتان حدد الشعب خياراته الواضحة منذ البداية .

لا للحزبية

لا للطائفية

لا للعرقية

نعم لحكومة الكفاءات ( التكنوقراط )!

قدموا خدماتكم للعربي والكردي للمسلم وللمسيحي وستجدون الكل يأكل مع بعضه بعضاً ويدبكون سوية لأجل سورية حرة ومستقلة!


......



 


هي حكومة التكنوقراط ولماذا هي أصبحت المنقذ الوحيد لسورية الوطن؟! ماهي حكومة التكنوقراط ولما....ذا هي أصبحت المنقذ الوحيد لسورية الوطن؟! ماهي حكومة التكنوقراط ولماذا هي أصبحت المنقذ الوحيد لسورية الوطن؟!

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!